الحـوار الفلسطيني ينتظر الحل من الخارج

18-03-2009

الحـوار الفلسطيني ينتظر الحل من الخارج

يبدو أن الحوار الوطني الفلسطيني، الذي يراوح مكانه منذ ثمانية أيام، قد بدأ يتخطى فعلياً ما يدور في القاهرة، حيث اختتمت لجان المصالحة الخمس أعمالها، أمس، بحيث أصبح نجاحه النهائي رهناً بالمحادثات التي يجريها رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان في واشنطن بهدف إقناع الإدارة الأميركية بتخفيف شروطها للتعامل مع حكومة توافق وطني، والقبول بصيغة لبرنامجها السياسي يراعي مطلب حركة حماس وعدد من فصائل المقاومة، بعدم تضمينه أية عبارة تنطوي على اعتراف بإسرائيل.
وفي ما يبدو انه تحد جديد للحوار، خرج رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت، مساء أمس، ليعلن انهيار المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حماس، واعلنت مصادر حكومية إسرائيلية البدء بتنفيذ خطة للضغط على الحركة لتليين مواقفها، بما في ذلك تشديد الحصار المفروض على غزة.
وحتى مساء يوم أمس كان معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة قد شهد عودة العشرات من ممثلي الفصائل إلى القطاع بعدما انفضت اجتماعات اللجان الخمس، وبات الحوار محصوراً بلجنة المتابعة العليا. وأشارت مصادر متابعة لسير الاجتماعات إلى أنه لم يبق في القاهرة سوى 30 من أعضاء الفصائل من مجموع 189 شاركوا في الحوار.
وبحسب المصادر فإنّ القضايا العالقة تتمحور حول موضوع الحكومة، ووضع صيغة تمكن حركتي حماس والجهاد الإسلامي من المشاركة في القرار الفلسطيني خلال الفترة الانتقالية التي تسبق تشكيل الحكومة الجديدة وانتخاب مجلس وطني جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقالت مصادر فلسطينية قريبة جداً من محادثات القاهرة إن ما اتضح من خلال المداولات أن حركة فتح تؤيد بأشكال مختلفة التوصل إلى اتفاق بشأن
تشكيل حكومة الوحدة. وبحسب المصادر فإنّ «فتح تنتظر في الغالب مسعى مصرياً وسعودياً مشتركاً للتوصل إلى صيغة حكومة تكون مقبولة من جانب الأوروبيين والأميركيين».
وفي هذا الإطار، قال عضو وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى الحوار كايد الغول إن القاهرة تركز جهودها في الوقت الراهن مع الأطراف الخارجية وخصوصاً الإدارة الأميركية التي تضع شروطا تتعلق بالبرنامج السياسي لحكومة التوافق الوطني، مشيراً إلى أنّ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «أدلت تصريحات بهذا المعنى». 
وقالت مصادر أنّ اللواء عمر سليمان التقى، أمس، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان والمبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل للتشاور بشأن مؤتمر الحوار الفلسطيني.
في غضون ذلك، نقلت وكالة «يونايتد برس انترناشونال» عن مشاركين في الحوار أنّ مشاورات تجري الآن في بعض العواصم المعنية بهدف التوصل إلى قرار حول الحكومة. وقال احد المشاركين إن «هذه المشاورات تجري مع الدول التي تساند كلا من فتح وحماس، وأنها هي التي ستقرر بالتالي كيفية الخروج من هذا المأزق»، مشيراً إلى أنه «لم يعد هناك شيء في يد المتحاورين ليفعلوه والقرار سيأتي من الخارج».
ولفت مشارك ثان الى أنّ «حل العقدة لم يعد هنا وإنما لدى الأطراف الدولية والإقليمية الحليفة أو المؤثرة»، فيما توقع آخرون ان تجري قيادة حماس مشاورات مع حلفائها، وخاصة سوريا وإيران، قبل اتخاذ قرارها النهائي في حوار القاهرة.
وإلى جانب عقدة الحكومة، فإنّ الخلاف في لجنة الانتخابات بات ينحصر في نقطتين هما النظام الانتخابي، حيث تقترح فتح القائمة النسبية المطلقة فيما تقترح حماس نظاماً مختلطاً بين النسبية والدوائر الفردية، إضافة إلى «نسبة الحسم»، إذ ترغب الفصائل الصغيرة في ان تكون هذه النسبة متدنية (واحد في المئة كحد أقصى).
أما في لجنة الأمن، فالخلاف يتعلق بتبعية الأجهزة الأمنية الرئيسية، بين رئيس السلطة ورئيس الحكومة. وفي لجنة منظمة التحرير يدور حول المرجعية التي سيتم تشكيلها إلى حين إعادة هيكلة المنظمة وإجراء انتخابات جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة حماس والجهاد الإسلامي والمبادرة الوطنية.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...