الصحافة الأمريكية اليوم
اعتبرت الصحف الأميركية اليوم الأربعاء أن قرار كوريا الشمالية بالعودة إلى المحادثات السداسية خطوة إيجابية ولكنها شككت في جديتها، وتناولت الملف العراقي والمصاعب التي تواجه القوات الأميركية والعراقية في مراقبة الحدود مع سوريا.
خصصت صحيفة واشنطن بوست افتتاحيتها للحديث عن إعلان كوريا الشمالية عزمها قبول التخلي عن برنامجها النووي، متسائلة: هل تريد بيونغ يانغ فعلا التخلي عن برنامجها أم أنها مجرد محاولة لتخفيف الضغط الدولي؟
وقالت الصحيفة إن قرار كوريا الشمالية بالعودة إلى المحادثات السداسية التي تدور حول برنامجها النووي، هو أولا وأخيرا نصر للصين وإستراتيجيتها في الحفاظ على نظام كيم يونغ المستبد.
واعتبرت الصحيفة أن استئناف المحادثات لم يرق إلى تطور ملفت ضمن جهود الإدارة الأميركية الرامية لنزع أسلحة بيونغ يانغ.
وقالت إن الوقت قد حان لاختبار كيم ومن يرعاه، في إشارة إلى الصين وكوريا الجنوبية، مضيفة "إذا كانت كوريا الشمالية تريد فعلا العمل وفق اتفاقية الإطار-التي تم التوقيع عليها في المحادثات السداسية العام الماضي- فيجب أن يتضح بأقصى سرعة موقفها من المطالبة بعودتها إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
وإذا لم تكن كوريا الشمالية جادة في ذلك –تابعت الصحيفة- فستواجه الصين سؤالا: هل هي على استعداد لاستخدام نفوذها مع الشماليين لوضع حد لبرنامجهم النووي، أم أنها ستطالبهم فقط بحضور الاجتماعات؟
ومن جانبها كتبت مجلة تايم تحليلا بقلم بريان وولش في طوكيو، تقول فيه إن حركة بيونغ يانغ غير المتوقعة التي تنطوي على الانضمام إلى المحادثات السداسية، ربما تخفف التوترات الإقليمية، ولكنها قد تخلق توترات جديدة حول كيف سيتم التعاطي مع برنامجها النووي.
وقالت إن قرار بيونغ يانغ يعتبر أول وميض إيجابي يأتي من كوريا الشمالية على مدى عام، غير أنه من السابق لأوانه أن تبدي الولايات المتحدة أي إشارات بالفرح والاحتفال، لاسيما أن المحادثات المتعددة كانت غير ناجحة.
ثم شككت المجلة في ممارسة الصين وكوريا الجنوبية الضغط على كوريا الشمالية إذا ما استمر مندوبو كيم في الظهور على طاولة المحادثات، مرجحة أن يعود استئناف المفاوضات المتعددة بالجميع إلى الجمود الذي ساد في المراحل الأولى، ولكن الآن باختلاف صغير غاية في الأهمية، وهو أن كيم سيكون مالكا لأسلحة نووية مما يعني أن الثمن الذي قد يدفعه في المقايضة قد ذهب.
وفي الشأن العراقي، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن وزارة الدفاع الأميركية، أن ثلثي القتلى في صفوف الجنود الأميركيين في شهر أكتوبر/تشرين الأول سقطوا خارج العاصمة بغداد رغم ازدياد العنف فيها، مما جعل ذلك الشهر ضمن أكثر أربعة أشهر دموية منذ غزو أميركا للعراق.
وبالأرقام وصلت حصيلة القتلى الأميركيين إلى 103، وهي الأعلى منذ يناير/كانون الثاني 2005، عندما قتل 107 أميركيين.
وقالت الصحيفة إن أربعين جنديا أميركيا قتلوا داخل وخارج بغداد في أكتوبر/تشر الأول، وهذا ضعف العدد الذي سقط منذ شهرين.
ولدى الحديث عن أسباب تصاعد وتيرة العنف، قال محللون مدنيون وضباط عسكريون إن تزايد التوتر في أكتوبر يأتي على خلفية قيام القوات الأميركية بعمليات عسكرية أكثر عدائية في بغداد، الأمر الذي عرض عددا أكبر من الجنود للخطر.
كما أن العملية الأمنية في العاصمة وضعت الجنود الأميركيين في الشوارع، ليس بأعداد كبيرة وحسب بل وراجلة خارج المركبات المدرعة، وبالتالي يصبحون مكشوفين للقنابل اليدوية وخطر القناصين.
وفي هذا الإطار أيضا تحدثت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها عن الصعوبات التي تواجه القوات الأميركية والعراقية في تأمين الحدود مع سوريا ومنع المساعدات التي يأتي بها المهربون عبر الحدود.
وقالت الصحيفة إن القوات الأميركية والعراقية حاولت لسنوات عدة فرض إجراءات مشددة على المقاتلين الأجانب الذين يتسللون عبر الحدود من سوريا، غير أن جهود التدريب لعناصر الشرطة على حراسة الحدود لم تثمر شيئا، لاسيما أن شاحنات النقل الصغيرة والكبيرة لم تصل سوى الشهر الماضي.
ومن جانبهم يقول المدربون الأميركيون إن العراقيين يشهدون تحسنا في عملهم ولكنهم مازالوا يفتقرون للموارد الحيوية، ولديهم عدد قليل من العناصر لمراقبة هذه المناطق الصحراوية الشاسعة.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد