بعد هزيمته: بيرتس: ينبغي التفاوض مع لبنان والتحاور مع سوريا

بدا، أمس، أن الاحتلال يسابق الوقت لسحب جنوده من جنوب لبنان، وتسليم مواقعه لقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل)، متراجعاً عن تصريحات سابقة بإبقاء وحداته حتى وصول القوة الدولية، وذلك خشية الاصطدام، مجدداً، بالمقاومة التي اعتبرتها إسرائيل منظمة عقائدية لا يمكن قتل روحها.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس إن كل حرب تخلق فرصاً لعملية سياسية موسعة، مضيفاً ينبغي إجراء مفاوضات مع لبنان وإعداد الظروف لاقامة حوار مع سوريا. وتابع إنني واثق من أن أعداءنا يدركون أنهم يعجزون عن إلحاق الهزيمة بنا. وأعتزم القيام بكل شيء من أجل إعادة الدعم الدبلوماسي لإسرائيل. ويجب استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، مشدداً على أن دولة إسرائيل لم تعتزم أبداً الانجرار إلى الوحل اللبناني، والآن أيضاً ليست لديها نية كهذه.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي دان حلوتس إن مبادئ (اتفاق وقف الأعمال العدائية) بدأت تتبلور اليوم (أمس). وهذا يعني نقل سيطرة الاراضي الى قوات اليونيفيل التي ستنقلها بدورها الى الجيش اللبناني، مضيفاً إذا تمّت العملية بهدوء، كما يبدو الحال، حالياً ستستغرق هذه العملية أسبوعاً إلى 10 أيام.
وقال مسؤولون إسرائيليون ودبلوماسيون غربيون إن الاحتلال يعتزم بدء الانسحاب من بعض المواقع الأمامية في الجنوب وتسليمها لليونيفيل، في غضون 48 ساعة، وذلك خشية أن تصبح تلك القوات هدفاً سهلاً لحزب الله. وأوضح مسؤولون حكوميون إسرائيليون إن الاحتلال يخطط لدعوة اليونيفيل لإعادة الانتشار في الجنوب اليوم أو غداً في بعض المواقع التي يحتلها حالياً جنود إسرائيليون.
وقال دبلوماسي غربي، أطلعه الاحتلال على خططه، إن القوات الإسرائيلية في الخطوط الأمامية بدأت بالفعل الانسحاب على نطاق صغير من بعض المناطق الأقل أهمية لتعزيز مواقع يمكنها الدفاع عنها بسهولة أكبر. أضاف إنهم (المسؤولون الإسرائيليون) يريدون خروجاً سريعاً في غضون أسبوع أو أسبوعين... لا يريدون جولة ثانية (من القتال) الآن. وقال مسؤول حكومي إسرائيلي بارز بدأت اجتماعات التنسيق بالفعل (مع اليونيفيل). يمكن كخطوة أولى تسليم المناطق التي لا تعدّ مهمة من منظورنا إلى اليونيفيل.
وكانت إسرائيل قد أعلنت في البداية أن قواتها لن تبدأ الانسحاب قبل بدء انتشار قوة موسعة من اليونيفيل إلى جانب الجيش اللبناني. غير أن دبلوماسياً أوضح أنهم يريدون إنهاء الأمر. كلما ازداد مكوثهم هناك ازداد احتمال مواجهتهم مشكلات.
غير أن ذلك لم يمنع الجنرال غاي تسور، الذي يقود فرقة من الاحتلال تحتل مواقع استراتيجية في القطاع الشرقي، من القول إن القوات الإسرائيلية تسيطر على قطاع بلدتي فرون والغندورية شرقي جنوبي لبنان وكل الجسور على الليطاني القريبة من هذا القطاع، مضيفاً إن وجودنا في هذا الموقع يسمح لنا عند الاقتضاء باجتياح منطقة جنوب لبنان الواقعة جنوب نهر الليطاني بكاملها في غضون بضعة أيام.
من جهته، أعرب قائد الجبهة الشمالية عودي آدم عن قلقه من احتمال انضمام مقاتلي حزب الله إلى الجيش اللبناني وتسرّبهم بين المدنيين العائدين إلى الجنوب، معتبراً أن مثل هذا التسلل قد يتم في موازاة إعادة الجنوب إلى السيطرة اللبنانية. وقال آدم أمام لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست حزب الله منظمة عقائدية لا يمكن قتل روحها. لم يكن هذا هو الهدف، مضيفاً قاتلنا ضد حزب الله الذي كان مسلحاً ومقاتلاً كفرقة مغاوير إيرانية.
إلى ذلك، اعلن الاحتلال ان جنوده أطلقوا النار على خمسة من مقاتلي حزب الله شكلوا تهديداً في مواجهتين منفصلتين في الجنوب، وقتل ثلاثة منهم على الأقل دفاعاً عن النفس.
وأعلن الاحتلال أنه قتل قائد القوات الخاصة في حزب الله ساجد دواير قبيل ساعات من سريان وقف النار صباح الاثنين.
الى ذلك قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، خلال جولة في كريات شمونة، إن على سوريا أن تفهم أن لبنان يحلق، أو يحاول ان يحلق على الاقل، باتجاه آخر من دونهم ولا يمكنهم الحفاظ على جبهات مفتوحة في مواجهة إسرائيل، مضيفة لقد أوضحنا طوال الوقت أنه لا نية لنا بفتح جبهة في مواجهتهم، وآمل أن يتغير وجه المنطقة مع الوقت. وتابعت إن سوريا لن يكون بإمكانها بعد الآن أن تؤثر (على لبنان) عبر مجموعات مثل حزب الله، موضحة أن ثمة اتفاقاً دولياً حيال الدور الذي أدّته سوريا حتى اليوم، والتغيير الذي يتعين أن تقوم به بهدف ان تكون مقبولة من المجتمع الدولي، وان تؤدي دوراً أكثر إيجابية.
وأعلنت ليفني انها ستلتقي في نيويورك اليوم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وقالت ان الاسرة الدولية والحكومة اللبنانية أخذتا على عاتقهما مسؤولية كبيرة بتعهدهما فرض احترام القرار الدولي ,1701 خصوصاً البند الذي ورد فيه حول الحظر على الاسلحة الى حزب الله، مضيفة إنني واقعية وأدرك تماماً أن الاتفاق ليس مثالياً، لكنه يشكل فرصة.

المصدر: وكالات