الصحافة الأمريكية اليوم
أبرزت الصحف الأميركية اليوم السبت الشأن العراقي والتوتر بين بغداد وواشنطن، كما تطرقت لتنامي الدعوة إلى توجيه اللوم لجنرالات الحرب على العراق بسبب إخفاقهم، وتناولت تقريرا يفيد تراجع أميركا في مرتبتها من حيث حرية الصحافة، فضلا عن مواضيع أخرى.
ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وجه انتقادا لاذعا للسياسة الأميركية أمس الجمعة في اجتماع خاص مع السفير الأميركي زلماي خليل زاد، مشيرا إلى إخفاق أميركا في الحد من العنف ومنح الحكومة العراقية سلطات تتعلق بالشؤون الأمنية.
واعتبرت الصحيفة هذه الانتقادات آخر دليل على التوتر الناشب بين الحكومتين العراقية والأميركية، بخلاف البيان المشترك الذي صدر عقب الاجتماع.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مستشارين مقربين من المالكي إلى أنه كان قد انتقد ما وصفه بالنبرة الأميركية المتغطرسة تجاه الحكومة العراقية، ونبه خليل زاد إلى ضرورة احترام السيادة العراقية.
ووفقا لحسن السنيد -أحد المستشارين المقربين من المالكي- قال رئيس الوزراء "أنا صديق الولايات المتحدة، ولكنني لست رجلها في العراق".
وفي الشأن العراقي أيضا تناولت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا لوكالة فدرالية للمراقبة يكشف عن تقاعس شركة هاليبيرتون (KBR) -وهي شركة أميركية متعاقدة في العراق بقيمة 20 مليار دولار- عن تقديم معلومات أساسية حول النشاطات المنوطة بها.
وكانت الشركة قد تعاقدت لتأمين المسكن والطعام والوقود والضروريات الأساسية الأخرى التي يحتاجها الجنود الأميركيون والمسؤولون في الحكومة العراقية، فضلا عن البنى التحتية لنفط البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة KBR التي خضعت لعدة تحقيقات بشأن العقود التي بلغت المليارات أساءت استخدام القوانين الفدرالية بإخفائها معلومات حول نشاطاتها عن المسؤولين الأميركيين.
ويلفت التقرير النظر إلى أن الشركة رفضت الكشف عن عدد الذين تمدهم بالغذاء يوميا وعدد الغالونات من الوقود التي تقدمها للسفارات الأجنبية في العراق، معتبرة أن تلك المعلومات شأن خاص بها.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فيليب زوليك وهو مستشار وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قدم مذكرات سرية واقتراحات لرؤسائه وأصدقائه على مدى 18 شهرا المنصرمة، ولكن تلك الاقتراحات غالبا ما كانت تصطدم مع التيار الحالي لإدارة الرئيس جورج بوش.
ومن تلك الاقتراحات معالجة ما يمكن أن يتحول إليه العراق من "إخفاق كارثي"، كما اشتملت المذكرات التي خرجت إلى النور في الأسابيع الأخيرة على الدعوة إلى إجراء تغيير في سياسة الاحتجاز التي يعتقد العديد من مسؤولي الخارجية أنها تلحق ضررا كبيرا بسمعة الولايات المتحدة الأميركية.
كما تناولت المذكرات أيضا مبادرات دبلوماسية تتعلق بكوريا الشمالية والشرق الأوسط، وذهب بعضها إلى الدعوة إلى إعادة النظر في اصطلاح "الحرب على الإرهاب" لأنه منفر للعديد من المسلمين، وهي الفكرة التي سرعان ما تلاشت بسبب مناهضة البيت الأبيض لها.
وقالت الصحيفة إن تلك الأفكار كان من الممكن أن تجد صدى لو جاءت في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، خاصة أنها تعكس الشعور بأن النفوذ الأميركي عرضة للاضمحلال ويمكن أن يتعرض للضرر بسبب التجاوزات لأن حلفاء وشركاء الولايات المتحدة يتصرفون بناء على القرارات التي تُتخذ في واشنطن.
وأضافت أن تلك الأفكار تشكل نوعا من الواقعية للسياسة الخارجية التي تصدعت في عهد بوش الابن.
قالت مجلة تايم في تقرير لها إن صانعي الحرب الكبار مثل الجنرال جون أبي زيد تمكنوا حتى الآن من الفرار من إلقاء اللوم عليهم في الإخفاقات التي وقعت في العراق، غير أن ذلك المسار طرأ عليه تغيير.
وقالت المجلة إن تحول إدارة بوش عن إستراتجيتها في العراق -بالانتهاء من الحديث عن "البقاء في نفس المسار" واستبداله بالتأكيد على المرونة استجابة للظروف المتغيرة على الأرض- قد يكون تكتيكا سياسيا ذكيا.
بيد أن ما تتضمنه صراحة بوش الجديدة وإصراره على أن قراراته تأتي بتويجهات من جنرالاته في الميدان يترتب عليه طرح سؤال لا يُنطق به، وهو إذا كان الجنرالات يهربون من الحرب التي تسوء، ألا يتعين عليهم أن يشاركوا في المسؤولية؟
وضربت المجلة مثالا على ذلك حين ذكرت الجنرال تومي فرانكس الذي قاد حربا ناجحة عام 2003 في العراق، ولكنه واجه انتقادا على إخفاقه في التخطيط لفترة ما بعد الحرب.
وأضافت أن الجنرالات الذين حلوا محل فرانكس في صيف 2003 تملصوا من الانتقاد، ولكن الأمر بدأ يتغير الآن مشيرة إلى قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط جون أبي زيد الذي تسلم المهمة بعد فرانكس.
ومضت تقول إن ثمة ضباطا كبارا وذوي رتب متوسطة بدؤوا يؤكدون بشكل سري أن أبي زيد وغيره من الجنرالات الكبار يتحملون جزءا من مسؤولية الفشل في العراق.
أفادت صحيفة كريستيان سيانس مونيتور أن الولايات المتحدة تراجعت تسع مراتب حسب تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها السنوي، مشيرة إلى أن أميركا الآن تحتل المرتبة الـ53 إلى جانب بوتسوانا وكرواتيا وتونغا.
وقال القائمون على هذا التقرير إن تقهقر حرية الصحافة في بلاد كأميركا وفرنسا واليابان ينذر بالخطر.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تراجعت تسع مراتب عن مرتبتها في العام الماضي.
وقالت إن العلاقة بين وسائل الإعلام وإدارة بوش تدهورت بعد أن استخدم الرئيس ذريعة "الأمن الوطني" لاعتبار أي صحفي مشتبها فيه إذا ما شكك في "الحرب على الإرهاب".
وأضافت أن العديد من الصحفيين والمراسلين تعرضوا للسجن والاستجواب على أيدي الأميركيين، منهم المصور السوداني سامي الحاج الذي يعمل لصالح قناة الجزيرة، والذي قبض عليه في أفغانستان وما زال يقبع في غوانتانامو.
أما صحيفة واشنطن تايمز فقد خصصت افتتاحيتها للتعبئة ضد تصريحات الشيخ تاج الدين الهلالي في أستراليا حول تحميل المرأة مسؤولية الاغتصاب والاعتداء عليها، داعية إلى التنديد بتلك التصريحات.
وقالت الصحيفة إن الشيخ لا يفهم أن المجتمعات الحرة تحمي مواطنيها من التعرض لأي عملية اغتصاب أو اعتداء بسبب إظهار الوجه أو الأرجل، مضيفة أنه "لا عجب أن تصطدم تلك التصريحات في أستراليا بدعوات تنادي بإقالة الشيخ من منصبه".
واختتمت بالقول: "جميعنا بحاجة للحديث بصوت واحد يقف في وجه تلك التصريحات قائلين للشيخ "إن النساء في المجتمعات الحرة يملكن الحق في ارتداء ما يشأن دون إنحاء اللائمة عليهن إذا ما تعرضن لاعتداء من قبل شخص غير متحضر".
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد