الصحافة التركية تحمل حكومة السنيورة مسؤولية الأزمة اللبنانية

15-05-2008

الصحافة التركية تحمل حكومة السنيورة مسؤولية الأزمة اللبنانية

لا يمر يوم من دون أن يتناول كتّاب أتراك الوضع الراهن في لبنان.
والملفت أن معظم المقالات التركية، ومن اتجاهات مختلفة تلتقي على تحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية الأزمة الحالية، حتى من قبل شخصيات داخل حزب العدالة والتنمية، أو كتّاب مقربين منه.
وكتب النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية، والمتابع الوثيق للشؤون العربية واللبنانية تحديدا، رسول طوسون مقالة في زاويته في صحيفة «يني شفق» خصصها للأوضاع في لبنان. وقال إن لبنان يضطرب من جديد، واصفا إياه بأنه بلد مختلف جدا. باختصار، يوضح طوسون، أن «لبنان بلد لا بنية فيه لدولة مركزية، بل جماعات متفاهمة في ما بينها إلى درجة انه إذا استقال وزير يمكن أن يضطرب البلد. لبنان دولة ائتلافية إلى هذه الدرجة».
ومع ذلك، يقول طوسون إن الجماعات اللبنانية استطاعت العيش بوئام فيما بينها لفترات طويلة إلى أن حدث اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. ويوضح انه في المناطق الجنوبية في لبنان يعيش المسيحيون والشيعة جنبا إلى جنب، وفي منطقة شيعية في بيروت فإن رئيس البلدية مسيحي.
ويتابع طوسون إن هناك صورة شائعة أن حزب الله منظمة دينية متطرفة، في حين أن الواقع هو عكس ذلك، فحزب الله هو مجموعة لها كلمة رسمية في المؤسسات، ولها علاقات تحالفية مع مجموعات مسيحية، وبالتالي هو حزب يتفاعل مع الآخرين خارج أي تعصب مذهبي، لكن لبنان كان ضحية القوى الخارجية التي نجحت في هزّ المناخ التسامحي في البلاد، وقد ساهمت بعض قرارات حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في خلق جانب من هذه النجاحات التي هزّت هذا التسامح.
ويوضح طوسون انه لكي نفهم لبنان، يمكن تشبيهه بالوضع في جزيرة قبرص. فقد كان للأقلية التركية هناك حصة في النظام وتقاسمت السلطة مع الغالبية القبرصية اليونانية، وعندما حاول المطران مكاريوس اعتبار القبارصة الأتراك غير موجودين حصلت الفتنة الداخلية، وهو ما جرى أيضا في لبنان عندما اعتبرت الحكومة أن شبكة اتصالات حزب الله غير شرعية، وأقالت مسؤول الأمن في مطار بيروت، وهو ما فجّر الوضع. ويشير إلى أن تركيا حاولت الوساطة، لكنها لم تنجح.
وأنهى النائب السابق مقالته بالتأكيد على أن الصدام ليس مذهبيا بل سياسي، متمنيا أن تتخلى القوى الخارجية عن عـــصر المــزيد من الليمون الحامض على منــاخ التسامح في لبنـان.
وكتب المختص بقضايا العالم الإسلامي حاقان البيرق مقالة اتهم فيها أميركا وإسرائيل بالوقوف وراء أحداث لبنان والهجوم على حزب الله. وقال إن «محاولة نزع سلاح حزب الله بعد حرب تموز على يد «اليونيفيل» قد فشلت من خلال عدم إدراج هذا الهدف في مهمتها. واليوم تتكرر المحاولة من خلال الجيش اللبناني، وهو ما فشل بتعاون الجيش وحزب الله. ولو افترضنا أن الجيش اللبناني كان قويا وأعطي تدريبات فهل هو أقوى من الجيش الإسرائيلي لينجح في نزع سلاح حزب الله؟. إنها مهمة مستحيلة».
لكن البيرق يحذّر من الأفخاخ، قائلا انه إذا كانت التطورات الأخيرة قد دحرت المعسكر الأميركي الإسرائيلي فإن الأهم اليوم هو منع الفتنة السنية ـ الشيعية، فإن نجحوا في منعها تكون امة الإسلام في ألف خير.

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...