السفارة التونسية في دمشق تحتج على"صديقنا الجنرال"
الجمل ـ خاص
علمت "الجمل" أن السفارة التونسية في دمشق احتجت لدى وزارة الإعلام، على إجازتها كتاب "صديقنا الجنرال" للتداول في السوق السورية. والكتاب الذي صدرت نسخته العربية حديثاً عن دار قدمس، من تأليف نيكولا بو وجان بيير توكوا وترجمة الدكتور زياد منى، ويتحدث الكتاب عن نظام حكم الرئيس التونسي (زين العابدين بن علي وجه "المعجزة التونسية" الحقيقي)، وعن الانتقال من الحسن الثاني إلى زين العابدين بن علي الذي وصفه الكتاب بالهبوط من أرستقراطية الجريمة إلى الضحالة المفجعة لسوقي آتٍ من إحدى المديريات الفرعية. ويؤكد الكتاب أنه لا يطعن في البلاد إنما في الأشخاص. وهو يرى أنه كان للحسن رأس، وليس لزين العابدين بن علي سوى يدين. كانت للأول، مع كل خطاياه، فضائل، ومنها الذكاء. ولا يتميز الثاني، الملقب (الرئيس بكالوريا ناقص 3) سوى بردود أفعاله المتعجلة التي يكتسبها المرء في الثكنات. كان الأول ملكاً، حتى في أسوأ تجاوزاته، وليس الآخر سوى شرطي شرس يفرض على أحد أكثر شعوب العالم تحضراً السجن في قفص من الدكتاتورية المتوحشة. ويحكي المؤلفان حكاية عربية «تبدأ بالانحدار المثير للشفقة والمتوقع لقدر خارج عن المألوف».
وقد جرى سحب الكتاب من الأسواق السورية، بعد احتجاج السفارة التونسية. وقد استهجنت أوساط ثقافية ردة الفعل التونسية، لأن الكتاب صدر في فرنسا منذ نحو عامين ولم تحتج عليه هناك، وحين دخل إلى سورية طالبت بسحبه على اعتبار أنه يمثل خرقاً للاتفاقيات الموقعة بين البلدين!! وجدير بالذكر أن أي من الصحف العربية وحتى الصحافيين ممن وصلتهم نسخة مجانية من الكتاب، لم يكتبوا ولو حرفاً واحداً للتعريف بالكتاب لا مدحاً ولا ذماً.
من جانبه مدير دار قدمس الدكتور زياد منى رفض التعليق على سحب الكتاب، معبراً عن خشيته من استغلال الإعلام لسحب الكتاب من الأسواق لصالح غايات أخرى لا علاقة لها بحرية التعبير والنشر.
وبسحب كتاب "صديقنا الجنرال" من السوق السورية، تكون هذه هي المرة الثانية التي تتدخل فيها سفارة عربية في دمشق لمنع كتاب من التوزيع، فقد سبق وأن احتجت السفارة المغربية على كتاب يتناول "جمهورية البوليساريو" وكان أمراً غير عادي، لأن عدة كتب غيرها تناولت الملك المغربي، بيعت في الأسواق السورية ولم يتم الاعتراض عليها، وقالت مصادر مطلعة للـ"الجمل" إن احتجاج المغرب كان ملطفاً وغير مباشر، فيما الاحتجاج التونسي جاء مبطناً بحديث عن خرق للاتفاقات الموقعة بين البلدين، وإن السماح بتداول الكتاب من شأنه الإساءة للعلاقات السورية ـ التونسية. وتم سحب الكتاب من السوق.
وقد اعتادت الحكومة السورية على أن يأتيها هكذا نوع من الاحتجاجات من الأتراك، على الأعمال التي تتناول الممارسات البشعة للاحتلال العثماني للمنطقة، فقد تم الاحتجاج على مسلسل "أخوة التراب" وكتاب "غوائل الأرمن"، والذي يتناول أحداث الإبادة الجماعية للأرمن على يد الأتراك مطلع القرن الماضي، للكاتبة نورا أريسيان الذي صدر العام الماضي، وجرى سحبه من الأسواق، بعد حفل التوقيع، كي لا يؤثر على العلاقات مع تركيا، والتي شهدت تحسناً كبيراً خلال العامين الأخيرين. خاصة وأن تركيا لا تعترف نهائياً بالانتهاكات التي تعرض لها الأرمن.
إضافة تعليق جديد