تضارب بتصريحات الإسرائيليين حول قتل الأسرى المصريين
تضاربت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن التقرير الذي بثه تلفزيون الدولة العبرية مؤخراً، حول قيام وحدة عسكرية بقيادة بنيامين بن إليعازر، الوزير الحالي بالحكومة الإسرائيلية، بتصفية نحو 250 أسيراً مصرياً، بعد انتهاء حرب يونيو/ حزيران في العام 1967.
فبينما أصدرت الخارجية الإسرائيلية بياناً مساء الأربعاء، زعمت فيه أن الفيلم الوثائقي يعرض لـ"معركة بين جنود إسرائيليين ووحدة كوماندوز مصرية"، قال السفير الإسرائيلي بالقاهرة شالوم كوهين، إن "المعركة كانت بين وحدة عسكرية إسرائيلية، ومجموعة من الفدائيين الفلسطينيين."
وقالت الخارجية الإسرائيلية إن كبار المسؤولين شاهدوا المقطع الذي أثار الغضب من الفيلم، وأضافت في بيانها: "يتضح من الفيلم، وبصورة لا تقبل التأويل، إننا لسنا بصدد قتل أسرى حرب، لا حول لهم ولا قوة، وإنما الحديث هو عن اشتباكات ومعارك جرت مع كتيبة كوماندوز أثناء حرب الأيام الستة."
وأشار بيان الخارجية الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تعرب عن أسفها، لأن بعض العناصر في مصر تصدر "بيانات مضللة ومنحازة، لتقويض العلاقات الجيدة بين البلدين."
وأضاف البيان "إن إثارة هذه القضية، بعد ثلاثين عاماً من الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى القدس، وبعد 28 عاماً من توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وبدء مرحلة جديدة في الشرق الأوسط، من شأنه أن يقلب على نحو غير ملائم في قضايا من الماضي البعيد، لا سيما عندما لا تكون هناك أسس واقعية لتلك الاتهامات."
وتضمن الفيلم الوثائقي ما يشير إلى أن ما اعتبر عمليات "قتل أسرى مصريين"، كانت بأوامر من بن إليعازر، أحد أقطاب حزب العمل، ووزير البنية التحتية، والقائد السابق في الجيش الإسرائيلي، الذي قال هو الآخر إن الفيلم كان عن كتيبة من الفدائيين الفلسطينيين، وليس عن جنود مصريين، مدعياً أنهم قتلوا خلال المعارك.
وقد أجرى وزيرا خارجية مصر وإسرائيل محادثات في بروكسل الثلاثاء الماضي، لبحث الأزمة الدبلوماسية التي أشعلها التقرير.
وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لنظيرها أحمد أبو الغيط، إنه "لا يوجد أي شيء يدل على تصفية أسرى حرب مصريين في تلك الحرب"، وطلبت منه العمل على تخفيف حدة التوتر التي أثارها الفيلم.
وكان الفيلم الوثائقي "روح شاكيد"، للصحفي الإسرائيلي رون يديليست، قد أثار غضباً واسعاً بين المصريين، وقامت مصر الأحد الماضي، باستدعاء السفير الإسرائيلي، للاحتجاج على الفيلم الوثائقي.
وفى الوقت ذاته، دعت مجموعة من أعضاء مجلس الشعب المصري، إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات لمعاقبة المتورطين في تلك "الجريمة."
ومن جانبه، اتهم السفير شالوم كوهين، البرلمانيين المصريين بما أسماه "فبركة مسألة تصفية أسرى حرب مصريين على يد جنود إسرائيليين خلال حرب عام 1967."
وقال كوهين في مؤتمر صحفي بالقاهرة، إن البرلمان المصري فبرك قصة الأسرى "جملة وتفصيلا"، مشيراً إلى أن الموضوع "لا صلة له بالحقيقة، ومغلوط."
وأضاف أن "بعض الراديكاليين يريدون استخدام حرية الصحافة ضد إسرائيل، بنية إلحاق الأذى، وتخريب العلاقات بين البلدين"، وفقاً لما جاء على لسان السفير الإسرائيلي بالقاهرة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد