بعد 70 عاماً سورية تستعيد 5000 قطعة آثرية من متحف اللوفر
تضمنت الأعمال التي قامت بها البعثات الأثرية الوافدة الى دير الزور خلال عام 2006 اكتشافات أثرية مهمة في مناطق مختلفة من محافظة دير الزور وللوقوف على ما آلت إليه تلك الاكتشافات نستعين بتقرير دائرة الآثار والمتاحف بدير الزور الذي اشار الى أعمال.
تلك البعثات والمواقع التي تم التنقيب فيها والاكتشافات الجديدة التي وجدت في تلك المواقع بالاضافة الى الاعمال التي قامت بها دائرة الاثار في المحافظة حيث انجزت دائرة الآثار ترميم قلعة الرحبة بقيمة عقدية بحدود/2.2/ مليون ليرة وتركزت الاعمال بتعزيل المدخل الرئيسي للقلعة وترحيل الأنقاض المتواضعة بجانب المستودعات بالاضافة الى مشروع تصنيع القرميد لمتابعة أعمال ترميم الأقواس الداخلية والجدران في موقع حلبية وزلبية، حيث عمدت دائرة الاثار الى ترميم الموقع ابتداء من عام 2001 بالاضافة الى ترميم آخر، يتمثل بمعالجة الوضع الانشائي من ناحية تدعيم الجدران ومعالجة الشقوق والانهدامات الحاصلة نتيجة تأثير الطبيعة وعوامل الحت والتعرية في الموقع وتتركز هذه الاعمال بعزل أسطح الاسوار والأبراج مع ملء جميع الفجوات بمادة الجص اليدوي الأسمر والحجارة.
ہ ففي حزيران من عام2006 أنهت البعثة الأثرية الوطنية أعمال التنقيب في تل الرمادي وتركزت أعمال التنقيب الاثري للكشف عن الجهة الشرقية للتل وذلك بفتح أربعة مربعات تنقيبية وإجراء سبر اختباري في الجعة الجنوبية من التل لمعرفة التوطين السكني من خلال تتابع الطبقات الأثرية، وقد تبين وجود خمس طبقات أثرية سكنية ترجع الى الفترة الممتدة بين 3800 ـ حتى23000 ق.م وهي ماتعرف بعصر أوروك حيث كان أهل المنطقة يمارسون الزراعة والصناعة في النطاق المنزلي وبعض أعمال الصيد المائي وكانت بيوتهم منظمة، ويتألف البيت عادة من غرفتين وفسحة سماوية وقد عثرت البعثة على عدد من الأدوات المنزلية الطينية والفخارية.
أما الاكتشافات التي تمت في موقع الصالحية خلال نفس العام فقد تضمنت الاعمال كشفاً عن البيوت الرومانية في الجهة الشرقية من الموقع بالاضافة الى قصر ليزياس مع الكشف والتحري الأثري في منطقة الرومب الساسانية الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية في الموقع الاثري والتي استخدمت فيما قبل لغزو المدينة من قبل الساسانيين حيث تم انشاؤها بمادة اللبن من خارج الموقع وحتى أعلى السور وذلك من اجل غزو المدينة عن طريقها بالاضافة الى كشف الاجزاء الغربية للقلعة المطلة على نهر الفرات لمعرفة كيفية حدوث الانهيارات من الأجزاء العلوية لسور القلعة وتم تنفيذ اعمال ترميم اسعافية، وذلك من خلال عزل اسطح الاسوار الخارجية وإنشاء طرق للزوار داخل الموقع والممتدة من بوابة تدمر الطريق الرئيسي وحتى منزل البعثة الاثرية والبوابة الغربية وايضاً الطريق المتقاطع مع المتحف الميداني بالاضافة الى معالجة التجاويف في الجدار الغربي من القلعة الناجمة عن فعل الامطار وقد تم تنفيذ جزء من عزل اسطح الاسوار الخارجية للمدينة وترحيل بعض الأتربة خارج السور.
كذلك اكتشفت البعثة الأثرية السورية الاسبانية المشتركة خلال أعمال التنقيب في تل السن في محل من السور الشرقي واجزاء مختلفة من اكروبول المدينة بغية إيضاح مجمل العلاقات التي كانت تسود في فترة الالف الثالث والثاني قبل الميلاد من مملكة ماري بالاضافة الى قيام البعثة الاثرية المشتركة بأعمال مسح اثري للمرة الثانية في المنطقة الواقعة مابين زلبية وسفيرة فوقاني والهدف من ذلك تحديد المواقع الاثرية الموجودة في تلك المناطق المتفرقة.
وفي تموز عام 2006 اطلق مشروع صيانة موقع حلبية من قبل البعثة الاثرية السورية المشتركة حيث مثل الجانب السوري السيد ياسر شوحان مدير الآثار والمتاحف في دير الزور والجانب الفرنسي الدكتورة سليفي بيلتري من جامعة مونلبييه الفرنسية حيث قامت البعثة بفتح مربعات للتنقيب بالاضافة الى اجراء ترميم للكنيسة التي تتوسط الموقع وتجدر الاشارة الى ان أعمال التنقيب هذه جاءت بعد انقطاع 21 عاماً من العمل بهذا الموقع كما تم عقد اتفاق مع البعثة الاثرية يستمر خمس سنوات لمتابعة أعمال التنقيب اعتبارا من عام 2006 في الأبراج وقصر الحاكم ومحيط اسوار القلعة وإعداد خطة منهجية للاعمال القادمة وخصوصاً فيما يتعلق بترميم الاسوار بالمواد التقليدية ولبيان الاثر البيئي على هذا الموقع.
أما البعثة الاثرية الالمانية فقد باشرت عملها في تل الشيخ حمد بعد انقطاع وعمدت من خلال موسمها الـ 27 الى اعمال البحث والتنقيب على اجراء تنقيبات بسيطة في الجزء السفلي من المدينة وقد اعدت دائرة آثار دير الزور دراسة من اجل البدء بأعمال الترميم في القصر الأحمر، إضافة لاعداد دراسة معمقة لتطوير العرض المتحفي وانشاء مركز للدراسات الاثرية والتاريخية وقسم للارشفة والتوثيق مع إضافة قسم المخبر الفني كما قامت دائرة آثاردير الزور بالتعاون مع الجانب الالماني باعداد الدراسة الفنية لبناء بارك اثري في تل الشيخ حمد ويتألف من فندق وصالتي عرض وكافتيريا ومطعم شرقي ومعرض ومتحف ميداني ومستودعات خاصة بالموقع.
أما أعمال التنقيب في تل عياش فقد قامت بها البعثة السورية الالمانية المشتركة وأسفرت أعمال التنقيب عن اكتشاف العديد من الأماكن الأثرية والهدف من التنقيب هو تاريخ الموقع وتبيان معالمه المعمارية والتي كان أهمها اكتشاف البوابة الشرقية وعملية الإظهاروالكشف عن العناصر المعمارية المكونة للحصن الروماني في أبنية داخلية ودراسة السور المحيط بالحصن كما تم العثور على لوح حجري يبلغ وزنه 300كغ بسماكة 40 سم كتب عليه باللغة اللاتينية ثمانية سطور تؤرخ الموقع بعد الامبراطور سفيروس.
أهم مايميز الأعمال في عام 2006 هو استعادة قطع أثرية من متحف اللوفر في فرنسا وذلك بعد مرور أكثر من سبعين عاما عليها ، حيث تم استعادة مايقارب من5/ آلاف قطعة أثرية عبارة عن قطع مسمارية كانت هذه القطع مودعة في مستودعات المتحف الوطني الفرنسي بهدف الدراسة وقد تمت اعادتها الى دائرة اثار دير الزور من أجل إعادة الدراسة والتوثيق لها من جديد وحفظها في مستودعات المتحف ليتم الاطلاع عليها من قبل الباحثين الاثاريين المختصين بدراسة الرقم المسمارية.
وفي أيلول فقد أنهت البعثة الأثرية الفرنسية أعمالها في موقع ماري برئاسة الدكتور باسكال بيترلان المدرس بجامعة فرساي وتأتي أعمال البعثة الاثرية في ماري ضمن اطار التعاون السوري الفرنسي الثقافي من اجل التعرف على مركز المدينة القديم لمملكة ماري وخاصة تنظيم المدينة والقصور والمعابد والاقسام الادارية التي كانت تتألف منها، كما قامت البعثة بالتنقيب في تل المدكوك وهو برج مراقبة تابع لماري ومن المتوقع خلال السنوات القادمة أن تتعرف البعثة على فهم نمو مملكة ماري وعلاقتها مع بلاد مابين النهرين ودورها الاقتصادي والاداري وعلاقتها مع الممالك الاخرى مثل ترقا وأوغاريت.
أما البعثة الأثرية الايطالية فقد تضمنت أعمال التنقيب في تل المصايح في المواسم السابقة اكتشاف قصر ملكي يعود للالف الثالث ق.م وهو قصر ذو أرضية مبلطة بالقرميد قياس 40ھ40 سم كما تم الكشف عن مجموعة من القبور والقنوات المائية الصغيرة على شكل شبكة تخترق المدينة وذلك لتخديمها بالمياه الحلوة وتعتبر عملية استجرار المياه من مسافة 2 كم تطورا مدنيا كبيرا خلال تلك الفترة إلا أنه يسود اعتقاد آخر على أن هذا التل كان مشرفا وبشكل مباشر على نهر الفرات الذي غير مجراه اكثر من مرة خلال الفترة التاريخية وقد تابعت البعثة أعمال المسح في المنطقة المحيطة بتل العشارة لمسافة 10 كم كما تم فتح مربعات تنقيبية في كل من تل المروانية وجبل مشتل ليتم رصد الروابط الحضارية والتاريخية فيما بين هذه المواقع واعداد دراسة أثرية لمنطقة نهر معدين والذي يعتقد انه يحوي أكثر من موقع أثري.
وفي تشرين الثاني أنهت البعثة الاثرية الفنلندية أعمال المسح الأثري في منطقة جبل البشري والتي استمرت ثمانية أيام، حيث تم اعداد دراسات لمنطقة عين أبو جمعة ومنطقة قصيبة ومنطقة قباقب وفيضة قباقب والبئر وقناة خديجان، وذلك بمساعدة الصور التي تم التقاطها من قبل القمر الصناعي corona والصور التي تعود لعام 1960 فقد تم تمويل هذا المشروع من قبل الاكاديمية الفنلندية للبحث العلمي ومؤسسة نوكيا للاتصالات.
وفي تل الكسرة فقد أسفرت أعمال التنقيب الأثري من خلال البعثة الاثرية الوطنية عن العدد من اللقى الاثرية المهمة والفريدة من نوعها كما أن هذه الاواني الفخارية مصنوعة بدقة وبتنقيبات عالية ومتطورة تدعى/ السيجلاتا/ وهي تربة مجلوبة من مناطق بعيدة وقد تم الاعتماد على مخططات وصور للمنطقة بناء على المسح الجوي الذي قام به انطوان بواديبارد في العشرينيات من القرن الماضي وقد شملت أعمال التنقيب الاسوار الخارجية والبوابة الرئيسية للموقع وقد عثرت البعثة على مسكوكات رومانية وبيزنطية ذات أهمية كبيرة في تاريخ الموقع.
غسان ادوارة
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد