بوش – أولمرت: لقاء الخاسرين المرتقب في البيت الأبيض

12-11-2006

بوش – أولمرت: لقاء الخاسرين المرتقب في البيت الأبيض

الجمل:   سوف يكون ايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي، أول زعيم من خارج الولايات المتحدة يقابل جورج بوش الرئيس الأمريكي وعلى ما يبدو فإن جدول اعمال المؤتمر العام للجماعات اليهودية الأمريكية قد تم ترتيبه وضبطه على النحو الذي يتزامن فيه تاريخ تقديم خطاب أولمرت بمدينة لوس انجلوس.
امام هذا المؤتمر ضمن أول اسبوع يلي إعلان نتائج انتخابات الكونغرس الأمريكي.. وعلى هذه الخلفية يأتي لقاء أولمرت – بوش، كانما هو لقاء جانبي على هامش المؤتمر.
الخلفية العامة لكلا الرئيسين اصبحت أكثر اختلافا عما كان الوضع عليه خلال لقاءهما السابق في شهر أيار الماضي فأمريكيا كان الجمهوريون بقيادة جماعة المحافظين الجدد يسيطرون على كل شيء في دولاب الدولة الأمريكية وإسرائيليا كان أولمرت أكثر تمرداً وغطرسة في التعبير عن ولع الحرب ضد حزب الله والفلسطينيين وسوريا وإيران...
ولكن خلال هذا اللقاء تغير كل شيء فامريكياً بسط الديموقراطيون هيمنتهم على مجمل المؤسسات التشريعية الأمريكية بعد فوزهم الذي كسر هيمنة الجمهوريين والمحافظين الجدد، واسرائيلياً استطاع حزب الله اللبناني أن يقلب الطاولة على رأس أولمرت مطيحاً بكل استراتيجيات غطرسة القوة والعدوان الغاشم التي كانت تنطلق من الكنيست وهيئة اركان الجيش الإسرائيلي..
وحالياً أصبح بوش قاب قوسين أو أدنى من مواجهة لجان المحاسبة والتحقيق حول اخطاء الفترة الماضية ولن تشفع له إقالة رامسفيلد خاصة أن الديموقراطيين مصرون على عدم القبول بكبش فداء آخر سوى الرئيس بوش نفسه.. أما أولمرت فقد اصبح في حيرة من أمره. فقد تبخرت وطارت في الهواء عمليته ضد إيران، وتزايدت الضغوط الدولية إزاء العنف الإسرائيلي المتزايد.. ولم يعد جون بولتون قادراً على استخدام حق الفيتو لعرقلة قرارات مجلس الامن الدولي ضد إسرائيل....
بوش والموقف الداخلي:
فقد الرئيس بوش سيطرته على الكونغرس الأمريكي (مجلس النواب والشيوخ) وبالتالي لن يستطيع خلال العامين القادمين المتبقيين من فترة ولايته الرئاسية من الحصول على الدعم والسند التشريعي الذي كان يتمتع به لاجندة توجهاته وسوف تتمثل ابرز المصاعب التي سوف تواجه بوش في الحصول على موافقة الكونغرس على الميزانيات بنفس السهولة التي كان يتيحها له الكونغرس السابق، كذلك في مجال السياسة الخارجية الأمريكية من المتوقع أن يواجه بوش موجة عارمة من حملات التحقيق والمساءلات، خاصة وأن عدداً كبيراً من النواب الديمقراطيين قد طرحوا علناً ضرورة تكوين لجان التحقيقي والتقصي وذلك من اجل معرفة المزيد من الحقائق حول اسلوب الإدارة الأمريكية في التعامل مع الأزمات الخارجية وبالذات في العراق وافغانستان إضافة إلى مساءلات أخرى حول الفساد والعقود الخاصة بشركات السلاح والنفط والتسهيلات المقدمة لبعض الشركات التي تعمل في مجال المقاولات والخدمات وحالياً ابرز ملفين سوف يواجهان الرئيس بوش هما:
الملف العراقي: ويعول بوش كثيراً على مجموعة دراسة العراق، (لجنة بيكر) والتي يتوقع بوش أن يوفر تقريرها (الذي سوف تصدره قريبا) مخرجاً لجورج بوش..
الملف الدفاعي والأمني: ويقال بأن جورج بوش وبقية الجمهوريين وجماعة المحافظين الجدد قد لجأوا لخيار جعل رامسفيلد (وزير الدفاع السابق) يقوم بدور كبش الفداء لأخطاء الإدارة الأمريكية السابقة كذلك فإن ترشيح الرئيس بوش لريتشارد غاتز لتولي منصب وزير الدفاع خلفاً لرامسفيلد كان بسبب اعتقادهم بان غاتز هو الشخص المناسب حالياً لمواجهة مشاكل المرحلة القادمة وذلك لجملة من الأسباب والتي من ابرزها:
• معرفته الدقيقة بكل الفضائح التي حدثت خلال الفترة الماضية والتي تورط فيها  على السواء زعماء الجمهوريين وزعماء الديموقراطيين وبما أن عدداً كبيراً من هذه الفضائح لم يتسرب إلى الرأي العام بعد، فإن وجود غاتز في الإدارة الأمريكية وزيراً للدفاع سوف يردع الديموقراطين من مغبة التمادي في المواجهات ضد الإدارة الأمريكية الحالية.
• قدرة غاتز على المراوغة والتضليل والتكتم وذلك بسبب خبرته العملية التي امتدت لحوالي 26 عاماً كمحلل محترف ومسؤول عن الكثير من فرق الموت والاغتيال، والتي لم يتكشف امرها حتى الآن إضافة إلى تقلده منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأيضاً مراوغته وتضليله للجنة التحقيق الخاصة بفضيحة إيران – كونترا غيت وكل هذه الجوانب يعتقد جورج بوش وجماعته بانها تؤهل غاتز للعمل في الإدارة الأمريكية على نحو يراهنون فيه على أن غاتز سوف يكون (الحصان الأسود) و (النسر الجارح) الذي سوف يوفر غطاء الردع والأمان للإدارة الأمريكية الحالية في مواجهة هجمات الديمقراطيين والمشكلة الكبرى التي تواجه بوش حالياً هي أن غاتز مايزال حتى الآن مرشحاً بواسطة الإدارة الأمريكية لمنصب وزير الدفاع ولكي يتقلد هذا المنصب فإنه يتوجب الحصول على موافقة الكونغرس ومابات يقلق بوش حالياً أن عدداً كبيراً من الديموقراءيون عازمون على عدم إعطاء الموافقة لتعين غاتز خاصة وأن الديموقراطيين سبق وأن صدقوا ضد ترشيح غاتز لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الأمر الذي جعل الجمهوريين يسحبون ترشيحه، وبعد عدة سنوات استطاع الرئيس جورج بوش الأب أن ينجح في الحصول على موافقة الكونغرس بتعينه مديراً للوكالة..
أولمرت والموقف الداخلي:
يواجه إيهود أولمرت موقفاً داخلياً يختلف عما كانت عليه الأمور في فترة الصيف الماضي التي سبق الحرب مع حزب الله اللبناني وبرغم فوز اولمرت برئاسة حزب كاديما ونجاحه في التحالف مع حزب العمل فإن هزيمة حزب الله للقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان قد اضعفت موقف أولمرت السياسي الداخلي بقدر كبير وحالياً أصبحت التداعيات تهدد بكشف المزيد من فضائح الفساد وتجاوزات النخبة الإسرائيلية العسكرية والسياسية الحاكمة ولكي ينجو أولمرت من تداعيات ما بعد هزيمة حزب الله فقد لجأ إلى تطبيق خطة تضمنت مناورتين الأولى جعل عامير بيريتز وزير الدفاع الإسرائيلي يتحمل الصدمة والذي بدوره تفادى صدمة المسؤولية بالقاء اللوم على هيئة اركان الجيش الإسرائيلي والتي أيضاً قامت بدورها بالقاء اللوم وعين المسؤولية على عاتق قائد المنطقة العسكرية الشمالية والذي حاول بدوره تحميل المسؤولية لاجهزة الاستجبارات الإسرائيلة. أما الثانية فتمثلت في قيام أولمرت بالتحالف مع حزب إسرائيل بيتنا وتعيين زعيمه المتطرف اليهودي إيغور ليبرمان وزيراً ضمن التحالف الحاكم، الأمر الذي ترتب عليه كسب أولمرت لتأييد اليمين الإسرائيلي المتطرف على خلفية شعبيته التي تزايدت بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي على يد حزب الله وحالياً يراهن أولمرت على ان خطة الميزانية التي سوف تقدمها حكومته قريباً للكنيست سوف تحظى بالموافقة وبالتالي لن يكون أمام حكومته مشكلة في المدى القريب على الأقل..
توازنات لقاء اولمرت – بوش المرتقب.
بات الرئيس بوش يواجه موقفاً صعباً لذلك فقد اصبح مضطراً إلى أن يتبنى خطاً سياسياً معتدلاً كما في حالة كل الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين سبق أن واجهوا مشاكلاً مشابهة وأيضاً أصبح الرئيس أولمرت يواجه موقفاً سياسياً صعباً، وتشير معطيات الخبرة التاريخية في مقارنة الأداء السلوكي لمؤسسة الرئاسة الأمريكية والإسرائيلة بأن الرئيس الأمريكي يتحول للاعتدال بينما يتحول الرئيس الإسرائيلي للتطرف اليميني.. وهو ما حدث حالياً في المواقف الجديدة لبوش الـ(معتدل) واولمرت (المتطرف اليمني) حليف المتطرف ليبرمان والملقب بوزير التهديد الاستراتيجي الإسرائيلي..
يلتقي أولمرت مع بوش وعلى طاولة الاجتماع الكثير من الأجندة العالقة، والتي وإن كان الاثنان متفقان حولها إلا أن الظروف الحالية قد تغيرت والقت بتداعياتها على مصداقية تنفيذ جدول الاعمال المشترك الأمريكي – الإسرائيلي:
• الملف الإيراني: أصبح اولمرت مضغوطاً بواسطة اليمين المتطرف الذي تحالف معه مؤخراً من أجل القيام بالمواجهة الحاسمة والنهائية ضد البرنامج النووي الإيراني حتى لو تطلب الامر قيام إسرائيل بالعمل العسكري منفردة ولوحدها أما بالنسبة لبوش، فقد أصبحت مواجهة أمريكا عسكرياً لإيران أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً خاصة وأن الديموقراطيين يرفضون العمل العسكري حالياً. وظلوا طوال الفترة السابقة يعارضون توجهات إدارة بوش إزاء الأزمة الإيرانية ويطالبون بضرورة قيام الإدارة الأمريكية بالمفاوضات المباشرة مع إيران وينددون بكثير من مواقف ادارة بوش السابقة والرافضة للتفاوض المباشر مع إيران.
• الملف العراقي: يرفض الإسرائيليون أي انسحاب أمريكي من العراق في الوقت الحالي ويعتبرون أن هذا الانسحاب يهدد أمن إسرائيل وذلك لأن وجود القوات الأمريكية في العراق حالياً يشكل رادعاً أمام سوريا وإيران من تهديد إسرائيل وبالتالي إذا خرجت قوات أمريكا من العراق فإن سوريا وإيران سوف تتفرغان لتهديد إسرائيل كذلك هناك العديد من المشروعات المشتركة المتعلقة بتمديد انابيت لنقل النفط العراقي والخليجي عبر اسرائيل وهي مشروعات تعول عليها اسرائيل  كثيراً في تعزيز إستقلالها وهيمنتها على منطقة الشرق الأوسط أما بالنسبة للرئيس بوش فقد أصبح من الصعب إن لم يكن من المستحيل الحصول على دعم وتأييد الكونغرس باستمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق لفترة أطول كذلك لن يتورط الديموقراطيون بإجراء أي صفقة حول هذا الموضوع مع إدارة بوش خاصة وأن الناخبين الأمريكيين قد صوتوا لصالح الحزب الديموقراطي بسبب مطالبته بالانسحاب من العراق ومن ثم فإن المغامرة بأي صفقة أو مناورة تؤدي لبقاء القوات الأمريكية بالعراق لفترة أطول سوف يترتب عليها انهيار مصداقية الحزب الديموقراطي في الشارع الأمريكي بشكل ربما يؤدي لاندلاع المظاهرات العارمة مثل تلك ا لتي حدثت خلال فترة حرب فيتنام وهو ما يخافه الجمهوريون والديموقراطيون على السواء.
• الملف الفلسطيني: بالنسبة لهذا الملف يمكن القول بأنه لايوجد أي تصور حول مبادرة جديدة لحل إشكالياته العالقة لامن جانب بوش ولا من جانب أولمرت ويمكن رسم خارطة مواقف الأطراف على النحو الآتي:
- اولمرت: كانت لدية خطة تهدف إلى اخلاء عدد كبير من المستوطنات الإسرائيلية الموجودة في الضفة الغربية ولكن حالياً أصبحت هذه الخطة خارج الطاولة وذلك بسبب مخاوف الإسرائيليين من أن يؤدي ذلك إلى تعزيز موقف حماس وحزب الله وحركة الجهاد الإسرامي إضافة إلى سبب أخر يتمثل في أن الأولوية أصبحت في إسرائيل حالياً تتعلق بأجندة التهديد الإيراني ومن ثم لم يعد هناك اهتماماً كبيراً بالجوانب الدبلوماسية وفقط كل تركيز الإسرائيليين اصبح منصباً على الجوانب العسكرية.
- محمود عباس: ليس لديه برنامجاً واضح المعالم حول استراتيجية التعامل مع إسرائيل وكل اهتمامه اصبح منصباً على انجاح مشروع حكومة التكنوقراط على النحو الذي يؤدي لاقصاء حركة حماس وتقليل وزنها داخل اجهزة السلطة الفلسطينية.
- حركة حماس: أصبحت بوضوح – بعد مجزرة بيت حانون- تعمل من أجل تصعيد المواجهة مع إسرائيل ومجموعة محمود عباس وتهدد بإنزال المزيد من الضربات الانتقامية ضد إسرائيل...
القراءة العامة تقول بأن الاسرائيليين أصبحوا اكثر تخوفاً من أن تحذوا حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي حذو تكتيك حزب الله وحالياً تبذل إسرائيل أقصى جهدها من أجل مراقبة الحدود والمعابر خوفاً من تهريب المزيد من الصواريخ والأسلحة المتطورة على النحو الذي يمكن أن يؤدي الى فتح جبهة ثانية في جنوب إسرائيل على غرار جبهة جنوب لبنان بما يؤدي إلى إلحاق هزيمة بإسرائيل تكون تداعياتها أكثر خطراً على كيانها الاقتصادي والبشري والعسكري وحالياً تعمل حكومة أولمرت من اجل حث الإدارة الأمريكية على الإسراع في تطبيق مشروع الجنرال الأمريكي ويتون الهادف إلى إنفاق 23 مليون دولاء لتأمين المعابر بين إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية على النحو الذي يؤمن حركة التجارة والنقل الفلسطينية ضمن إسرائيل بحيث يتسنى لإسرائيل مراقبتها والسيطرة عليها من جهة وإيقاف حركة النقل والمعاملات الفلسطينية عبر مصر والأردن ما أمكن ذلك حتى لاتتم عملية تهريب الأسلحة..
كذلك تفكر إسرائيل في تدعيم قوة حرس محمود عباد البالغ عددها بين 2500 و3500 عنصر، عن طريق السماح والموافقة على عملية نقل (فيالق بدر الفلسطينية) من الأردن حيث توجد حالياً إلى داخل مناطق السلطة الفلسطينية. وفقط يتخوف الإسرائيليون حالياً من أن تؤدي هذه الكتائب إلى دفع حركتي حماس والجهاد إلى المواجهة الشاملة على النحو الذي يقضي على تيار محود عباس نهائياً ويؤدي إلى مواجهة اكثر عنفاً ضد الإسرائيلين خاصة وأن الشارع الفلسطيني أصبح أكثر تأييداً لحركتي حماس والجهاد..
وحالياً على طاولة اللقاء يريد أولمرت من بوش توفير المزيد من الدعم والحماية الدولية لإسرائيل وبالمقابل أصبح بوش غير قادر على توفير الاثنين بسبب العراقيل التي سوف يواجهها في الكونغرس كذلك أصبح في حكم المؤكد أن جون بولتون حليف إسرائيل المخلص ورجل هرمجدون- سوف لن يستطيع الحصول على موافقة الكونغرس من أجل الاستمرار في منصبه إلا إذا حدثت معجزة كما يقول المحللين- وقد إتضح عجز الإدارة الأمريكية عن تقديم الحماية لدولة إسرائيل في موقف مجلس الأمن الدولي الذي اتخذه حول مجزرة بيت حانون والذي لم تستطيع الإدارة الأمريكية فيه استخدام حق الفيتو للاعتراض على القرار.
- الملف اللبناني: كانت إسرائيل تستند على حماية أمريكا الدولية لها ومن ثم كانت لا تعبأ كثيراً بوجود القوات الدولية (يونيفيل) بجنوب لبنان كذلك كانت تعتمد على أمريكا في القيام بالضغط على مجلس الأمن وفرنسا من أجل دعم اجندتها الخاصة بلبنان وحالياً فمن المتوقع أن تعاني إسرائيل من تداعيات القرارات الدولية 1559 و1701 واللذين أشرفت وعملت من أجل إصدارهما..
- الملف السوري: ظلت إسرائيل وأمريكا تحاول العمل بقدر المستطاع تجميد الملف السوري إلى حين الانتهاء من الملفين الإيراني واللبناني وذلك على النحو التي يحقق لها الانفراد بسوريا بعد عزلها عن لبنان وإيران (أي القضاء على إيران وحزب الله اللبناني سوف يجعل سوريا بلا حلفاء) وقد كانت هذه الاستراتيجية من بنات أفكار المحافظين الجدد والذين ظلوا طوال الفترة السابقة يدفعون ويصعدون المواقف الداعية إلى عدم الحوار والتفاهم مع سوريا داخل البيت الأبيض، وبالبنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية، مدعومين بالتأثير القوي لاعضاء الكونغرس الجمهوريين المرتبطين بالايباك (اللوبي الإسرائيلي) ولكن بعد هزيمة الجمهوريين وفوز الديموقراطيين فسوف يصبح لزاماً على مثلث البيت الأبيض – البنتاغون – ووزارة الخارجية الأمريكية أن يغدو أكثر واقعية في التعامل مع سوريا وهو ما بشر به المسؤول عن الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية قبل الانتخابات الأمريكية الأخيرة عندما قال بأن السياسة الخارجية الأمريكية ازاء الشرق الأوسط في الفترة السابقة قد تميزت بالكثير من التخبط والعشوائية وارتكاب الأخطاء الفادحة.
كذلك يعتقد الكثير من المحللين بأن السياسة الخارجية الأمريكية سوف تتحرر من ذريعة المحافظين الجدد القائلة بأن سوريا تدعم تسلل المسلحين الذي يقومون بالهجوم ضد القوات الأمريكية ومن ثم فإن سوريا تتحمل جزءاً من مسؤولية قتل الأمريكيين في العراق وبالتالي يجب عدم التفاوض والتعامل المباشر معها وهناك توقعات بأن تحسن توصيات لجنة بيكر الأمر وتحدد بوضوح للإدارة الأمريكية الخيار الحاسم المطلوب تعامل أم لا تعامل مع سوريا.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...