الكونغرس الأميركي يقلص ميزانية الإنفاق العسكري
أدخل الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي تعديلات كبيرة على ميزانية الإنفاق العسكري المخصصة للسنة المالية 2008 التي تقدمت بها إدارة الرئيس بوش، على نحو قلص حجم المبالغ المطلوبة لتمويل الحرب على العراق وأفغانستان ومشروع الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية.
فقد صادق المفاوضون في مجلسي الشيوخ والنواب على ميزانية تصل إلى 460 مليار دولار لصالح وزارة الدفاع "البنتاغون" للسنة المالية 2008 والتي بدأت عمليا في الأول من الشهر الفائت، مع إضافة بديل مؤقت يساعد على استمرار الإنفاق الحكومي حتى الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل، بحسب ما افاد به مصدر في مجلس الشيوخ.
يشار إلى أن الحكومة الأميركية، وفي ضوء كون معظم مخصصات الميزانية للسنة المالية 2008 لم تقر بعد، لا تزال تعمل استنادا إلى البديل المالي المؤقت الذي ينتهي في السادس عشر من الشهر الجاري.
وكانت البنتاغون حصلت خلال السنة المالية الماضية على 70 مليار دولار لتمويل الحرب في العراق وأفغانستان لدعم العمليات العسكرية هناك إلى أن يتم وضع مخصصات أكبر، كما كان يأمل الجمهوريون في الكونغرس.
بيد أن الأغلبية الديمقراطية فضلت تقديم اقتراح منفصل بتوفير أموال إضافية للحرب في العراق وأفغانستان تصل إلى 50 مليار في وقت لاحق من الأسبوع الجاري أي أقل بـ20 مليار دولار عما تطالب به الإدارة الأميركية.
وفي هذا السياق، أكد عدد من النواب الديمقراطيين عزمهم فرض المزيد من القيود على المخصصات المالية بهذا الخصوص وربطها بشروط محددة أهمها وضع جدول زمني لسحب الجنود من العراق.
ومن هؤلاء رئيس لجنة المخصصات المالية في مجلس النواب ديفد أوبي الذي طالب في تصريح له يوم الاثنين الفائت بتحديد هدف وطني لسحب القوات الأميركية من العراق بحلول ديسمبر/كانون الأول من العام القادم.
ورد الجمهوريون على هذا الاقتراح باتهام خصومهم الديمقراطيين بأنهم "سيحطمون الجيش إذا ما رفضوا تخصيص الأموال التي تحتاجها القوات الآن".
غير أن اقتراح السيناتور الجمهوري تيد ستيفنز بإضافة 70 مليار دولار لمخصصات الحرب سرعان ما سقط داخل مجلس الشيوخ.
يشار إلى أن الرئيس جورج بوش يسعى للحصول على 196 مليار دولار إضافية لتمويل الحرب في العراق وأفغانستان حتى نهاية السنة المالية في 30 سبتمبر/أيلول المقبل.
ورغم نجاحها في إدراج الدرع الصاروخي في ميزانية عام 2008، لم تتمكن إدارة الرئيس بوش من إقناع الكونغرس بتخصيص كامل الأموال المطلوبة لهذا المشروع الذي شكك العديد من النواب الديمقراطيين في جدواه العسكرية والسياسية.
فقد قلص أعضاء الكونغرس ميزانية مشروع الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية بواقع 85 مليار دولار كانت مخصصة لصالح الشق البولندي من المشروع من أصل الـ315 مليار دولار التي طلبتها الإدارة الأميركية لكامل المشروع في أوروبا الشرقية.
بيد أنه لم يتضح بعد كيف سيؤثر هذا التخفيض على بناء الصوامع التي ستستضيف 10 صواريخ اعتراضية في بولندا ونظاما للتعقب الراداري في تشيكيا لاسيما أن الأموال المخصصة للصواريخ والرادارات بقيت كما هي دون تعديل.
يشار إلى أن التخفيض الذي أقره المفاوضون على ميزانية الإنفاق الدفاعي لا يزال بحاجة لمصادقة الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ قبل أن يصل إلى مكتب الرئيس بوش.
وفي هذه الأثناء أعرب العديد من أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي عن شكهم في قدرة المشروع على اعتراض الصواريخ البالستية أو ما إذا كان ذلك يستحق إثارة العداء الروسي وتوتير العلاقات مع موسكو.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد