الصحافة الأمريكية اليوم
تناولت الصحف الأميركية اليوم الأربعاء مواضيع عدة، فتطرقت إلى الخطر الذي يحدق بوسائل الإعلام وانتشار ظاهرة تغيير الأسماء خشية القتل في العراق، كما انتقدت الصين لموقفها من القرار الأممي بشأن دارفور, وأثنت على خطاب بوش.
كتب علي فضل مقالا في صحيفة نيويورك تايمز يركز فيه على الخطر الذي يحدق بوسائل الإعلام في العراق والخشية من العجز عن نشر الحقيقة التي تجري على الساحة العراقية.
وقال إن المثقفين في عراق اليوم باتوا هدفا للقتل على نطاق واسع وكل ذلك بدوافع مذهبية، الأمر الذي دفع بالكثير منهم إلى تغيير منازلهم أو مناطق سكناهم أو حتى وظائفهم، غير أن ثمة فئة بحكم عملها لا يمكن لها أن تلوذ بالفرار من العنف، وهي فئة الصحفيين.
وأوضح أن الصحفيين اليوم في العراق يواجهون خطر الموت من جميع الأطراف سواء أكانت الحكومة العراقية التي هددت بإغلاق أي مؤسسة لا تدافع عنها، أو المليشيات أو حتى الجنود الأميركيين.
ومضى يقول إن أخطر تهديد يأتي من قبل "التمرد" و"المتطرفين الإسلاميين" الذين يعتبرون الصحفيين كفارا يعملون لصالح اليهود والصهاينة، مضيفا أن العديد من السنة يعتقدون أن الصحفيين يتعاونون مع الأميركيين ويعملون كجواسيس لهم، وهذا ما تراه أيضا المليشيات الشيعية مثل جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر.
وفي الختام قال الكاتب إن معاناة العراقيين ستستمر وستكون هناك عمليات قتل جماعية بأيدي الذين سبق واستنكروا ما كان يحصل في عهد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، معربا عن خشيته من عجز وسائل الإعلام عن نشر الحقيقة للعالم.
وفي موضوع ذي صلة حاولت نيويورك تايمز أن تسلط الضوء في تقريرها من العراق على قضية أخذت تتفشى في أوساط العراقيين وهي تغيير أسمائهم التي تنم عن انتمائهم لطائفة معينة، خشية أن يدفعوا حياتهم ثمنا لذلك.
وقالت الصحيفة إن إخفاء اسم الشخص في العراق يعتبر عيبا، ولكن مع تصاعد العنف الطائفي بدأ العراقيون يخشون أن أسماءهم الموجودة على البطاقات الشخصية أو جوازات السفر قد تصبح سببا في موتهم إذا ما شوهدت من قبل الآخرين بالخطأ.
وأشارت إلى الواقعة التي حدثت في يوليو/تموز الماضي عندما قام مسلحون شيعة بجر مجموعة من الناس في حي ببغداد من سيارتهم ومنازلهم وأطلقوا النار عليهم بعد أن تفحصوا هوياتهم، حيث قتل أكثر من 50 عراقيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن أكثر من ألف عراقي قاموا بتحويل أسمائهم في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، معظمهم من السنة العرب.
انتقدت صحيفة واشنطن بوست ما أسمته تناقضا في تصريحات السفير الصيني لدى الأمم المتحدة وانغ غوانغيا التي قال فيها إن الصين تدعم نشر قوات حفظ السلام في درافور واعتبره خيارا واقعيا، ثم ذهب للتوضيح بأن بكين ترفض دعم القرار الأممي الذي ينادي بنشر تلك القوات.
وكان وانغ قد عزا موقف الصين الرافض للقرار الأممي إلى عدم قبول الحكومة السودانية السماح بنشر تلك القوات.
وانتقدت الصحيفة الصين لأنها تملك نفوذا في السودان بسبب استثماراتها في القطاعات النفطية، ولم تسع لممارسة الضغط على الخرطوم، بل عمدت إلى تعبئة روسيا ضد القرار الأممي.
وخلصت إلى أنه إذا ما كانت الصين جادة في رغبتها بنشر قوات حفظ السلام في دارفور، فيتعين عليها أن تبلغ حلفاءها في السودان بضرورة رفع الهجمات العسكرية والقبول بالقوات الدولية فورا.
خصصت صحيفة واشنطن تايمز افتتاحيتها للثناء على خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش أمام جمعية الضباط العسكريين، معتبرة خطابه أفضل ما أدلى به منذ تسلمه منصب الرئاسة.
وقالت: إن البيت الأبيض يخوض حملة ضخمة لتوضيح الصلة بين العراق والحرب الأوسع ضد إرهاب من أسماهم بوش الفاشيين الإسلاميين، في حين أن الديمقراطيين يعملون جاهدين لجعل تصرف إدارة بوش في الحرب على العراق قضيتهم الأولى في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وحاولت الصحيفة أن تسلط الضوء على تقرير لإستراتيجية شاملة حول الحرب المندلعة منذ 11 سبتمبر/أيلول، أصدره البيت الأبيض أمس حيث يسرد العديد مما اعتبرته الصحيفة "نجاحات" الإدارة الحالية مثل الإطاحة بنظام صدام حسين ونظام طالبان في أفغانستان والقبض على خالد شيخ محمد ومقتل أبو مصعب الزرقاوي فضلا عن تخلي الرئيس الليبي عن أسلحته النووية وغير ذلك من إحباط مؤامرة استهدفت طائرات بريطانية متجهة صوب أميركا.
واختتمت بالقول إن تصميم الرئيس بوش على الفوز في العراق أصبح قضية مميزة للسياسات الأميركية اليوم.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد