العقوبات الدولية: أنواعها، أهدافها وتأثيراتها
الجمل: تعتبر عملية فرض العقوبات إحدى وسائل الضغط المستخدمة دولياً من أجل إخضاع الطرف المستهدف بالعقوبات، وقد عرف المجتمع الدولي في المراحل التاريخية عدداً كبيراً من نماذج وأنماط عملية فرض العقوبات.
• أنواع العقوبات: توجد عدة تصنيفات للعقوبات: فمثلاً على أساس اعتبارات الفترة الزمنية توجد عقوبات لفترة محدودة، وأخرى لفترة مفتوحة غير محددة.. وعلى أساس اعتبارات النطاق توجد عقوبات شاملة النطاق، وأخرى جزئية النطاق.. وعلى أساس اعتبارات الأطراف الفارضة للعقوبات توجد عقوبات من طرف واحد، وأخرى متعددة الأطراف.. وعلى أية حال، مهما كان الأمر، فقد ظلت أمريكا تفرض عقوبات (من طرف واحد)، ضد إيران، والآن تسعى أمريكا إلى فرض (عقوبات كلية شاملة) و(متعددة الأطراف) ضد إيران.
• أهداف العقوبات: تهدف العقوبات إلى تحقيق هدف أو عدة أهداف، وعلى الأغلب أن يكون هذا الهدف أو الأهداف لم يتسنَ لها النجاح في تحقيقه عن طريق المفاوضات والمباحثات، وفي الحالة الإيرانية، فقد فشلت أمريكا والبلدان الغربية في إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي، وبالتالي أصبح في حكم المؤكد أن هناك صراعاً سوف يدور بين مجموعة (خمسة+1) التي تضم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، حول الموافقة على عملية فرض العقوبات الدولية الجماعية ضد إيران.. وفي حالة الموافقة، فإن القرار يعتبر ملزماً لكل دول العالم بمقاطعة إيران، وفي حالة عدم الموافقة يتوقع أن تتصاعد تداعيات الأزمة على وحدة المجلس، على النحو الذي قد تلجأ فيه أمريكا إلى بناء تحالف دولي متعدد الأطراف مستقل خارج مظلة الأمم المتحدة، وذلك على غرار ما حدث في عملية غزو العراق.
• تأثيرات عملية فرض العقوبات: العقوبات لها تأثير محدود بطيء في بداية الأمر، ولكن في حالة استمرارها لفترة طويلة، فإن تأثيرها يكون مدمراً داخل الدولة، وفي حالة إيران، نجد أن العقوبات الدولية قصيرة الأجل، يمكن أن تتحملها الدولة الإيرانية.. أما العقوبات طويلة الأجل، فلن تستطيع أي دولة أو كيان سياسي في العالم تحملها.. وحتى لا نضيع في التفاصيل، يجب علينا أن نطرح السؤال القائل: هل ستنجح عملية فرض العقوبات المفروضة على إيران، وإذا نجحت العملية وأصدر مجلس الأمن القرار الذي يفرض هذه العقوبات، فهل هناك ضمانات بأن تنفيذ العقوبات والتقيد بها سوف يكون محكماً.
• مقومات فرض العقوبات: الدول الصغيرة الحجم والمساحة يمكن فرض وتطبيق العقوبات ضدها بكل سهولة، وذلك لأنه من الممكن فرض السيطرة والرقابة على حدودها البرية والبحرية ومداخلها الجوية، كذلك الدول التي تكون جزراً بحرية محدودة الحجم مثل قبرص، وهي تمثل جميعها حالات نموذجية لاحتمالات نجاح عملية تطبيق وفرض العقوبات، أما الدول التي لها مساحة واسعة، ولها موارد داخلية كافية، ولها جيران كثيرون من الدول الأخرى، إضافة إلى أن دول جوارها الإقليمي، غير موافقة، أو غير مقتنعة بعدالة أسباب وحيثيات عملية فرض العقوبات، فإن نجاح العقوبات في التأثير عليها يكون محدوداً، وفي حالة إيران، يمكن القول: إن العقوبات إذا تم فرضها فمن الصعب تطبيقها عملياً، لأن لإيران شواطئ بحرية يصعب السيطرة عليها، ولها حدود طويلة صلبة وعرة يصعب أيضاً ضبطها، كذلك هناك تداخلات سكانية كبيرة بين إيران ودول جوارها الإقليم، وحتى أفغانستان العراق برغم وجود القوات الأمريكية فيهما بكثافة فإنه يصعب على الأمريكيين والبريطانيين النجاح في الإغلاق الكامل لمناطق الحدود مع إيران.
وأخيراً نقول:
المعلومة الأكثر أهمية والمتداولة حالياً، أكدتها معلومات صحيفة آسيا تايمز، والبرافدا، ومركز دراسات غلوبال ريسيرشن والتي تقول بوضوح: إنه إذا قامت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بفرض العقوبات ضد إيران، فإن إيران سوف تخسر، ولكن بالمقابل فإن خسارة الدول الفارضة للعقوبات سوف تكون بما يعادل إضعاف الخسائر الإيرانية، وذلك لان توقف صادرات النفط الإيراني سوف تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط العالمية، ولما كانت السعودية لا تستطيع تعويض وتغطية العجز الذي سوف يحدث من جراء توقف صادرات النفط الإيراني، وإذا فكرت أمريكا وحلفاء في دفع السعودية إلى القيام بذلك فإن عليهم القيام ببناء المزيد من خطوط الأنابيب وحفر المزيد من الآبار وتركيب العديد من المصافي.. وتشير التقديرات إلى أن بناء المنشآت القادرة على سد النقص الإيراني، تحتاج إلى خمسة سنوات.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد