القوات السورية تشق طريقها داخل أحياء القصير والمعارضة مرتبكة بشأن "جنيف 2"
شقت القوات السورية طريقها داخل الأحياء التي يتحصن فيها المسلحون في مدينة القصير في ريف حمص، واشتبكت، أمس، مع مسلحين في شمال المدينة وجنوبها، خلال محاولتها بسط سيطرتها الكاملة على المدينة الاستراتيجية الموقع، كما أنها حققت تقدما ميدانيا بارزا في حي برزة في دمشق الذي يضم جيوبا أساسية لجماعات المعارضة المسلحة.
وقبل ساعات من اجتماع وزراء خارجية مجموعة «أصدقاء سوريا» التي تضم 11 دولة، أبرزهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الأردن غدا، وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رسالة مبطنة، بضرورة الضغط على المعارضة السورية لعدم وضع شروط مسبقة على مؤتمر «جنيف 2» المقرر في حزيران المقبل، داعيا إلى عدم التفاؤل بإمكانية إيجاد حل سريع للازمة في «جنيف 2».
إلى ذلك، ذكرت الرئاسة المصرية، في بيان، إن المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عرض للرئيس محمد مرسي، بحضور وزير الخارجية محمد كامل عمرو، «آخر تطورات الجهود التي يقوم بها لحل الأزمة السورية والاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر جنيف الثاني، والحرص على التنسيق بين تحركاته والجهود التي تبذلها مصر في إطار المبادرة الرباعية».
وأشار البيان إلى أن «مرسي أكد الموقف المصري الهادف إلى تحقيق وقف فوري لنزيف الدم السوري والتوصل إلى تسوية سياسية تضمن وحدة الأراضي السورية واشتراك طوائف الشعب السوري كافة في تحديد مصير سوريا الجديدة».
وأعلن مصدر عسكري أن القوات السورية سيطرت على جنوب القصير وشرقها ووسطها، وتتابع تقدمها إلى شمالها حيث يتحصن المسلحون. ونقلت وكالة (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «قواتنا المسلحة أعادت الأمن والاستقرار إلى كامل الجهة الشرقية من مدينة القصير، وقضت على أعداد من الإرهابيين ودمرت أوكارا لهم، وفككت عددا من العبوات قرب السوق وسط القصير». وأضاف إن «وحدات جيشنا تواصل ملاحقة من تبقى من إرهابيين في بعض الأوكار في المنطقتين الشمالية والجنوبية بالمدينة».
وتابع: «كانت وحدات من جيشنا أعادت الأمن والأمان أمس (الأول) إلى الملعب البلدي وأطراف الحارة الغربية والمنطقة المحيطة بمبنى البلدية والمركز الثقافي والكنيسة ودوار البلدية ومنطقة الغيطة، في حين استسلم عشرات الإرهابيين ورموا أسلحتهم، وتم إلقاء القبض على عدد آخر منهم بالتعاون مع بعض الأهالي».
وقال مسؤول في مكتب محافظ حمص إن أكثر من 60 في المئة من المدينة أصبح تحت سيطرة الجيش، مشيرا إلى مقتل واستسلام عشرات المسلحين، في حين أشارت صحيفة «الوطن» إلى أن «عددا من قادة المجموعات الإرهابية فر إلى طرابلس» في لبنان. وذكرت «سانا» إن «وحدة من الجيش وقوات حرس الحدود أحبطت محاولة إرهابيين التسلل من الأراضي الأردنية عند منطقة المكب جنوب درعا البلد».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند في سوتشي، أن «الأمر الأهم بالنسبة إلى المؤتمر الدولي حول سوريا هو موافقة المعارضة السورية على المشاركة فيه من دون شروط مسبقة». وقال إن «زملاءنا، بمن فيهم الأميركيون الذين تقدمنا بهذه المبادرة بصورة مشتركة معهم، أكدوا التزامهم بالعمل مع المعارضة بشكل وثيق، من أجل دفعها لتغيير مواقفها من بدء المفاوضات فورا والكف عن طرح شروط غير واقعية»، مكررا مطالبته بإشراك جميع جيران سوريا وإيران في المؤتمر.
وأكد لافروف انه «يجب الاتفاق على ضرورة أن يحل السوريون كل شيء بأنفسهم. ولا تناسبنا الأفكار التي تقضي بان كل شيء ستجري كتابته من دون السوريين، وهم سيوافقون على ذلك». وأعرب عن اعتقاده بإمكانية عقد المؤتمر الدولي بداية حزيران المقبل. وقال: «من حيث المبدأ، فانه في حال توفر الإرادة الطيبة، من الممكن التوصل إلى التفاهم بشكل تمهيدي بسرعة، وبالتالي لا يبدو أن بداية حزيران موعد غير واقعي».
ودعا لافروف إلى عدم وضع توقعات كبيرة بشأن إمكانية التوصل إلى حل للازمة خلال أيام. وقال إن «تحقيق كل شيء في غضون أربعة أو خمسة أيام، مثلما يود بعض شركائنا، أمر غير واقعي تماما، ولا يمكن طرح مثل هذه المهمة، لأنه إذا جرى الاتفاق على مواعيد قصيرة جدا، وتطلب الأمر بعد ذلك أياما عدة أخرى أو ربما أسابيع، فعلى الأرجح ستكون هناك مقترحات بإحالة هذه القضية إلى مجلس الأمن الدولي، وإعلان إنذارات وفرض عقوبات إلى آخر ذلك. وليس من شأن ذلك إلا أن يؤجج الوضع، ويصب في مصلحة من يراهنون على الحل العسكري للازمة السورية. وبالتالي فان المؤتمر يتطلب عملا ديبلوماسيا، لا خطوات مستعجلة».
وفي الدوحة، قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في افتتاح الدورة الثالثة عشرة لمنتدى الدوحة: «لم يعد مقبولا من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي عدم التحرك لوضع حد لهذه المأساة المروعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة» في سوريا.
واعتبر أمير قطر، الذي تعتبر بلاده من ابرز الداعمين والممولين للمسلحين، أن مسؤولي هذه الدول يريدون في الوقت ذاته «أن يقرروا هوية من يدافع عن الشعب السوري بمختلف الذرائع». وعبر «عن الشعور بالأسف والأسى أن نرى ثورة الشعب السوري الشقيق قد دخلت عامها الثالث من دون أفق واضح لوقف الصراع الدامي الذي خلف وراءه عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء وملايين النازحين واللاجئين، فضلا عن التدمير المادي الواسع النطاق، نتيجة تمسك النظام السوري بالحل العسكري». وقال: «من المحزن أن يحدث هذا بعد أن فشلت المبادرات الدولية والعربية كافة في دفع النظام السوري للإصغاء لصوت العقل».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد