ترويج مزاجي للسينما السورية والفلسطينية من دون الكبار
«دمشق سينما ومكان». تحت هذا الشعار الفاتن تنطلق اليوم فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي الذي يستمر أياماً ثمانية (حتى السابع من تشرين الثاني). لكن ليس بين التظاهرات المقررة ما هو مستوحى من العنوان، كأن يجري البحث مثلاًَ عن صورة دمشق في السينما، أو الإلهام الذي أعطته دمشق للسينمائيين، أو أي شيء من هذا القبيل، قلنا قد يكون المقصود جولة في نواحي دمشق أعدت لسينمائيي العالم. أن تكون دمشق مكاناً فهذا من نافل القول، أما أن تكون سينما فهذا هو حلمنا جميعاً، وقد ينفع أن يكون الشعار نوعاً من الحلم، مثل أشياء كثيرة، كتلك الصفة التي يصرّ عليها المهرجان منذ سنوات، وهي أن يضيف إلى اسمه صفة «الدولي»، عسى يتحقق ذلك ذات يوم قريب.
مئتان وخمسة وعشرون فيلماً توزعت تحت عناوين وتظاهرات عدة؛ تفتتح بفيلم «حليب الأسى» للبيرونية كلوديا ليوسا، الحائز جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين 2009. فضمن أفلام المسابقة الرسمية للفيلم الطويل سنجد عشرين فيلماً من بينها الإسباني «زهور عباد الشمس العمياء»، والإيراني «عشرون»، والإيطالي «الانتصار»، والفرنسي «جدار في وجه الأطلسي» والروسي «عنبر رقم ستة»، وسواها. أما مسابقة الفيلم القصير فقد بلغت أكثر من خمسين فيلماً، إلى جانب تظاهرات أخرى كتظاهرة البرنامج الرسمي، وتظـاهرة ســوق الفيلم الدولي، تظاهرة المخرج الإيطالي فيديريكو فيلــليني، وتظاهرة سينما الحب، وتظاهرة سينما القارات الخمس وتظاهرة السينما الاسترالية، والألمانية المعاصرة، وتظاهرة المخرج البريطاني ستانلي كيوبريك، وتظاهرة المخرج الألماني فريتز لانغ، وتظاهرة المخرج الروسي نيكيتا ميخايلكوف، والمخرج الأميركي سيدني بولاك، وتظاهرات شارلي شابلن ومارلين مونرو وآلان ديلون، وغيرها.
ومن بين تظاهرات المهرجان اللافتة تظاهرة «فلسطين بعيون السينما» التي تضم أفلاماً كـ «كفر قاسم» لبرهان علوية، و«المخدوعون» لتوفيق صالح، و«السكين» لخالد حمادة، و«رجال في الشمس» لنبيل المالح ومروان مؤذن ومحمد شاهين، و«المتبقي» للإيراني سيف الله داد، و«باب الشمس» ليسري نصر الله، و«ظل الغياب» لنصري حجاج، و«ملح هذا البحر» لآن ماري جاسر، والأخيرة للمناسبة عضو في لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل. وإذا كان الاحتفال بفلسطين من بديهيات الأمور، في بلد كسوريا، فإن من الغريب أن تنسى تظاهرة السينما الفلسطينية أسماء شغلت دنيا السينما، العالمية قبل المحلية، بل إن بعضها قد وصل إلى الأوسكار كفيلم هاني أبو أسعد «الجنة الآن»، أو أفلام إيليا سليمان التي لطالما شغلت المهرجانات العالمية وآخرها مهرجان كان السينمائي، إلا إذا كان استبعاد هذه الأفلام اعتراضاً على نَسَبها، وحينها تعالوا نفتح محوراً للنقاش في المهرجان حول هذه الأفلام، وأيّها يحق له أن يكون فلسطينياً.
مدير المهرجان، الناقد السينمائي محمد الأحمد، في كلمة عن المهرجان قال: «إن الهدف الأكبر من مهرجان دمشق السينمائي الدولي هو الاحتفاء بالفيلم السوري وعرضه على أكبر عدد من السينمائيين العرب والأجانب الذين يحضرون المهرجان، وفتح الطريق أمامه بذلك للمشاركة في مختلف المهرجانات السينمائية الدولية ومضاعفة حظوظه في التسويق». أما الأفلام المقصود ترويجها وعرضها على سينمائيي العالم فهي اثنان في مسابقة الفيلم الطويل؛ فيلم «مرة أخرى» للمخرج الشاب جود سعيد، وهذا هو فيلمه الروائي الطويل الأول، وبحسب المخرج فهو «يدور بين لحظتين تاريخيتين هما بداية الاجتياحات الإسرائيلية لبيروت والتي تتمثل في إقامة الحزام الأمني (1978) والوصول إلى بيروت (1982) ، واللحظة الثانية الاجتياح الجوي عام (2006). فهاتان اللحظتان هما الحاضن الزمني التاريخي للأحداث والمؤثر في مصائر الشخصيات، لذلك اسم الفيلم «مرة أخرى»، هو عبارة عن حكاية لعائلة سورية مؤلفة من أب، كان أحد السوريين الموجودين في لبنان، وابنه الصغير، بين عامي 1982 و1995. والحكاية الثانية تدور في عام 2006 وهي حكاية الابن الذي أصبح مهندساً في أحد البنوك، وتروي علاقته بمديرة البنك التي أتت من لبنان». أما الفيلم الثاني فهو «بوابة الجنة» لماهر كدو من تأليف الكاتب الفلسطيني حسن سامي اليوسف. وكدو هو صاحب فيلمي «صهيل الجهات» و«دمشق يا بسمة الحزن»، أما فيلمه «بوابة الجنة» فيرصد الواقع الفلسطيني في الأشهر التي سبقت الانتفاضة الأولى العام 1987، من خلال عائلة من الضفة الغربية الفلسطينية تتلقى الأحداث وتصبح مشاركة في صيرورتها.
أما المشاركة السورية في مسابقة الفيلم القصير فهي لفيلم «عيد ميلاد» وهو الفيلم الأول لعمر علي (نجل المخرج المعروف حاتم علي، والسنياريو لدلع الرحبي)، وفيلم «شوية وقت» لماهر صليبي، «السيدة المجهولة» لفجر يعقوب، «الطريق» لرسلان شميط، «ملامح دمشقية» لريمون بطرس، «شاب سوري» لياسمين فنري، «ظلال» لحسام حداد، و«وأيضاً الأب» لغايه جيجي.
يذكر أن المهرجان يكرم اليوم في افتتاحه الممثلة أمل عرفة، والمخرج والمدير السابق للمؤسسة العامة للسينما مروان حداد، الممثل خالد تاجا، المخرج التلفزيوني نجدت أنزور، المنتج الفلسطيني حسين القلا، المخرج السينمائي التونسي رشيد فرشيو، محمود حميدة، يسرا، الممثلة السويسرية أورسولا أندروس، المخرج والمنــتج الهنــدي أكبر خان، والمخرج السينمائي البوسني أمير كوستوريتسا، والممثلة الإسبانية فيكتوريا أبريل.
أما لجان التحكيم فقد ضمت في عضويتها للأفلام الطويلة المخرج الفرنسي ريجيس فارنييه (رئيس اللجنة)، والمخرج الكوبي توماس نازاريو غونزاليس، والممثلة الهندية بوجا باترا، والمخرج الكازاخستاني داريزهان عمرباييف، والمخرجة سارة مالدورور من جنوب افريقيا، والألمانية هيلما ساندرز برامز، والناقدة السينمائية ديانا جبور، والمخرج التلفزيوني حاتم علي، والممثل حسين فهمي. وللأفلام القصيرة السويسري مارتن جيرو (ئيس اللجنة)، والمخرج موفق قات، والكاتبة ديانا فارس، والمخرجة الألمانية بترا وايزنبيرغر. أما لجنة تحكيم الأفلام العربية فتضم الكاتب حسن م يوسف (رئيس اللجنة)، الممثلة سمية الخشاب، المخرج اللبناني أسد فولادكار، والممثلة المغربية ميساء المغربي، والباحث الروسي أناتولي شاخوف.
راشد عيسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد