الذكرى الثانية لثورة تونس: وكـأن شيئـاً لـم يتغيـر

14-01-2013

الذكرى الثانية لثورة تونس: وكـأن شيئـاً لـم يتغيـر

تحيي تونس اليوم الذكرى الثانية لأولى الثورات العربية في أجواء من القلق بسبب أعمال العنف الاجتماعي واقتصاد يتسم بالركود، وتهديد الجهاديين، ومأزق حول الدستور المقبل، في حين يمضي الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي حياة هادئة في منفاهما في السعودية، بالرغم من سلسلة أحكام عديدة صدرت بحقهما.
وبالرغم من سقوط الديكتاتور، تحولت آمال التونسيين إلى قلق من استمرار الفقر، حيث تفشّت البطالة لتطال 17 في المئة من القادرين على العمل، بالإضافة إلى تراجع الاستثمارات الصناعية في البلاد التي كانت مهد الثورة.
وتأتي الذكرى الثانية على وقع انتشار الجيش التونسي أمس، في مدينة بن قردان في جنوب البلاد قرب الحدود مع ليبيا، وبعد أسبوع من المواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يحتجون على سوء الأوضاع الاجتماعية التي لم يكن من المفترض أن تكون هي النتيجة بعد مرور عامين على الثورة التونسية.
وقد دعا المتظاهرون الذين يطالبون ببرنامج تنمية إقليمية وتدابير لمكافحة البطالة، إلى نشر الجيش لضمان الأمن في المدينة، وخصوصاً انه يحظى بسمعة جيدة في تونس بعدما كان في قلب نظام الرئيس المخلوع بن علي.
وكانت التظاهرات قد وصلت إلى أوجها أمس الأول، حيث تجددت الصدامات بين متظاهرين والشرطة في مدينة بن قردان. وتجمع حشد من الشبان الغاضبين بسبب ظروف عيشهم والبطالة أمام مركز الشرطة في المدينة، الذي كانوا قد أحرقوه يوم الخميس الماضي. ورموا بالحجارة عناصر الشرطة الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وغادر عناصر الشرطة مركزهم في المدينة للاحتماء في مقر الحرس الوطني، واستعادت المدينة نوعاً من الهدوء النسبي، ثم عادت وتجددت المواجهات بشكل أعنف وتم حرق مركز الشرطة من جديد.
وقال متظاهرون إنهم تصرفوا على هذا النحو للاحتجاج على تصريحات رئيس الوزراء حمادي الجبالي في غدامس حيث التقى مع نظيريه الليبي والجزائري.
ونقلت وكالة الأنباء التونسية الحكومية عن الجبالي قوله إن الدولة تتفهم المطالب الاجتماعية وتحترم حرية التعبير لكنها لن تتسامح «مع المخربين ومهربي المخدرات والمعتدين على مقرات السيادة». ولم تصدر أية حصيلة للمواجهات التي بدأت قبل أسبوع. ولم تدل وزارة الداخلية بأي تعليق بشأن أعمال العنف هذه.
ويتوقع أن تستقبل الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية غداً، وفداً من مندوبي المجتمع المدني لمناقشة مطالب المتظاهرين.
وقال زعيم الفرع المحلي لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل» عمار حمدي إن الحكومة «ستستقبل وفداً الثلاثاء في الساعة العاشرة في تونس» العاصمة.
إلى ذلك، أكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أمس الأول، أن بلاده التزمت طريق الديموقراطية والتوافق بين الإسلاميين و«الحداثيين» لتجنب «حرب أهلية».
وأوضح الرئيس التونسي في مقابلة مع قناة «فرانس ـ24» الإخبارية قبل يومين من الذكرى الثانية للثورة، «لقد حققنا أمرين استثنائيين تماماً، الأول هو ثورة في العقلية حيث أصبح التونسيون اليوم مواطنين ولم يعودوا يخافون الشرطة ولا السلطة».
وأضاف المرزوقي أن «هناك أيضاً ثورة سياسية حيث بات التونسيون يتمتعون بحرية التعبير وحرية التظاهر».
وبعدما أشار إلى وجود فريقين هما «المحافظون والحداثيون»، حذر المرزوقي من مخاطر المواجهة بين هذين الفريقين، مدافعاً عن الائتلاف الذي يشارك فيه داخل الحكومة مع الإسلاميين، معتبراً أنه «إما أن يتواجه الفريقان ونكون إزاء حرب أهلية باردة أو ساخنة، أو أن نتخذ موقفاً مغايراً وهو موقفي: لا بد من أن نجعل من تونس المتعددة هذه واقعا موحداً ولا بد من دفع الناس إلى التحاور».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...