الملف السوري في مؤتمر ميونيخ: أنقرة تمدّ يدها لترامب والبرزاني
حضر الملف السوري بقوة في النقاشات التي جرت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي يعقد في ألمانيا، بين ممثلي الدول المعنية بالملف السوري. وكان لافتاً ضمن التصريحات والمواقف التي رشحت خلال المؤتمر، انتقاد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، لغياب المشاركة الأميركية في ملف التسوية في سوريا، وتساؤله عن الدور الذي تلعبه إدارة الرئيس دونالد ترامب للدفع نحو حل سياسي، قبل أيام من استئناف محادثات جنيف بين الحكومة والمعارضة السورية.
وقال دي ميستورا إن واشنطن لديها ــ حول الملف السوري ــ «ثلاث أولويات، هي مكافحة (داعش) والحد من نفوذ لاعب إقليمي معيّن وعدم تعريض أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة للخطر»، مضيفاً إن «ما يجري النقاش حوله في واشنطن، هو كيف يمكن تسوية هذه المعضلة؟».
وأضاف المبعوث الأممي، مخاطباً الولايات المتحدة والدول المعنية بالملف السوري: «هل تريدون أن تقاتلوا (داعش) أو تهزموه بصورة نهائية؟ هزيمة (داعش) تتطلب حلاً سياسياً ذا صدقية»، لافتاً إلى أنه «حتى وقف إطلاق نار يحظى بدعم طرفين راعيين، لا يمكنه أن يصمد طويلاً في غياب أفق سياسي».
في المقابل، أشار المبعوث الأميركي الخاص لـ«التحالف الدولي» بريت ماكغورك، الذي شارك في النقاش، إلى أن بلاده «بصدد مراجعة العملية برمّتها»، مضيفاً القول، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس»، إن واشنطن «ستكون في غاية الأنانية في ما يتعلق بحماية مصالحها والعمل من أجلها».
وبدت إشارة دي ميستورا لعمل واشنطن على حماية حليفها الاستراتيجي في المنطقة، متناغمة مع كلام نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، لرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي نقلته قناة «ان تي في» التركية، وقال فيه إن إدارة ترامب ترغب في «انطلاقة جديدة» للعلاقات بين أنقرة وواشنطن.
ووفق القناة، فإن حديث بنس جاء ضمن لقاء على هامش مؤتمر ميونيخ، وعزّزه بيان للبيت الأبيض أوضح أن الأخير جدد خلال اجتماعه بيلدريم تأكيد التزام الولايات المتحدة تجاه تركيا باعتبارها شريكاً «استراتيجياً» وحليفاً ضمن «حلف شمالي الأطلسي»، مضيفاً إن «المسؤولين بحثا أيضاً سبل تسريع الجهود المشتركة لدحر تنظيم (داعش)».
وضمن إطار الحديث التركي عن معركة الرقة، أكّد الرئيس رجب طيب إردوغان، أمس، أن عملية «درع الفرات» ستُستكمل «نحو منبج، وفي حال توصلنا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وقوات (التحالف الدولي) والسعودية وقطر، سننتقل إلى تطهير الرقة من قطيع القتلة المسمى داعش».
الميل التركي لمحاباة واشنطن بعيداً عن تفاهم أستانة، بدا في حديث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر ميونيخ، عن أن «أستانة لم تكن أبداً بديلاً لجنيف، بل كانت إجراءً معقولاً لبناء الثقة والحفاظ على وقف إطلاق النار»، مضيفاً القول «إننا الآن بحاجة إلى استئناف محادثات جنيف التي تمثل الركيزة الأساسية للحل السياسي وانتقال السلطة».
كذلك، تشير المعطيات إلى أن الأتراك يحاولون فرض واقع بديل في مناطق سيطرة الأكراد شمال سوريا، بالتنسيق مع أكبر عدد من «الحلفاء»، إذ أشار رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، عقب لقاء جمعه مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في ميونيخ، إلى أنه سيدعم عودة قوات «البيشمركة السورية» إلى مناطقهم في سوريا، موضحاً أنه «تم حل هذه المسألة خلال زيارة يلدريم الأخيرة لبغداد وأربيل». وشدد على أن «أكراد سوريا الذين لا ينتمون لتنظيم (ب ي د ــ حزب الاتحاد الديموقراطي)، لهم الحق أيضاً في الوجود داخل مناطقهم، ونحن سندعم ذلك».
المصدر: الأخبار+ وكالات
إضافة تعليق جديد