الوفد السوري يطالب بإدانة جرائم الإرهاب ووفد الائتلاف يعتبرها «أخطاء» اليوم الأول لمفاوضات بلا تفاوض
انتهى اليوم الأول من مفاوضات جنيف بلا تفاوض بل بجلستي عمل منفصلتين قادهما المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي مع كل وفد على حدة قبل ظهر أمس في محاولة لاستكشاف سبل إطلاق المفاوضات بين الطرفين والنقاط التي يمكن تحقيق أي اختراق فيها.
ورجحت مصادر ألا تبدأ أولى جلسات التفاوض في العاشرة من صباح اليوم دون الاتفاق على جدول أعمال وورقة عمل.
وانتهى اجتماع أمس مع الوفد السوري الذي استمر أكثر من ساعة بدعوة الإبراهيمي لاجتماع آخر اليوم الثلاثاء في العاشرة صباحاً دون أن يحدد إن كان للتفاوض أو للتشاور.
وألغى المبعوث الخاص مؤتمره الصحفي الذي كان من المفترض عقده بعد الظهر، دون بيان الأسباب، وتداول الإعلاميون معلومات أن الأخير لم يتوصل إلى أي اتفاق مع الجانبين ففضل التزام الصمت عن الإحراج أمام الصحفيين.
وبعد الاجتماعين بدقائق بدأت تتبلور استراتيجية الائتلاف في الجولة الجديدة الذي عبر عنها المتحدث الرسمي باسمه لؤي صافي أمام الصحفيين والمبنية حصراً على الإدانات وتوزيع التهم والقفز فوق بيان جنيف، للبحث مجدداً في آلية السطو على السلطة، رافضاً أي حديث عن إرهاب ترتكبه المجموعات الإرهابية فوق الأراضي السورية وفي أفضل الحالات يصف ما يحدث من وحشية وهمجية بـ«الأخطاء الفردية» الأمر الذي دفع بوزير الإعلام عمران الزعبي وصف كلام الائتلاف بـ«العار والمعيب أن يبقى وفد الائتلاف أسير ألفاظ ومواقف تدل على المراهقة والطفولة السياسية». وتحدث أنس العبدة إلى الإعلاميين مؤكداً ضرورة تكثيف جولات التفاوض وتسريع وتيرتها وحصرها بالهيئة الانتقالية، فيما بدا وكأنه استعجال وضغط يمارسه الائتلاف على الإبراهيمي لحصر النقاش في الهيئة الانتقالية واستبعاد بنود وقف العنف والإرهاب.
من جهته بقي الوفد السوري مصمماً على موقفه بالبدء في نبذ الإرهاب ومكافحته قبل الشروع في التفاصيل السياسية التي يريد الائتلاف القفز إليها، وقدم الوفد بياناً يدين المجزرة التي ارتكبت أول من أمس في قرية معان وذهب ضحيتها ٤٢ مدنياً وطلب من الإبراهيمي أن يكون لاجتماعات جنيف موقف واضح وصريح من تلك الجرائم التي يجب أن تتوقف فوراً قبل الحديث عن أي شؤون أخرى.
وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد للإعلاميين بعد انتهاء الجلسة مع الإبراهيمي التي حضرها سفير سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري: إن «هدف جنيف هو وقف سفك دماء السوريين ولا يمكن الحديث عن أي عملية سياسية حقيقية دون وقف الإرهاب»، مجدداً تأكيد «أن الوفد لن يتراجع قيد أنملة عن مناقشة بيان جنيف بنداً بنداً لحل الأزمة».
وعن المعلومات التي تسربت حول اللقاء الذي أجراه الإبراهيمي مع الوفد السوري علم أن الجعفري طالب الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص بإلزام الدول الداعمة للإرهاب بالتوقف عن هذه السياسة تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن الدولي وأن أي حديث سياسي يجب تهيئة المناخ الملائم له من خلال مكافحة الإرهاب.
وفي بداية الجلسة وقبل الحديث عن أي ترتيبات تتعلق بالجولة الثانية قدم الوفد السوري مشروع بيان لإدانة مجزرة معان في ريف حماة وأكد الوفد أن هذه المجزرة ليست إلا دليلاً آخر على أن بعض الدول ما زالت مستمرة بالإرهاب ضاربة عرض الحائط بكل الجهود السياسية التي تبذل في جنيف.
نص البيان أوضح أنه «في دليل جديد على تورط حكومات بعض الدول بالإرهاب في سورية، وعلى رفضها لأي حل سياسي، قامت أدوات هذه الدول بمجزرة بشعة يندى لها جبين البشرية في قرية معان في حماة، فدخلت لتذبح عائلات كاملة نساءً وأطفالاً وشيوخاً في رسالة واضحة على استمرار نهجها الإرهابي البشع، وضربها عرض الحائط بكل الجهود الرامية لإنجاح اجتماع جنيف2».
وأوضح مشروع البيان أن الوفد السوري وصل «منفتحاً على نقاط بيان جنيف جميعها للوصول إلى حل سياسي بعد الاتفاق على مكافحة الإرهاب»، مطالباً و«بشكل فوري بإدانة واضحة من الأمم المتحدة ولتفعيل جنيف للوقوف جبهة واحدة ضد الإرهاب الذي تقوده بعض دول المنطقة»، على أن يكون ذلك «أول بند يجب الاتفاق عليه لتهيئة الأرضية والمناخ للبدء بالتفاصيل السياسية أياً كانت».
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد