الشخصية الخفية في الحكومة العلية

18-12-2012

الشخصية الخفية في الحكومة العلية

حكومتي العليّة... بعد التحيّة

 

ندرك تماماً العبء الثقيل الذي يقع على كاهل حكومتنا الحالية جرّاء الظروف القاهرة والاستثنائية التي تمر بها البلاد... ونعلم أيضاً أنّ شبح الفساد مازال يطاردها ويطال أفرادها حتى هذه اللحظة،..ولنا في أهم رموزها السابقة مثالاً وعبرة! ناهيك عن التركة الأثقل التي ورثتها عن حكومات سابقة، لاسيما الحكومة المقالة بُعيد اندلاع الأزمة حكومة العطري.- الدردري (وما أدراك ما الدردري؟! "حصان طروادة" الأسبق... وربّما " الدمية الكبرى" الألحق...التي تُهيّأ ويُعدّ لها لمرحلة ما! كمكافأة لها بعد أن هيّأت الأرضية المثلى لهذه الحرب الداميّة!).  

 ولكن، مشهد اللجنة المشكّلة من قبل رئاسة مجلس الوزراء لمتابعة وإدارة الأزمة الاقتصادية بشكل يومي ...تتوسطه شخصية مريبة! مثّلت أحد أساطين الحكومة السابقة آنفة الذكر، والشخصية الوزارية البارزة فيها سيما إذا رصدنا فترة إدارتها (أوحكمها!)كأطول فترة إدارة طالت تلك الوزارة الهامة والمؤثرة والفاعلة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء. إلا أنُّ شأنها لم يكُ أفضل حالاً من شأن الحكومة المذكورة التي أقل ما يقال عنها:( أنّنا سمعنا جعجعة ..ولم نرَ طحيناً!) بل جلّ ما حصدناه منها رماداً حارقاً ذُرّ في العيون وزُرع في القلوب والنفوس معاً!. . 

هذه الشخصية يتم الاستعانة بها لمواجهة هذه الظروف القاهرة،غريب عجيب! ..وهي التي كانت معنية بصفتها الاعتبارية ومسؤولة بإدارتها المباشرة وغير المباشرة عن تخفيض معدل البطالة وتحسين مستوى المعيشة وسد جيوب الفقر عبر إمساكها بأدوات سوق العمل ومؤسساته ورعايتها للشؤون الاجتماعية عامّة، فأنجزت... أيّما إنجاز!... فقد تولّد على يديها وبهمتها جيش عرمرم من العاطلين عن العمل ومن المتسربين اجتماعياً شكّل بغالبيته قوام هذا الحراك الدامي والرافعة الأساس لثوار الناتو!!!

 هذا بالإضافة إلى الآلاف من الأسر الفقيرة التي أحدثت باسمها ما يسمى ب"المعونة الاجتماعية"، فما زادتها إلا فقراً واحتياجاً كنتيجة طبيعية لفرار هذه الأموال إلى غير مستحقيها! والتي شكّلت فيما بعد بالعموم الحاضنة الاجتماعية لأولئك المجرمين ... ولا ننسى كم تولّدت على يديها آلاف الجمعيات الأهلية (وما حقيقة دور الجمعيات الأهلية ؟!) التي ثبت أن معظمها لم يكن أكثر من واجهة شرعية لنشاطات غير شرعية! لا سيما تورط الكثير منها في الأحداث الجارية في سورية. وهذا ليس حكراً لما خبرناه في تجربتنا، وإنما في معظم دول العالم وبشكل مدروس في دول العالم النامي.

  

 هذه الشخصية وتلك الحكومة!... يقع على عاتقها وتحمل في رقبتها إثم جُلّ من تحرّك مدفوعاً بالمال أو باحثاً عن عمل أو خارجاً من بيئة حاضنة للتخلف والإرهاب... وملفات الفساد تشهد بذلك فهي بعهدة من كان يفتش بها هي وغيرها من ملفات الفساد الثقيلة التي تلاحق هذه الشخصية وتلك الحكومة الثقيلة! وأقل ما تستحقه أن تحاسب بجرم خطاياها ...لا أن تُكافأ وتُكرّم على شرّ فعالها!. 

حكومتي العليّة... عذراً، ولكن ما هكذا تورد الإبل.. 

 

وللتحيّة بقيّة...
                                                                                                             ميساء حبيب سلمان
                                                                                                 خبيرة اقتصادية في التنمية والتشغيل

 

 

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...