الصحافة الأمريكية اليوم الثلاثاء
انصب اهتمام معظم الصحف الأميركية اليوم الثلاثاء على القضايا التي تتعلق بالشأن العراقي والإرهاب، فرأت أن تعاطي الديمقراطيين مع انسحاب القوات الأميركية من العراق يخدم أغراضهم الانتخابية، وتطرقت إلى استشراء تناول الكحول في صفوف العسكريين الأميركيين، معرجة على انتهاك الـ"أف بي آي" لقانون الإرهاب.
قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها تحت عنوان "خطة بيلوسي بشأن العراق" إن القيود التي ستفرضها القيادة الديمقراطية في البرلمان هذا الأسبوع على تمويل الحرب صُممت بشكل باهر لتجميع أجنحة الوسط واليسار معا.
فبالنسبة لمن يطالبون بالخروج من العراق فورا بحسب "لجنة الخروج من العراق" البرلمانية فإن ثمة لغة توحي بذلك وإن جاء ذلك بطريقة غير مباشرة، وبالنسبة للذين يفضلون مسارا أكثر اعتدالا، فهناك موعد نهائي للانسحاب وهو أغسطس/آب 2008، وبكلا الطريقتين فإن الجنود الأميركيين سيخرجون من العراق قبل أن تبدأ حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتابعت الصحيفة أن الدائرة الانتخابية الوحيدة، التي تجاهلتها رئيسة البرلمان نانسي بيلوسي في خطتها الرامية لتعديل مشروع قرار تمويل الجنود الإضافيين وفقا لاقتراح الرئيس الأميركي جورج بوش، هي شعوب ذلك البلد الذي يقاتل فيه الجنود الأميركيون لجلب الاستقرار له.
واعتبرت أن الاقتراح الديمقراطي الذي سيتم تبنيه هذا الأسبوع ما هو إلا محاولة لفرض إدارة مفصلة على حرب دون النظر إلى الحرب نفسها.
وانتهت إلى أن إستراتيجية بيلوسي لن تقود إلى انسحاب مسؤول من العراق، بل إلى صراع دستوري على السلطة مع بوش الذي قال إنه سيرفض هذا التشريع، مشيرة إلى أن الصراع لن يخدم الديمقراطيين ولا حتى البلاد.
في مقابلة هاتفية مع صحيفة يو أس أي توداي قال قائد القوات الأميركية في العراق ديفد بتراوس إن المليشيات التابعة لمقتدى الصدر تحاول تجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأميركية والعراقية.
وعزا هزيمة المليشيات إلى فرار بعض قادتهم إضافة إلى دخول مسؤولين في الحكومة العراقية في مفاوضات مع التيار السياسي للصدر.
وقال بتراوس إن أميركا وقوات التحالف قامت باعتقال أعضاء في المليشيات رفيعي المستوى خلال العمليات العسكرية التي نفذتها في الأشهر القليلة الماضية بهدف الحد من عنف التمرد والطائفية في بغداد.
وفي الشأن العراقي أيضا وتحت عنوان "الحرب والحكول خطران يحدقان بالجنود الأميركيين" سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء في تقريرها على ارتفاع نسبة تناول الكحول في صفوف الجنود الأميركيين وما يترتب على ذلك من ارتكاب الجرائم.
وبعد أن استعرضت بعض الحوادث في القواعد الأميركية في العراق بدءا من إطلاق النار على بعضهم بعضا واغتصاب الفتاة العراقية في المحمودية وقتلها وأهلها، قالت الصحيفة إن تناول الكحول المحظور في الجيش الأميركي في العراق وأفغانستان ساهم في زيادة الجرائم التي ارتكبها الجنود في تلك البلاد.
ومضت تقول إن تهم الكحول والمخدرات شكلت ثلث القضايا الجنائية التي ارتكبها الجنود في العراق وأفغانستان حيث بلغت تلك القضايا 240 من أصل 665 إدانة، وفقا لإحصاءات حصلت عليها نيويورك تايمز.
وضم 73% من الـ249 قضية أكثر الجرائم خطورة مثل القتل والاغتصاب والسطو المسلح والاعتداء، وكانت جرائم الجنس قد بلغت 12 من تلك الإدانات.
ووفقا لمسؤولين وخبراء في الصحة بالجيش، فإن استخدام الكحول والمخدرات في مناطق الحرب يعكس توجها واسعا نحو تناول متكرر له في أوساط العسكريين وخاصة في الجيش وفرق مشاة البحرية، وهما القطاعان اللذان يشاركان بنسبة أكبر في القتال.
واستشهدت الصحيفة بدراسة صحية لوزارة الدفاع الأميركية صدرت في يناير/كانون الثاني من هذا العام، تشير إلى أن معدل تناول الكحول في الجيش ارتفع بنسبة 30% منذ 2002 حتى 2005.
وعن انتهاك مكتب التحقيق الفدرالي (أف بي آي) قانون الإرهاب، قالت صحيفة بوسطن غلوب في افتتاحيتها إن "أف بي آي" حصل على سلاح قوي عندما خوله الكونغرس الحصول على معلومات مصرفية وسجلات الرسائل الإلكترونية ومتابعة المكالمات الهاتفية سرا.
وقالت إن التدقيق الذي قام به المفتش العام في وزارة العدل وجد أن "أف بي آي" استخدم مرارا وتكرارا الطلبات التي تعرف برسائل الأمن القومي دون الإيفاء بمتطلبات القانون، داعية الكونغرس إلى المطالبة بتقارير دورية من وزير العدل الجنرال ألبرتو غونزاليس بشأن الخطوات التي يتخذها لضمان بقاء تصرفات مكتب التحقيق الفدرالي في إطار القانون.
وانتهت أيضا بمطالبة الكونغرس بممارسة الضغط الكافي لحمل المكتب على اتباع القانون، سيما أن قادة الـ"أف بي آي" ووزارة العدل لم يظهرا قدرة كافية للقيام بذلك.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد