السفارة الأمريكية في باكستان تتهم حليفها مشرف بتهديد الديمقراطية
أكدت السفيرة الأمريكية في باكستان الثلاثاء أن إجراءات الرئيس الباكستاني، الجنرال برويز مشرف، الأخيرة، بما فيها تعليق العمل بالدستور واعتقال القضاة والمحامين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، تهدد جهود البلاد الديمقراطية.
وقالت السفيرة، آن باترسون، في كلمة لها أمام "الجامعة القومية للعلوم الدفاعية": "لقد تراجع التوجه الديمقراطي في باكستان بصورة خطيرة" جراء أحداث الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وأضافت باترسون قائلة: إن الولايات المتحدة "تحث حكومتكم على ألا تلغي خلال أسابيع ما تم تحقيقه خلال سنوات.. إن سفارتنا وقنصلياتنا تحاول التأكد من أن ممثلي ومندوبي الأعمال الأمريكيين يعلمون أن باكستان مكاناً جيداً للأعمال، ولطالما اهتممت شخصياً بإلقاء الضوء على الفرص الهائلة التي توفرها بلدكم."
ونوهت السفيرة الأمريكية بالتقدم الاقتصادي في باكستان، وبخاصة نسبة النمو البالغة 7 في المائة، كانت واحدة من أعظم إنجازات إدارة الرئيس مشرف.
غير أن باترسون أوضحت أن فرض الأحكام العرفية وحالة الطوارئ في البلد تعرض النمو الاقتصادي والطموحات الباكستانية للخطر.
نيغروبونتي إلى باكستان
أعلن مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى الثلاثاء أنه من المتوقع أن يتجه نائب وزيرة الخارجية، جون نيغروبونتي، إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع الرئيس الباكستاني، الجنرال برويز مشرف.
وأفاد المسؤولون بالخارجية الأمريكية، أنه من المتوقع أن يمارس نيغروبونتي ضغوطاً على مشرف بهدف إنهاء حالة الطوارئ في البلاد، وأن يلتزم بدعواته لإجراء انتخابات في يناير/كانون الثاني المقبل.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة معنية بصورة كبيرة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وأن هذا لن يكون ممكناً في ظل الأحكام العرفية وحالة الطوارئ التي فرضها مشرف على باكستان مؤخراً.
وقالت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في باكستان، ليز كولتون، إن زيارة نيغروبونتي كانت مقررة في وقت سابق، كجزء من الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وتتضمن المحادثات الاستراتيجية بين الدولتين الحليفتين قضايا الحرب على الإرهاب، غير أن كولتون أوضحت أنه وفقاً للمعطيات والمستجدات الأخيرة في باكستان، فإن هذه التطورات ستنعكس في المحادثات بين الجانبين.
في تصعيد لإجراءاتها الأمنية ضد تحركات المعارضة الباكستانية، اعتقلت عناصر شرطة مكافحة الشغب مؤيدين لزعيمة حزب الشعب رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو الثلاثاء، فيما أحكمت من طوقها الأمني المفروض حول إقامتها، بعد إصدار مذكرة بفرض الإقامة الجبرية ضدها لسبعة أيام، الاثنين.
بموازاة هذا التصعيد، طالبت بوتو الرئيس برويز مشرف بالاستقالة.
وقالت: "بعد الطوق الأمني الذي فرض حول مقر إقامتي لمنعي من القيام بالمظاهرة، أظن أن الوقت قد حان لمشرف بالتنحي عن الرئاسة."
وأوضحت أنه رغم مسعاها للتعاون مع مشرف على "خارطة طريق نحو الديمقراطية"، إلا أن اعتقال آلاف الأشخاص الاثنين أقنعها بضرورة تنحيه.
وقالت بوتو "هناك عجز كامل في الثقة."
يُذكر أن مطالبة زعيمة حزب الشعب الرئيس الباكستاني بالاستقالة الثلاثاء، هو الأول لها منذ تفجر الأزمة السياسية في البلاد الشهر الفائت، إذ سبق وأن طالبته بالتنحي عن منصبه كقائد للجيش.
وتوقعت بوتو أن يقوم مشرّف بترحيلها، فقالت: "لقد أبلغتني محطة "سكاي" Sky التلفزيونية أن النظام يجهز طائرة عسكرية من طراز C-130 لنقلي بعيدا.. على الأرجح إلى منزلي في كراتشي، إلا أنني لم أتسلم أية مؤشرات واضحة ما إذا كنت سانقل من الإقامة الجبرية بمنزلي هنا (لاهور)، أم سانقل إلى منزلي أو إلى أي وجهة مجهولة."
وبلهجة متحدية قالت بوتو: "لا.. لن أرحل.. باكستان هي موطني."
وأكدت أنها تفضل "العيش في زنزانة على إجبارها للمغادرة."
وكانت السلطات الباكستانية، قد فرضت وللمرة الثانية خلال أسبوع، الإقامة الجبرية على بوتو، الاثنين، لإجهاض المسيرة المقرر أن تقودها من لاهور حتى العاصمة إسلام أباد الثلاثاء، وفق ما أكدته مصادر الشرطة.
واوضحت المصادر إن قيادة الشرطة كانت قد أعلنت منزل الزعيمة الباكستانية "سجنا فرعيا"، ونشرت حوله حراس سجن لمراقبة الأوضاع، فيما قامت مئات من عناصر الشرطة بتطويق المنزل والمنطقة المحيطة به ، لضمان عدم دخول أو خروج أي فرد.
كما أن تحركات أنصار بوتو وقيادات الحزب كانت محدودة إزاء نزع الطوق المفروض.
و"يظهر مسؤولو الحزب عند الحواجز، ويهتفون بعض الشعارات، ومن ثم وبشكل شبه طوعي يصعدون في حافلات الشرطة التي تقلهم بعيدا فيما يشبه التوقيف.. لكن بالتأكيد فقد اختفت أي تجمعات حاشدة لمؤيدي الحزب.. وهناك حاليا أكثرية من رجال الشرطة والعديد من كاميرات شبكات التلفزة التي فاقت أعداد أنصار بوتو.."
وكانت الحكومة الباكستانية قد فرضت على بوتو الإقامة الجبرية لفترة وجيزة الجمعة الماضية خلال إقامتها في منزل لها بمدينة "روالبندي" قرب العاصمة، وفي محاولة مماثلة سعت لإجهاض أي تحرك تنوي المعارضة الباكستانية القيام به، ضد حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس مشرف في البلاد في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، مبررا ذلك بضرورة مواجهة مد المتشددين الذي يشهد تناميا في منطقة القبائل المحاذية لأفغانستان. التفاصيل.
وكانت بوتو هدفا لانتقادات عدد من زعماء المعارضة، الذين يقولون إنها أقامت صفقة لتقاسم السلطات مع مشرف، الذي وصفته بكونه "دكتاتورا عسكريا."
غير أنّ بوتو أوضحت أنّه تمّ تعليق هذه المحادثات في ضوء فرض حالة الطوارئ.
وقال وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قصوري إنّ ممثلين لبوتو وآخرين لمشرف "كانوا بصدد التحادث لفترة من الزمن."
وتحت ضغوط الشارع الباكستاني والمجتمع الدولي وعد مشرف الأحد، بأنّه سيدعو لانتخابات تشريعية تقام قبل التاسع من يناير/كانون الثاني، قائلا إنه "من الممكن أن تعقد تلك الانتخابات في ظلّ حالة الطوارئ."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد