الصحافة الأمريكية اليوم

11-09-2006

الصحافة الأمريكية اليوم

في إطار تسليط الصحف الأميركية اليوم الاثنين الأضواء على أحداث 11 سبتمبر، نشرت مقالا يؤكد فشل الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على ما يسمى الإرهاب، وتحدثت عن المشاكل التي ما زالت قائمة رغم ما حققته إدارة بوش من إنجازات في هذه الحرب.

تحت عنوان "الحرب على الإرهاب فشلت" كتب الصحفي الباكستاني أحمد رشيد مقالا في صحيفة واشنطن بوست تعليقا يقول فيه إن أساليب وإستراتيجيات "المتطرفين الإسلاميين" الذين يقاتلون القوات الأميركية أو الناتو، تطورت بشكل لافت في السنوات الخمس الأخيرة.

وقال إن أولئك المتطرفين يكسبون الحرب ليس بخسارتهم لها، مشيرا إلى أنهم يوسعون دائرة القتال لخلق جبهات قتالية جديدة.

وأخذ الكاتب يضرب بعض الأمثلة التي تدلل على عجز القوات الدولية رغم ما تملكه من أجهزة تكنولوجية متقدمة أمام تلك الجماعات، منها أن تكنولوجيا التسلح الإسرائيلي تفوق ما تملكه شبكة حزب الله تحت الأنفاق، كما أن نجاح حزب الله في التخفي والسرية التامة يشكلان مثالا يحاول المتطرفون في العالم أن يحذو حذوه.

ثم اتخذ الكاتب من أفغانستان مثالا آخر يقول فيه إن مقاتلي طالبان تعلموا كيف يتجنبون مراقبة الأقمار الصناعية والطائرات الأميركية، كما تعلموا أن يتفرقوا قبل شن القوات الجوية هجماتهم عليهم، وإخفاء أسلحتهم واندماجهم مع السكان المحليين.

ومضى يقول إن الجيوش الغربية التي يستحوذ عليها تعداد الجثث في الحقبة الفيتنامية، لا تقلل من عدد المتطرفين في كل مرة يقتلونهم، ولكنهم في حقيقة الأمر يشجعون على انضمام آخرين، وذلك لأنها لا تملك إستراتيجية سياسية لغلق الحدود المجاورة وممارسة الضغط على الدول المجاورة سواء للعراق أو أفغانستان.

واختتم بالقول إذا ما كانت هذه الحرب طويلة، كما تقول إدارة بوش، فإن الولايات المتحدة قد خسرت بالتأكيد الجولة الأولى، سيما أن "العصابات" تتعلم بسرعة أكثر من الجيوش الغربية التي ترتكب أخطاء جسيمة مقابل خطوات تكتيكية يتعلمها "المتطرفون".

قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن قياس الاحتمالات التي خلفتها تلك الأحداث مقارنة بما تم إنجازه بالفعل، يكشف أن إيجاد طريقة تلو الأخرى يعمل على تعقيد المأساة.

وأشارت إلى أن الأمن الوطني لم ينته بعد وأن تطوير منطقة الأبراج المهدمة لم تكد تبدأ، كما أن الحرب ضد الإرهاب متمثلة في الحرب على أفغانستان ما زالت في مأزق وسط استقواء طالبان وازدهار محاصيل الأفيون، لافتة إلى أن العراق الذي ليس له علاقة بهجمات سبتمبر، بات أرضا لتفريخ أجيال جديدة من الإرهابيين.

وقالت الصحيفة إن تعداد أخطاء إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش قد يسهم في توضيح "كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، دون أن تخرجنا منه"، مشيرة إلى أن البلاد ما زالت تتوق إلى شيء أفضل للتدليل على أن قادتنا يؤمنون بأفكار أوسع من اهتمامهم بتقدمهم السياسي.

وتحت عنوان «بعد 5 سنوات» قالت صحيفة واشنطن تايمز في افتتاحيتها: من المستحيل أن تلتقي بأميركي لا يتذكر أين أو ماذا كان يفعل قبل خمس سنوات من هذا التاريخ عندما علمنا أن المحيطات والمسافات البعيدة لن تحول دون استبعاد الجهاد العالمي.

وبعد أن أثنت الصحيفة على كل ما قامت به الإدارة الأميركية من إجراءات صارمة وحروب وتقييد الحريات على الجمعيات الخيرية وتحويل الأموال، بهدف تحقيق الأمن للشعب، قالت إن ثمة مشاكل خطيرة ما زالت قائمة تتمثل في العجز عن تسديد ضربة قوية "للإرهابيين" من السنة والشيعة في العراق الذي يشكل مسرحا خطيرا للحرب الدولية ضد "الفاشية الإسلامية".

غير أن أكثر تطور مقلق محليا تمثل في "الحرب ضد الحرب" وهذا يعني الجهود الممنهجة لتقويض قدرة المخابرات الغربية لمنع الهجمات في المستقبل التي تستهدف البلاد، في إشارة إلى كشف صحيفة نيويورك تايمز عن وجود برنامج سويفت من أجل التحقيق في تمويل الإرهابيين.

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...