انتقادات صحافية لسياسة «العثمانية الجديدة»
واصل رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان انتقاداته لسوريا، قائلا انه «لا يمكن، حيث هناك طفل في الشارع، أن تكون دبابة».
وفي تصريحات من الصين، قــال أردوغــان إن موقف بكين سيكون أكثر اتزاناً في المستقبل. وأعلن انه قال للزعماء الإيرانيين إن الرئيــس السوري بشار «الأسد يريد أن يأخذ الصراع إلى مكان آخر وأن يحوّله إلى صراع بين القومــية العربية والإسلاميين».
ولمّح أردوغان إلى دور يمكن حلفَ شمال الأطلسي أن يقوم به، عندما قال انه «باستثناء روسيا والصين فإن المواقف الأخرى تنسجم معنا، عدا ذلك هناك المادة الخامسة من نظام الحلف في ما يتعلق بحدود تركيا».
من جهته كان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو حذراً في هذا الشأن، معتبرا ان هذا الخيار غير مطروح حاليا. وشدد على ان «الحدود التركية هي حدود حلف شمال الاطلسي. وحماية هذه الحدود تعني جميع الحلفاء»، لكنه أضاف «ليس هذا موضوع الساعة، اليوم الاولويــة لوقف إطلاق النار» في سوريا تطبــيقاً لخــطة المبعوث الدولي كوفي انان.
وبخلاف تحريض الصحافة الإسلامية على غزو تركيا لسوريا، استمرت انتقادات الصحافة غير الإسلامية لمواقف الحكومة التركية من سوريا. الكاتب المعروف جان دوندار انتقد في صحيفة «ميللييت» تصريحات وتحريضات السناتور الأميركي جون ماكين، إضافة الى جو ليبرمان اللذين نعيا الحل الدبلوماسي في سوريا، ودعوَا من انطاكية، حيث زارا مخيمات اللاجئين السوريين، إلى اعتماد الخيار العسكري. وقال دوندار إن «هذا الكلام يعني أن على تركيا أن تحارب وأن تقطف واشنطن ثمرة ذلك بخلع النظام السوري»، مضيفا ان «صقور تركيا الذين يذهبون إلى الحدود ويتحدثون عن الحرب لا يختلفون عن ماكين وليبرمان».
وذكّر دوندار بأكاذيب أميركا عشية غزوها العراق و«اليوم تخوض أميركا وعملاؤها حرباً نفسية ضد سوريا».
بالأمس، يقول دوندار، كان أردوغان يخاطب الأسد «بأخي الأسد» واليوم بات «الظالم الأسد». وانتقد الإعلام الغربي مثل قناة «سي ان ان» والإعلام العربي، ولا سيما «الجزيرة»، على التغطية غير الموضوعية للأزمة السورية. ويعطي أمثلة على ذلك، قائلا إن «الضحية الأولى للحرب هي الحقيقة»، مضيفا أن على أنقرة ألا تسقط في لعبة الغرب التي يريد ماكين وأمثــاله أن يغرقوا تركيا بها وتحارب شعوب المنطقة.
أما الكاتب دوغان هيبير في صحيفة «ميللييت» فقد كان حاسماً في قوله إن سياسة تركيا الخارجية قد أفلست. وأوضح أن «تركيا تريد أن تكون استمراراً للإمبراطورية العثمانية. أي دولة كبيرة ومؤثرة وكلمتها مسموعة. هذه السياسة يقودها (وزير الخارجية) احمد داود اوغلو وهو كان يريد صفر مشكلات مع الجيران وبفــضلها تصبح عثمانياً جديداً فتُسمع كلمتك. لكن كل شيء خرج فارغاً وحصل العكس: أفلست السيــاسة الخارجية لتركيا».
وقال هيبير إن «تركيا كانت صديقة للأسد ثم تحوّلت إلى عدو له. فهل هكذا تعزل إيران، وهل ذلك بأمر من أميركا وإسرائيل؟ وهل تظن الحكومة أن انفجار صراع مذهبي أو اتني لن يصل إلى تركيا؟».
وتساءل هيبير «كيف يمكن من عارض غزو العراق ومعارضة تدخل تركيا أن يكون اليوم في رأس المدافعين عن غزو سوريا؟». وأضاف «أليس نظام الدرع الصاروخي في ملاطية هو لحماية إسرائيل؟ أليست إسرائيل هي التي احتلت سفينة مرمرة وقتلت المدنيين عليها ورفضت حتى الاعتذار؟ النظام الصاروخي الموجه ضد إيران والحامي لإسرائيل موجود في تركيـا. أليس هذا إشارة الى بؤس تركيا؟».
وقال هيبير «حدودنا مع إيران لم تتغير منذ سنوات طويلة، ولم تحدث مشكلة، وأصبحنا أصدقاء رغم كل العوائق. والحكومة الحالية مشت في هذه السياسة حتى الأمس القريب. أخذنا النفط منها والغاز الطبيعي. وارتبط عمل مصانعنا ودفئنا وسير سياراتنا بإيران. وفجأة خربت العلاقات مع إيران وتحولت إلى عدو. وخربت التطورات المتعلقة بالملف النووي لأن الولايات المتحدة لا تريد تقدماً. إلى درجة أن طهران نفسها باتت ترفض اسطنبول مكاناً لعقد المباحثات. وزيارة أردوغان إلى طهران لم تكن برّاقة. لماذا كل ذلك؟ الجواب بسبب سياستنا الخارجية الخاطئة».
وعرض هيبير لعلاقات تركيا مع أرمينيا وقبرص والعراق وكردستان في شمال العراق وحتى أذربيجان وبلغاريا. وقال «إنها سيئة مع جميع هؤلاء، فهل هذه هي سياسة تصفير المشكلات؟».
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد