الرواية الكاملة للاتفاق السعودي القطري الذي أعاد انتخاب الجربا

10-01-2014

الرواية الكاملة للاتفاق السعودي القطري الذي أعاد انتخاب الجربا

جربا 2 لإفشال جنيف 2،  هذه هي خلاصة الاتفاق السعودي القطري الذي اعاد انتخاب (أحمد عاصي عوينان الجربا)، وهي من المرات القلائل التي يتفق فيها السعودي والقطري هذه الايام على أحداث العالم العربي. فالخلاف بين الدولتين الخليجيتين يكاد يكون في كل شيء، بدءاً من مصر مروراً بمجلس التعاون الخليجي وصولا الى الحرب في سوريا التي يتصارع فيها الطرفان منذ أن سلمت الولايات المتحدة الأمريكية   ملف المعارضة السورية للسعودية بدلا  من قطر في شهر تموز الماضي بعد انهيار حكم الإخوان المسلمين في مصر.

غير ان الواقع السوري الأليم وارتهان المعارضات السورية  المسلحة والسياسية بغالبيتها للمال الخليجي الذي تغدقه قطر والسعودية جعل للدولتين سلطة القرار الكامل على المعارضة الخارجية متمثلة بالائتلاف السوري والمجلس الوطني المعارضين بعد ان كانت زعامة الائتلاف مركز صراع بين الدوحة والرياض، خصوصا ان الأخيرة فرضت في الصيف الماضي مرشحها أحمد عاصي الجربا مكان مرشح الدوحة مصطفى هيتو.

الان تغير الحال ، وها هو منصب رئاسة الائتلاف  يشكل مركز توافق وتحالف بيم الطرفين السعودي  والقطري ، وهذا يعود الى رفض  الدولتين  انعقاد مؤتمر جنيف 2  حول سوريا .

 في الخطة السعودية القطرية لتعطيل انعقاد مؤتمر جنيف 2 كان موضوع إعادة انتخاب أحمد عاصي الجربا الحجر الأساس  الذي يفرط عقد المعارضة السورية، وبالتالي يلغي انعقاد مؤتمر جنيف 2 بموعده المحدد يوم 22 شهر كانون ثاني الحالي، وهذا ايضا يجنب الدولتين الغضب الأمريكي على أساس ان المشكلة في المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف  ولا تتحمل الدول الممولة أية مسؤولية تذكر .

مراجع في الائتلاف السوري المعارض قالت لموقع المنار ان السعودي والقطري تلاعبا بالائتلاف السوري المعارض واوهما الكتلة المستقلة التي يقودها  كل من رياض سيف و كمال اللبواني ومعاذ الخطيب أن القرار وقع على (رياض حجاب) لترؤس الائتلاف وبالتالي  يمكن  تشكيل وجه معارض  مقبول دوليا وداخليا  للذهاب الى مفاوضات جنيف 2 على عكس الجربا.  وتضيف المراجع السورية المعارضة ان ميشال كيلو تولى عملية التمويه والتلاعب في هذه الخطة السعودية القطرية ، عبر القيام بحملة  تطاول كلامي على السعودية في جلساته الخاصة خلال الاسبوعين الأخيرين، لإظهار  تمرده على القرار السعودي  القاضي بإعادة  انتخاب (أحمد عاصي هوينان الجربا)  رئيسا للائتلاف. و خلال الأسابيع الماضية في  جلساته الخاصة تناول ميشال كيلو السعودية بكلام ناب وسيء  ( بدو، عالم متخلفة، بدهم يزعمو علينا واحد ما معه إعدادية). واستكمالا للمسرحية وإظهار تمرده على بندر بن سلطان، زار ميشال كيلو الدوحة قبل يومين من موعد الانتخابات مشيعا انه سوف يلتقي وزير الخارجية القطري (خالد العطية)، غير ان المصادر المعارضة تؤكد ان كيلو  التقى  فقط بعزمي بشارة الذي ابلغه القرار القطري بإعادة انتخاب احمد الجربا رئيسا.

وجاءت نتائج عملية التصويت انعكاسا للقرار السعودي القطري ، في ظل قانون انتخاب  فضفاض  يسمح للناخب بانتخاب ثلاثة أسماء لمنصب الرئاسة ضمن قائمة المرشحين  التي بلغت سبعة ، علما ان عدد اعضاء الإئتلاف 121 عضوا. وخرجت نتائج التصويت كما يلي:

1 – عبد الحكيم بشار 82 صوت ( حصل على اعلى نسبة لانه كردي والجميع يعلم انه لن يصل كردي لرئاسة الإئتلاف)

2- فاروق طيفور 68 صوت (نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين)

3 -  احمد عاصي العوينان الجربا 65 صوت

4 - بدر جاموس 57  (علوي)

5 - رياض حجاب 52 صوت

6- جورج صبرا 51 ( رئيس "المجلس الوطني السوري" المعارض الموجود في الائتلاف ويبلغ اعضاؤه 41 جميعهم  أعضاء في اللجنة التنفيذية للإئتلاف).

ويقضي القانون الداخلي للانتخاب ان يجتمع الخمسة الأوائل لانتخاب واحد منهم، ويكفي  النظر الى لائحة الأسماء  الخمسة الأوائل لنرى كيف ان الخطة السعودية القطرية طبقت بحذافيرها لتأتي بالجربا رئيسا. ويظهر هنا من صوت طيفور الذي جير للجربا وصوت عبد الحكيم بشار ان جماعة الاخوان المسلمين التي تحظى ب 27 عضوا في المجلس الوطنية و 49 في الإئتلاف جيرت أصواتها لغير صالح حجاب، الذي حصل  على أصوات كتلة التركمان و كتلة (رياض سيف، كمال اللبواني) والمستقلين والجيش الحر والتنسيقيات المحلية  فقط لا غير فيما صوتت جماعة ميشال كيلو للجربا  ولطيفور .

وفور اعلان النتائج وانكشاف المقلب القطري السعودي حصلت موجة من الاستقالات من الإئتلاف المعارض ( الجيش الحر،  لجان التنسيق المحلية، المستقلون التابعون لرياض سيف واللبواني  التركمان، و وصلت لائحة الاسماء المستقيلة  الى 43 اسم ، فيما توجه كمال اللبواني الى قرطبة لحضور المؤتمر حول سوريا الذي يعقد بمبادرة من (معاذ الخطيب مصطفى حمشو،  محمد بدو، وليد البني). وكان الائتلاف في بياناته السابقة هاجم مشروع مؤتمر قرطبة  الذي يدعي الى خط ثالث في المعارضة السورية.

ويمكن اعتبار رياض حجاب اول الخاسرين في هذه المسرحية  وقد احترق تماما ، فيما يظهر خاسر آخر هو مصطفى الصباع رجل الاعمال الذي يقيم في الدوحة والذي فقد منصب الامين العام لمصلحة عبد الحكيم بشار فيما  تم اختيار إمرأة أخرى  مكان سهير الاتاسي، وحصل خلاف على منصب نائب الرئيس بين جورج صبرا وفاروق طيفور يبدو انه حسم لمصلحة الاخير الذي يتولى قيادة لواء التوحيد وجبهة النصرة التي كان اول من عمل على انشائها في الشمال السوري.

المصدر: المنار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...