الصحافة الأمريكية اليوم
أولت الصحف الأميركية اليوم الثلاثاء اهتماما كبيرا لخطاب بوش الذي سيلقيه في ظل انخفاض شعبيته والتحديات العسكرية التي تواجه البلاد في القرن الـ21، كما رأت أن تحقيق النجاح والاستقرار في أفغانستان مرهون بوقف الدعم الباكستاني لطالبان.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الأميركي جورج بوش سيحاول أن يتقرب من معارضيه في خطاب حالة الاتحاد الذي سيلقيه اليوم عبر تقديم اقتراحات جديدة في مجالات الطاقة والصحة والهجرة والتعليم ولكن الضجة حول قراره بإرسال مزيد من القوات إلى العراق أحدثت كسوفا في الإجماع المحتمل على السياسة الداخلية.
وقالت الصحيفة إن بوش سيواجه في خطابه الذي سيلقيه لأول مرة أمام كونغرس يهيمن عليه الديمقراطيون، تشكيكا عميقا حتى من قبل فريق الجمهوريين الذين اعتزموا تحميل إدارة بوش مسؤولية التقدم في خطة العراق الأخيرة.
وأشارت إلى أن الشك في الكونغرس يعكس التآكل المستمر لدعم الرأي العام لبوش عبر البلاد، لافتة النظر إلى أن معدلات شعبيته باتت في أدنى مستوياتها وفقا لآخر استطلاع للرأي أجرته الصحيفة بالتعاون مع بي بي سي نيوز.
فلأول مرة يظهر استطلاع للرأي عدم ثقة أغلبية الأميركيين ببوش في الأزمات وأنه لم يجلب الأمن للبلاد، كما أشار إلى رغبة الأغلبية بسحب القوات الأميركية من العراق لتجنب المزيد من الخسائر.
ومن جانبها قالت صحيفة بوسطن غلوب في افتتاحيتها إن القرارات المناهضة لسياسات بوش في العراق التي قدمها السيناتور إدوارد كينيدي وغيره من الحزبين لهي تعبير عن الإرادة الديمقراطية للبلاد.
ومن تلك القرارات، ما قدمه كينيدي من إرغام بوش على نيل الموافقة من الكونغرس لتمويل الجنود الإضافيين الذين سيرسلون إلى العراق.
واختتمت بالقول رغم أن مثل تلك القرارات أقرب إلى الرمزية منها إلى الواقع، فإن مقدميها يستخدمون سلطاتهم كمشرعين بحكمة عبر محاولتهم لنأي البلاد عن أزمة قد تكون أسوأ في العراق.
وفي موضوع ذي صلة أيضا كتبت صحيفة واشنطن تايمز افتتاحيتها تحت عنوان "مواجهة التحديات العسكرية" تستعرض فيها التحديات التي تواجه البلاد، مستشهدة بمقتبسات من خطاب بوش كان قد ألقاه قبل أسبوعين عندما تحدث عن الوضع في العراق وأقر حينئذ بضرورة تغيير الإستراتيجية لما قد يجر من عواقب وخيمة.
وأعربت الصحيفة عن قلقها من عدم قدرة بوش على تقديم حلول طويلة الأمد للبلاد في ظل صعوبة التحديات العسكرية التي تواجهها أميركا في العراق وأفغانستان، وفداحة التحديات التي تحدث عنها الرئيس في خطابه السابق.
وقالت إن زيادة حجم الجيش بمعدل 1.5% سنويا على مدى خمس سنوات، و3% في حجم قوات مشاة البحرية في كل عام لمدة أربع سنوات، قد لا تكون كافية، معربة عن أملها بأن يوضح بوش قبل 5 فبراير/شباط الذي يقدم فيه الميزانية كيف ستؤمن هذه الزيادة البسيطة التحديات الهائلة التي تواجهها البلاد في القران الـ21؟
خصصت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها للحديث عن أسباب الفشل في تقويض قوات طالبان، وعلى رأسها المساعدة التي تزعم أن السلطات الباكستانية تقدمها لما أسمته التمرد في أفغانستان.
واستشهدت الصحيفة بواقعة حدثت للصحفية كارلوتا غول التي تعمل لدى نيويورك تايمز حين اعترضتها السلطات الباكستانية في منطقة كويتا الحدودية وتم حجز مصورها ونسخ كل ملاحظاتها، مؤكدة أن تلك المنطقة بحسب غول تحولت إلى قاعدة خلفية هامة لطالبان وأن السلطات الباكستانية تشجع وربما ترعى التمرد عبر الحدود، وهو الدور الذي ينكره الرئيس الباكستاني برويز مشرف.
وقالت إن على الأميركيين أن يعرفوا الآن الكثير عن هذا التواطؤ ويطالبوا بإجابات شافية من مشرف.
وبعد أن استعرضت المشاكل التي تعصف بالحالة الأفغانية، منها خفض القوات الأميركية في أفغانستان لخوض الحرب على العراق، وتقاعس الحلفاء الأوروبيين عن تزويد الناتو بالقوات الكافية فضلا عن الفساد الذي يعتري حكومة حامد كرزاي، دعت إلى إيجاد حل لهذه المشاكل، محذرة من أن النتائج الإيجابية ستبقى محدودة طالما أن باكستان تؤمن الدعم الخلفي لتمرد طالبان.
واختتمت بدعوتها واشنطن لمطالبة مشرف بوقف الدعم العسكري الباكستاني لمتمردي طالبان الذين يعبرون الحدود ويقتلون الجنود الأميركيين، مذكَرة بأن باكستان هي ثالث أكبر المتلقين للمساعدات الأميركية بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد