تراشق طائفي داخل البرلمان العراقي
في ما يعكس درجة التوتر العالية التي بلغها العنف في الشارع العراقي، شهد البرلمان العراقي جلسة عاصفة، أمس، تبادل فيها نواب الكتلتين الرئيسيتين اتهامات بإثارة الفتنة الطائفية، فيما نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً يندد بمستوى البرنامج التدريبي للقوات العراقية، الذي من المفترض أن يشكل محور الاستراتيجية الجديدة لواشنطن في العراق.
وفي مستهل جلسة برلمانية ترأسها نائب رئيس المجلس خالد العطية، اتهم قياديون في قائمة الائتلاف العراقي الموحد (الشيعية) وأعضاء في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، كجلال الدين الصغير وهادي العامري، أعضاء من البرلمان العراقي بالتحريض على العنف الطائفي. وطالب الصغير بنشر الجيش العراقي في مناطق حي الجامع وحي العدل ذات الأغلبية السنية في غربي بغداد، للدفاع عن الاقلية الشيعية هناك.
ورد الدليمي الذي يقطن في حي العدل مؤكداً أن ما ذكره الشيخ جلال لا أساس له من الصحة، مطالباً مجلس النواب بتشكيل لجنة للتحقيق في المسألة. واتهم الصغير في المقابل بأنه أحد عناصر الفتنة الطائفية، مؤكداً أنه حين يتحدث عن حي العدل، فهذا يعني أنه يتحدث عني. من جهته، قال العامري، في إشارة إلى مقابلات تلفزيونية سابقة أجراها الدليمي، أن نشتم هذه الدولة ونحن جزء منها فهذا نفاق سياسي لا يليق بالحضور. وتوجه الدليمي إلى الصغير والعامري قائلا نحن نمدّ أيدينا إليكم بكل ما فيه من خير للعراق، لكن نطالبكم بأن تحترمونا وتحترموا وجودنا... لا أن تتعاملوا معنا كأننا مجوس أو يهود.. مساجدنا تحترق وتغتصب وأبناؤنا يقتلون في كل مكان. وسرعان ما تعالت صيحات الاحتجاج من رئيس الجلسة والنواب، فكادت الفوضى تعمّ الجلسة.
في هذه الاثناء، حذر نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح، أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي في بروكسل، من أن انسحابا سريعا لقوات الاحتلال سيشكل كارثة وسيخلق فراغا في العراق، لأن مؤسساتنا وحكومتنا... لا تتمتع بالقدرة الكاملة على مواجهة عدد من التحديات الامنية التي يتوجب علينا معالجتها.
ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن الضباط الاميركيين المكلفين تدريب القوات العراقية رصدوا مشاكل كبيرة في البرنامج التدريبي، تتراوح ما بين الإعداد الضعيف وقلة الدعم والامداد إلى نقص المترجمين. أضافت الصحيفة الاميركية أن بعض الضباط العراقيين شكوا من أنهم لم يفهموا مهمتهم، ومن أنهم يتلقون المشورة من ضباط أصغر منهم رتبة ولم يختبروا القتال في العراق قط.
واستندت الصحيفة في خلاصتها إلى استطلاع للرأي أجراه معهد الدراسات القتالية التابع للجيش الاميركي، ومقره في كنساس، ويغطي الفترة الممتدة منذ ما بعد الغزو الاميركي للعراق وحتى مطلع العام الحالي.
ويحمل برنامج تدريب القوات العراقية أهمية خاصة في الاستراتيجية الاميركية الجديدة، التي ينتظر اعتمادها في العراق، وخصوصاً بعد سريان الحديث عن خطة جديدة للبنتاغون سيركّز فيها على توسيع عمليات التدريب على حساب العمليات الحربية. وقد ذكرت واشنطن بوست أن برنامج التدريب قد يستغرق ما بين خمس الى عشر سنين.
في ما يعد أول انفجار لسيارة مفخخة داخل المنطقة الخضراء المحصنة داخل بغداد، أعلن مصدر فى مجلس النواب العراقى أن انفجارا استهدف إحدى السيارات المرافقة لرئيس مجلس النواب محمود المشهداني قرب مقر البرلمان داخل المنطقة الخضراء، فيما كان المشهداني في مكتبه.
وقتل نحو 20 عراقياً وجرح آخرون في أعمال عنف متفرقة في بغداد وضواحيها. وتعرضت قاعدتان بريطانيتان لقصف صاروخي في البصرة جنوبي بغداد، فيما شنت قوات أميركية عراقية مشتركة غارة جوية على مدينة الصدر، ما أسفر عن مقتل طفل رضيع وثلاثة مواطنين، وجرح نحو 11 آخرين.
وتناقلت مصادر دبلوماسية عربية خبر وصول الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري إلى القاهرة، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين ومسؤولي الجامعة العربية حول الاوضاع في العراق.
من جهة أخرى، وقع العراق والكويت اتفاقاً يتيح للكويت استكمال بناء سياج أمني حديدي على طول الحدود بين الدولتين، ودفع تعويضات للمزارعين العراقيين المتضررين، استناداً إلى قرار مجلس الامن الدولي الرقم 833 الصادر في العام .1993 ويرسم هذا القرار الحدود بين البلدين، بعد ضمّ أرض كانت تابعة لمدينة أم قصر العراقية إلى الكويت.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد