العراق: بدء هجوم للعشائر بغطاء جوي أميركي وخطة أوباما الأربعاء

08-09-2014

العراق: بدء هجوم للعشائر بغطاء جوي أميركي وخطة أوباما الأربعاء

وسّعت الولايات المتحدة نطاق ضرباتها الجوية، على الأراضي العراقية، التي تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، الذي تعرض لخسائر كبيرة خلال المعارك التي اشتركت فيها قوات من العشائر، أمس، خصوصا في محافظة الأنبار.
وفي وقت لا يزال الرئيس الأميركي باراك أوباما يتخبط في مواقفه المتكررة حول «خطة» و«إستراتيجية» قتال التنظيم، التي قال انه سيعلنها الاربعاء المقبل، انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الازدواجية الأميركية في الموقف حيال التنظيم بين دعمه في سوريا وقتاله في العراق، بينما استفاقت جامعة الدول العربية، أمس، إلى «ضرورة اتخاذ إجراءات لوقف تدفق الدعم للمتطرفين في العراق وسوريا».مقاتل من «البشمركة» يرصد نقاط القصف الذي يطال مواقع تنظيم «داعش» عند الخط الأمامي المؤدي إلى الموصل في خازر، أمس (رويترز)
ويبدو أن العراقيل التي واجهت تشكيل الحكومة العراقية، قد زالت حيث من المقرر أن يقدم رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي، تشكيلته الحكومية للتصويت عليها في البرلمان، اليوم، بحسب ما ذكر مصدر في مكتب رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم، أمس، مؤكداً أن معصوم تلقى رسالة من العبادي بخصوص الانتهاء من تشكيل الحكومة، كما أعلن مجلس النواب العراقي، أن رئيس المجلس سليم الجبوري «حدد الجلسة الـ13 من الدورة البرلمانية الثالثة» التي ستعقد اليوم، لـ«إعلان تشكيلة الحكومة بطلب من رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي».
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سيقدم، منتصف الأسبوع الحالي، «خطته للتحرك» ضد تنظيم «داعش»، مشدداً على أنه لن يرسل قوات أميركية «إلى الأرض».
وقال أوباما في مقابلة مع شبكة «ان بي سي»، أمس، إن «المرحلة المقبلة هي في الانتقال إلى نوع من الهجوم، سألتقي زعماء الكونغرس الثلاثاء وألقي الأربعاء خطابا أشرح فيه ما ستكون عليه خطتنا للتحرك».
وأكد أوباما أن «تنظيم داعش يمثل تهديدا بسبب طموحاته بالتوسع في العراق وسوريا، لكن الخبر السار الذي جاءنا من القمة الأخيرة للحلف الأطلسي، هو أن المجتمع الدولي في مجمله يدرك أننا إزاء تهديد تتعين مجابهته».
وردا على سؤال بشأن «الإستراتيجية» التي ينوي اعتمادها في مواجهة التنظيم، أكد أن الأمر «لا يتمثل في إرسال مئة ألف جندي أميركي» مشددا أنه «لن يكون بمثابة إعلان عن إرسال قوات أميركية على الأرض، ليس أمرا مماثلا للحرب في العراق» في العام 2003، لافتاً إلى أن بلاده ستكون «طرفا في تحالف دولي من خلال تنفيذ غارات جوية دعما لعمل ميداني للقوات العراقية والكردية»، وأضاف «سنضعفهم وسنقلص مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها، وفي نهاية المطاف سننتصر عليهم»، معتبرا أن الأمر سيحتاج موارد تفوق ما تخصصه واشنطن حاليا لهذه المنطقة.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن الولايات المتحدة لم تكن «جدية كثيرا» حتى الآن في محاربتها للتنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تمكنت من السيطرة على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن الوزير قوله ردا على سؤال حول احتمال حصول تعاون بين إيران والولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش»، إن «الولايات المتحدة لم تكن جدية كثيرا في تعاطيها مع هذه المسألة حتى الآن، لقد دعمت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في سوريا والآن تريد محاربته في العراق».
وأضاف ظريف أن «الجهاديين يهددون مرة سوريا ومرة أخرى العراق وهذا التهديد يمكن أن يستهدف دولا أخرى»، معتبراً أنه «لا يوجد بعد فهم جدي لهذا التهديد كما لم يقم الأميركيون بعد بتحرك جدي» ضد المتشددين.
ودعا ظريف إلى قيام «تعاون دولي لمواجهة مخاطر» هذه التنظيمات، وأضاف «لقد كنا واعين لهذا الخطر منذ البداية وساعدنا السكان العراقيين أكانوا شيعة أو سنة أو أكرادا ونجحنا في منع هذا الخطر من التمدد»، لافتاً إلى أن «هذا الخطر يهدد كل المنطقة ولا بد من تعاون دولي» لمواجهته.
بدوره دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمس، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب إلى أن يتبنى الاجتماع قرارا «واضحا وحاسما لمواجهة شاملة عسكريا وسياسيا وفكريا واقتصاديا» للإرهاب المتمثل خصوصا في تنظيم «داعش».
ووافق وزراء الخارجية العرب على قرار يدعو الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لوقف تدفق الدعم للمتطرفين في العراق وسوريا، وكان مصدر مسؤول في الجامعة العربية أكد أن وزراء الخارجية سيصوتون، على مشروع قرار معروض عليهم خاص بـ «محاربة تنظيم داعش»، وأضاف أن «القرار العربي يتضمن التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة» هذا التنظيم.
ودعا العربي إلى اتخاذ قرارات لمواجهة هذا الخطر من خلال تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
وكان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية قد أعلن أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري بحث مع العربي «ضرورة أن تتخذ الجامعة العربية وأعضاؤها موقفا قويا في التحالف الذي يجري تشكيله في مواجهة داعش».
وأضاف أنهما «بحثا أيضا أهمية القيام بتحرك حازم لوقف تدفق المقاتلين الأجانب والتصدي لتمويل داعش ومحاربة التحريض الذي تقوم به»، كما اتفقا على أن «الولايات المتحدة والمنطقة والمجموعة الدولية يجب أن يتعاونوا لمساعدة العراق في مواجهة هذا التهديد».
وأعلنت الولايات المتحدة، أمس، أنها شنت ضربات جوية ضد مسلحي «داعش»، دعما للقوات العراقية التي تدافع عن سد حديثة غرب العراق، موسعة نطاق ضرباتها الجوية إلى جبهة جديدة.
وقالت القيادة الأميركية الوسطى في بيان أنه «بطلب من حكومة العراق، هاجمت قوات الجيش الأميركي إرهابيي الدولة الإسلامية قرب حديثة في محافظة الأنبار دعما للقوات الأمنية العراقية والعشائر السنية التي تقوم بحماية سد حديثة».
كما أكد المتحدث باسم «البنتاغون» جون كيربي في بيان أن القوات الأميركية نفذت «هذه الضربات لمنع الإرهابيين من ممارسة تهديد إضافي لأمن السد الذي يبقى تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية بدعم من عشائر سنية»، وأضاف أن «احتمال فقدان السيطرة على السد أو انهياره الكارثي، والفيضانات التي يمكن أن تنجم عن ذلك، كانا ليهددا الموظفين الأميركيين، ومنشآت في بغداد ومحيطها إلى جانب آلاف المواطنين العراقيين».
وشنت القوات العراقية مدعومة بمقاتلي العشائر عملية عسكرية على المناطق المحيطة بسد حديثة غرب البلاد، فيما استهدفت غارات أميركية للمرة الأولى مسلحي «داعش» في المنطقة المذكورة.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا أن «قوات مشتركة بمساندة الجهد الجوي وأبناء العشائر شنت هجوما واسعا لتطهير المناطق المحيطة بقضاء حديثة من عصابات داعش الإرهابية».
بدوره، قال محافظ الأنبار أحمد خلف الدليمي الذي يقود العمليات العسكرية في الحديثة والذي أصيب لاحقاً خلال المعارك، أن «عملية تحرير المناطق الغربية بدأت بإسناد طائرات أميركية»، وأكد «تحرير منطقة الخفاجية والتقدم نحو بروانة وحرق أكثر من عشرة مواقع لمسلحي داعش».
وذكر مراسل «فرانس برس» أن «القوات العراقية دخلت بروانة»، وهي مدينة مجاورة لحديثة ورفعت العلم العراقي على مدخلها الرئيسي بعد أن فر عناصر «داعش» وتركوا أسلحتهم.
وتعد هذه المرة الأولى التي تشن فيها واشنطن ضربات جوية دعما لقوات العشائر منذ أن بدأت حملتها الجوية في العراق.
وأصيب الدليمي، أمس، بجروح بالغة في الرأس إثر سقوط قذيفة هاون بالقرب منه خلال إشرافه على الهجوم في بلدة بروانة، كما أصيب سبعة جنود آخرين، وأكدت مصادر صحافية أن الدليمي سينقل إلى بغداد للمعالجة.
كما فجر انتحاري نفسه خلال نقل المحافظ والمصابين الآخرين وبينهم قائمقام حديثة حكيم الجغيفي إلى المستشفى، قرب السيارة التي تقل المصابين، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة ستة آخرين.
وتمكنت الفرق الطبية من إيصال الدليمي إلى مستشفى حديثة مع باقي الجرحى، وأجريت له عملية جراحية سريعة.
من جانبه أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، أن «العملية العسكرية التي أسفرت عن تحرير ناحية بروانة بالكامل قتل خلالها 30 عنصرا من داعش، بينهم من يحمل الجنسية الصينية، وجنسيات عربية، إضافة إلى تدمير ثلاث سيارات لعناصر التنظيم».
واعتبر كرحوت أن «تحرير ناحية بروانة يعتبر نقطة انطلاق للقوات الأمنية والعشائر لتحرير بقية أراضي الأنبار».
بدوره، أعلن قائد عمليات الأنبار الفريق الركن رشيد فليح، تحرير منطقة الحوز بمدينة الرمادي مركز المحافظة، وقتل 42 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية خلال معارك ضارية، أمس.
إلى ذلك استعاد الجيش العراقي، السيطرة على منطقة الضابطية، شمالي بغداد، من تنظيم «داعش»، بعد قتل عدد كبير من مسلحي الأخير، بحسب شهود عيان وجنود بالجيش ومتطوعين.
كذلك، أعلنت شرطة محافظة ديالى عن مقتل 15 من عناصر «داعش» خلال اشتباكات وقصف جوي شمال شرقي بعقوبة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...