"الهجوم البرقي": المرتزقة الشيشان يقودون المعارك ضدجميع السوريين سلطة ومعارضة

12-04-2014

"الهجوم البرقي": المرتزقة الشيشان يقودون المعارك ضدجميع السوريين سلطة ومعارضة

هدأت حدة المواجهات في المنطقة الشرقية بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من جهة و"جبهة النصرة" من جهة أخرى، ومن معهما من الكتائب والعشائر، بعد أن سقط عشرات القتلى والجرحى، ودخلت تغييرات على خريطة دير الزور من حيث الفصائل المسيطرة على كل منطقة.مسلح من 'داعش" في أحد شوارع القورية حاملاً راية تنظيمه
ففي البوكمال، التي وصف النشطاء ما جرى فيها بأنه أضخم مجزرة تتعرض لها المدينة منذ بدء الأزمة السورية، قال مصدر، إن لمسات القائد العسكري لـ"داعش" عمر الشيشاني كانت واضحة في عملية الهجوم على البوكمال أمس الأول، مستغرباً من التهويل الإعلامي خصوصاً من جانب "جبهة النصرة" التي تحدثت عن أرتال ضخمة قدمت من العراق للمشاركة في الهجوم، بينما الحقيقة أن عناصر "الدولة الإسلامية" الذين هاجموا البوكمال يقدر عددهم بالعشرات فقط، وقدموا من منطقة عز الدين في ريف حمص الشمالي.
وأشار المصدر إلى أن هذا "الهجوم البَرْقي"، الذي تم بحسب التكتيك الشيشاني المعهود القريب من حرب العصابات والمتمثل بتوزيع المهاجمين على مجموعات صغيرة تتدافع باتجاه المقار المستهدفة كومضات البرق، لم تكن الغاية منه في هذا الوقت، فرض "داعش" سيطرته على المدينة واستلام زمام الأمور فيها، وإنما توجيه رسالة إلى كل من يعنيه الأمر، "اننا نستطيع غزوكم وتأديبكم أينما كنتم".
ويؤكد المصدر أن عناصر "داعش" عادوا أدراجهم بمجرد تنفيذ مهمتهم الأساسية، التي تضمنت، في ما تضمنته، تحرير 20 معتقلاً من عناصر "الدولة الإسلامية"، بينهم قادة، كانوا مسجونين في البوكمال ومن المقرر إعدامهم خلال وقت قريب، وكذلك أسر أو قتل "رئيس الهيئة الشرعية" التابعة لـ"النصرة" محمد الراوي (أبو الليث)، وهو ما تمّ بالفعل، عقاباً له على تحريضه في خطبة الجمعة على قتال "داعش"، واصفاً قتاله بأنه أولى من قتال "النصيرية".
وتناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قوائم عديدة بأسماء القتلى الذين سقطوا جراء هذا الهجوم، منها قائمة تتضمن 44 اسماً، وأخرى 22 اسماً، مع التأكيد أن جثثا كثيرة لم يتم التعرف على أسماء أصحابها.
وذكر مصدر محلي، لـ"السفير"، أن غالبية القتلى هم من "جبهة النصرة" ولواءي "القادسية" و"عمر المختار"، مشيراً إلى أن قتلى المركز الثقافي، حيث اتُهم "داعش" بتنفيذ إعدام ميداني، ينتمي معظمهم إلى "لواء عمر المختار" الذي انشقّ مؤخراً عن "حركة أحرار الشام" لرفضه الدخول في حرب ضد "داعش".
وبعد انسحابهم تمركز عناصر "داعش" في المنطقة الصناعية التي تبعد 3 كيلومترات عن مركز مدينة البوكمال المهددة بحرب عشائرية خطيرة، بسبب انقسام ولاء العشائر فيها بين "النصرة" و"الدولة الاسلامية" و"الجيش الحر"، وتراكم موجبات الثأر والانتقام بين بعضهم البعض بعد استفحال أعمال العنف والسرقة. والأهم أن الهجوم الأخير أظهر "جبهة النصرة"، التي تُعتبر المدينة من معاقلها المهمة، بصورة الضعيف العاجز عن حماية نفسه، الأمر الذي من شأنه أن يفقدها نفوذها وهيبتها، لتبقى المدينة محكومة بالفوضى والعنف.
يشار إلى أن "داعش" لا يزال يسيطر على محيط مدينة البوكمال، لا سيما الحزام الأخضر والصوامع والمنطقة الصناعية ومعظم بادية دير الزور من البوكمال حتى الشولا، مع تضارب الأنباء حول السيطرة على كباجب التي وقعت أمس الأول تحت سيطرة "داعش"، إلا أن "جبهة النصرة" ذكرت أنها استرجعتها. يضاف إلى ذلك سيطرة "داعش" على مدينة البصيرة قبل أسبوعين.
أما مدينة القورية، وهي ثالث أكبر مدينة بعد الميادين والبوكمال، فقد شهدت الأحداث فيها تطوراً دراماتيكياً، تمثل بإقدام "لواء القعقاع" بقيادة محمود مطر، وهو أحد الألوية الأساسية في المدينة التي تتسمّى أيضاً باسم "مدينة القعقاع" على إعلان بيعته لـ"الدولة الإسلامية" وأميرها أبي بكر البغدادي، وذلك بعد اتفاق مبدئي كان جرى مساء أمس الأول على عدم رفع راية أي فصيل فوق مدينة، بعد أن اقتحمها أبو الغرباء التونسي على رأس مجموعة من "داعش"، ولكن يبدو أن سبباً ما دفع مطر إلى مبايعة "داعش" بعد ساعات فقط من الاتفاق السابق.
وبمبايعة "القعقاع" تصبح المدينة بكاملها تحت سيطرة "داعش" الفعلية. والجدير بالذكر أن تقارير إعلامية كانت تحدثت في تشرين الثاني الماضي عن مبايعة "لواء القعقاع" لـ"جبهة النصرة"، الأمر الذي يلقي الضوء على البيعة وخضوعها للمصالح والتطورات الميدانية، ومفهوم "الغلبة" أكثر من خضوعها للقناعة والإيمان بمبدأ معين.
ومع ذلك ثمة معلومات أن القورية لن تكون لـ"داعش" بهذه البساطة، لا سيما على خلفية الانقسام العشائري، حيث أن غالبية الأهالي من عشيرة القرعان المتعاقدين مع عشيرة العقيدات المعروفة بتحالف معظمها مع "جبهة النصرة". يؤكد ذلك ما ذكره مصدر محلي من القورية، أن العديد من وجهاء المدينة يرفضون خطوة "لواء القعقاع" بمبايعة "داعش"، ومنهم من وجه إنذاراً إلى قائد "اللواء" بوجوب مغادرة المدينة مع أصدقائه "الداعشيين" خلال 24 ساعة، الأمر الذي يشير إلى أن المدينة قد تكون مقبلة على جولة جديدة من العنف، وربما تغرق مثل مدينة البوكمال في بحر الخلافات العشائرية.

عبد الله سليمان علي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...