تراجع مضطرد في إنتاج العنب منذ 1998

19-08-2006

تراجع مضطرد في إنتاج العنب منذ 1998

كشف تقرير المركز الوطني للسياسات الزراعية في وزارة الزراعة عن تراجع ملحوظ بدأت تشهده زراعة العنب في القطر منذ عام 1998 وذلك بسبب استبدال المساحات المزروعة بالكرمة بزراعات أخرى ذات عائد اقتصادي أعلى كالزيتون والتفاح,كذلك فإن التراجع في كميات الإنتاج من عام إلى عام في المناطق البعلية يعود إلى تقلبات الطقس كانخفاض الهطولات المطرية وارتفاع درجات الحرارة والآفات الزراعية المختلفة.

ففي عام 1997 كانت المساحات المزروعة بالكرمة تبلغ 64,434 هكتاراً وانخفضت هذه المساحة عام 2004 إلى 51,277 هكتاراً,وكان الإنتاج عام 1997 قرابة 451720 طناً,وأصبح عام 2004 حوالى 242746 طناً.‏

من ناحية ثانية فقد انعكس ذلك على إجمالي الاستهلاك المحلي وعلى استهلاك الشخص الواحد,حيث تراجع الاستهلاك الإجمالي من 304 آلاف طن عام 1997 إلى 152 ألف طن في عام ,2004كما وصل استهلاك الفرد في عام 2004 (13كغ) في حين كان عام 1997 (29كغ).‏

هذا وتعتبر زراعة الكرمة في سورية مصدراً هاماً من مصادر العيش لقسم كبير من المزارعين بوصفها من أهم الزراعات الاقتصادية التي تتركز في عدد من المحافظات كدمشق وريفها وحمص وحماة وحلب والسويداء وإدلب,حيث يستهلك قسم كبير من الإنتاج طازجاً والباقي يستخدم في صناعة الدبس والزبيب والعصير الطازج والملبن والخل والمشروبات الروحية ويستفاد من بقايا صناعة الخمور كعلف للحيوانات وأسمدة عضوية جيدة لتحسين نوعية التربة وكذلك تستخدم البذور كبديل للتبن ويستخرج منها بعض الزيوت.‏

وما زالت سورية وعلى مدى السنوات الأخيرة تحافظ على ترتيبها الثامن والعشرين من بين دول العالم المنتجة للعنب حيث يشكل إنتاجها 0,4% من إجمالي الإنتاج العالمي.‏

وبالنسبة لتسويق العنب فإن أسعار الجملة والمفرق في سورية تخضع إلى العرض والطلب ومازال يوزع وفق نظام تقليدي يعاني من عدم وجود مخازن أو مستودعات تبريد مناسبة وشاحنات توزيع مبردة إضافة إلى عدم ملاءمة العبوات المستخدمة,وهذا يساهم في انخفاض نوعية المنتج وزيادة كمية التلف,وبالتالي فلن تتحقق المواصفات المطلوبة في الدول المستوردة,وهذا يتطلب تطويراً وتحسين كفاءة السلسلة التسويقية.‏

من جهة ثانية يشير التقرير إلى أن سورية بقيت دولة غير مستوردة للعنب خلال 1995-,2000حيث بدأ استيراد العنب من الدول العربية ومع ذلك بقيت مساهمته قليلة في الاستهلاك المحلي حيث بلغت أكبر كمية تم استيرادها عام 2,9,2003 ألف طن بقيمة 13,9 مليون ليرة سورية,ومن أهم الدول التي تستورد منها سورية العنب هي مصر والأردن ولبنان.‏

وبالنسبة للتصدير وجد التقرير أن سورية ليست من الدول المصدرة للعنب بشكل كبير,كما شهد معدل النمو السنوي للصادرات انخفاضاً ملحوظاً بين عامي 1995و2004 إذ بلغ 9%,وبلغت قيمة الصادرات السورية من العنب إلى الدول العربية عام 2004 (2,3 مليون دولار) في حين سجل عام 2001 أكبر,رقم لتصدير العنب حيث بلغ (25,1 مليون دولار).‏

وفيما يتعلق بالصادرات الزراعية إلى الاتحاد الأوروبي فيشير التقرير إلى أنها قليلة نتيجة السياسات الزراعية الأوروبية التي تفرض ضرائب مرتفعة على السلع الزراعية المستوردة (الخام والمصنع) مثل أسعار الدخول العالية بالإضافة إلى التطبيق الدقيق للإجراءات المتعلقة بالسلع الزراعية (الخام والمصنعة) ومن جهة أخرى تعاني السلع الزراعية السورية من ضعف مستوى كفاءة التصدير إلى حد كبير. وتوصل التقرير إلى أنه وعلى الرغم من أهمية النشاطات الزراعية في سورية إلا أنه لا توجد هناك مؤسسات فعالة لتشجيع الصادرات من السلع الزراعية المحلية باستثناء بعض الشركات الفردية بموارد محدودة. إضافة إلى وجود نقاط ضعف أخرى مثل إجراءات التوضيب الضعيفة حيث فشلت تلك الإجراءات في الوصول إلى مستويات أسواق التصدير في الاتحاد الأوروبي والخليج العربي,إضافة إلى عدم توفر المعلومات عن الأسواق الرئيسية.‏

وتبين من ذلك أن هناك حاجة ملحة لتطوير الكفاءة المحلية من أجل تصدير السلع الزراعية إلى الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي التي تتميز بإنتاج زراعي ضعيف وقوة شرائية عالية.‏

وللتغلب على نقاط ضعف قطاع التصدير الزراعي تم اقتراح تأسيس وحدات تجارية متخصصة بسلع معينة,مثل وحدات للمنتجين والمصنعين والمصدرين للفواكه,وبهذا يمكن للمزارعين أن يطوروا عملهم بما يتلاءم مع احتياجات التصنيع وهذا سيؤدي إلى منتج عالي الجودة له القدرة على المنافسة في الأسواق المحلية وأسواق التصدير.‏

محمد ديبو

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...