الصحافة الأمريكية اليوم
أولت الصحف الأميركية اليوم الاثنين اهتماما كبيرا لمذكرة رمسفيلد بعد مغادرته منصبه واعتبرت ذلك تجسيدا للأخطاء الأميركية في حرب العراق، وتطرقت إلى الإخفاق الأميركي أيضا في تدريب عناصر الشرطة الأفغانية، ولم تغفل التعليق على مقتل الجاسوس الروسي.
قالت صحيفة يو أس إي توداي في افتتاحيتها إن مغادرة وزير الدفاع دونالد رمسفيلد جسدت الطريقة المضللة للإدارة الأميركية في العراق.
وقالت إن مذكرة رمسفيلد المسربة أخيرا تشير إلى أن حرب العراق باتت في مراحلها الأخيرة وذلك بالانسحاب المرحلي للقوات في المستقبل المنظور، لافتة النظر إلى أن الأسئلة المطروحة الآن هي كيف سيتم تنفيذ هذا التغيير ومن سيقوم به ثم ينأى بنفسه عن تحمل المسؤولية.
ومضت تقول إن ما يفتقر إليه الجدل الدائر في واشنطن الآن هو غياب الحوار البناء حول ما بعد الانسحاب من العراق.
واعتبرت أن الوقت يشكل العدو الحقيقي: وقت تدريب الجنود والوقت الذي تحتاجه الحكومة العراقية لتعزيز سيطرتها، ناهيك عن وقت الانتقال إلى سياسة جديدة لما بعد الحرب في أكثر مناطق العالم خطورة.
واختتمت بالقول إن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن كارثة العراق جعلت الأميركيين والمصالح الأميركية أكثر عرضة للهجمات، مشيرة إلى أن اقتراح رمسفيلد خفض الطموحات لا يكاد يعالج الصدمات اللاحقة.
وفي هذا الإطار أيضا قالت صحيفة واشنطن تايمز في افتتاحيتها إن ثمة مؤشرات تدل على أن العديد في واشنطن يعتنق فكرة إستراتيجية الخروج من العراق بصرف النظر عن ما إذا كانت الديمقراطية الوليدة هناك قادرة على الاعتماد على نفسها من أجل البقاء أو لا.
ومضت تقول إن ما لا يطمئن هو "أن نسمع مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي يقول إن جورج بوش منفتح على فكرة الانسحاب الجزئي من العراق سواء جاء ذلك من وزيرة الدفاع أو لجنة الدراسات" واصفة تلك الفكرة بأنها سيئة.
وعزت ذلك إلى أن قوات الأمن العراقية ما زالت عاجزة عن الدفاع عن بلادها بنفسها، ومن المرجح أن تبقى كذلك في المستقبل القريب، حسب تعبير الصحيفة.
واعتبرت أن الضغط على العراقيين للقيام بالكثير من أجل أمنهم ما هو إلا خداع للذات لا يليق بدولة عظمى، محذرة من أن العواقب التي ستترتب على التخلي عن العراق "للفاشيين" الإسلاميين، لا يمكن تصورها.
واختتمت بالقول إن الوقت قد حان لعمل شيء مختلف، هو وضع المزيد من الجنود في العراق من أجل حماية المدنيين العراقيين وضرب أعناق الجيوش الإرهابية والمليشيات.
- كشفت صحيفة نيويروك تايمز عن تقرير مشترك لوزارتي الدفاع والخارجية يؤكد أن الشرطة الأفغانية التي تلقت تدريبات على أيدي الأميركيين غير قادرة على تنفيذ مهامها في تعزيز القانون، وأن قادة برنامج التدريب الذي بلغت كلفته 1.1 مليار دولار، لا يعرفون عدد الضباط الذين ما زالوا في الخدمة أو عدد الآليات والمعدات المختلفة التي منحت لهم.
ويقول التقرير-الذي صدر قبل أسبوعين ولكنه بقي في أوساط أعضاء لجنة الكونغرس المعنية- إن الشرطة تمتلك الآن نصف العتاد المخصص لها منذ يونيو/حزيران المنصرم.
وأشارت الصحيفة إلى أن أهم جزء في التقرير هو أنه لم يتم تنظيم برنامج تدريب فاعل في أفغانستان، بسبب البداية البطيئة وغير الفاعلة فضلا عن قلة أعضاء الطاقم اللازم للتدريب.
ونقلت الصحيفة عن خبراء في تدريب الشرطة موافقتهم على ما جاء في التقرير، ولكنهم أشاروا إلى أن ثمة مشاكل أخرى ينبغي التحقيق فيها كنوعية المتعاقدين من القطاع الخاص والتكلفة وفعالية التعويل عليهم في تدريب عناصر الشرطة.
أما في إطار التعليق على مقتل الجاسوس الروسي أليكسندر ليتفينينكو في لندن فقد رأت نيويورك تايمز في افتتاحيتها أن تلك الحادثة تطرح أسئلة جوهرية حول روسيا وكيف يتعين على الغرب التعاطي معها.
وقالت إن "عدم التوصل إلى حل في العديد من الجرائم يجعلنا نتكهن بمن قام بذلك"، مستطردة بالقول "إننا لا نريد أن نشتبه في أي شخص يرتبط بالرئيس فلاديمير بوتين رغم أن معظم الهجمات تحمل بصمات الاحتراف في الاغتيال".
ومضت تقول إن ما لا يقبل الجدل هو أن ثقافة الفوضى وغياب القانون منتشرة في روسيا وأن بوتين لا يحرك ساكنا إزاء ذلك، بل على العكس فهو يعمل على إضعاف الديمقراطية عبر حشو إدارته بالمحاربين القدامى المقربين منه والثناء على المشاعر المتأصلة في الروس التي تحمل عدم الثقة في العالم الخارجي.
واختتمت بالقول إن الغرب لا يجد بدا من المضي في التعامل مع روسيا وبوتين، ولكن عند الاعتداء على منتقديه وقتلهم يتعين على الغرب المطالبة بتحقيق شفاف ومعاقبة من يقف وراء تلك الجرائم بصرف النظر عن هوياتهم.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد