تطورات الخارطة الجيو إرهابية في جنوب دمشق

04-04-2015

تطورات الخارطة الجيو إرهابية في جنوب دمشق

ساعات قليلة وتنهي منظمة "حماس" الإخوانية الإرهابية تنفيذ عقد مقاولتها المبرم مع قطر و الأردن بإزالة عاصمة الشتات الفلسطيني "مخيم اليرموك" (1) على أطراف دمشق بعد أن هجرّت أغلب سكانه بإعلان سيطرتها و شريكتها السابقة جبهة النصرة على المخيم بتاريخ 2012/12/18 تحت إسم مستعار لفصيلها الرسمي جنوب دمشق "أكناف بيت المقدس" تحضيراً لإقتحام دمشق كما كان مخططاً وقتها، وليصبح تعداد سكان المخيم لا يتجاوز 18 ألف ممن يتضورون جوعاً من أصل مليون نسمة أغلبهم من السوريين ما قبل هبوب سموم الحرية على الطريقة الإخوانية في سوريا.

ساعات و تحتل داعش بالتعاون مع جبهة النصرة كامل مخيم اليرموك و تنهي سيطرة حماس عليه رداً من قطر على توجهات الأخيرة بإعادة العلاقات مع السلطات السورية بعد أن كانت أول تنظيم يرفع السلاح بوجه السوريين بحسب الإرادة القطرية و ليكون شرف أول صفقة سلاح تباع في سوريا لثوار الوهابية لرجل حماس و القيادي في التنظيم أسامة حمدان مقابل مليوني دولار، ليستكمل إحتلال داعش للمخيم مابدأته حماس و يؤذن بمسح المخيم من خارطة أحياء جنوب دمشق و إنتهاء حلم تحريره وعودة سكانه إليه.

داعش لم تخلق فجأة جنوب دمشق وليست غريبة كما يصورها البعض فعناصرها ظهروا لأول مرة في بلدة يلدا المجاورة للمخيم وبعدد لا يتجاوز المئة مجرم من أبناء بلدات و أحياء جنوب دمشق (ببيلا، بيت سحم، يلدا، القدم، التضامن، مخيم اليرموك و الحجر الأسود) و قلة من الغرباء العرب بقيادة البسكليتاتي السابق أبو صياح طيارة ابن يلدا و الملقب بـ "أبو صياح فرامة" متخذاً من جامع أمهات المؤمنين في يلدا مقراً عاماً للتنظيم ليصار إلى طردهم لاحقاً في تموز العام الماضي بعد محاولة فرض زعامتهم على باقي الفصائل من زعران المنطقة و إختطاف قادتهم. قتل بعض عناصر داعش قبل أن تتدخل أبابيل حوران لفك أسر فرامة و تضمن خروجه مع رجاله إلى الحجر الأسود ليعلن سيطرته على منطقة الحجر الأسود بالكامل معلنها إمارة تحكم بشريعة قطع الرؤوس و ليستمر الإتصال بباقي الفصائل و يشتري بالمال مبايعتها للتنظيم و ينجح أخيراً بإستقطاب إخوة المنهج من جبهة النصرة التي جرى طردها من ببيلا و يلدا و بيت سحم مؤخراً و تسهل له الدخول للمخيم و تخلي له مواقعها و مقراتها الأمر الذي تسبب بهذا التطور السريع بإحتلال داعش لمخيم اليرموك و تصفية كل من لم يسلم نفسه من مقاتلي حماس "أكناف بيت المقدس" يرافقه بيانات و نداءات و إستغاثات لم تتجاوز أكثر من حشد جيش الإسلام لقواته في مناطق التماس ما بين يلدا و المخيم متوعدين جبهة النصرة في جنوب دمشق تحديداً بالقصاص كونها حليف داعش .

بإختصار لا خطر حقيقي يتهدد دمشق من توسع رقعة داعش جنوب دمشق فلا تغيير حقيقي بطبيعة الإرهاب و إنما إستبدال للرايات و المسميات لنفس المجرمين الذين حاولوا مراراً الدخول إلى العاصمة دون جدوى.

وعملياً فإن ما يحدث في مخيم اليرموك الآن يبشر بإنتهاء شهر العسل ما بين زهران علوش و جبهة النصرة و يفتح باب المواجهة التي كان يخشاها علوش على مصراعيه حتى في الغوطة الشرقية و خصوصاً بعد أن رفضت جبهة النصرة أن يشارك مقاتلو علوش في الهجوم الأخير على إدلب دون ذكر الأسباب و لكنه مؤشر واضح لما وصلت إليه الأمور ما بين خلافة الجولاني و خلافة العلوش و التي بدأت فعلاً إحدى فصولها على تويتر ما بين شرعي التنظيمين الإرهابيين.

أيام و ستكون ترجمة هذا الخلاف المعتم عليه واضحة في كامل محيط دمشق من الزبداني إلى دوما و سنشهد حرباً ما بين فصائل الإرهاب لن تبقي و لن تذر، وسكان المناطق التي يتواجد بها هذين الفصيلين هم وحدهم من سيدفع ثمن توسع فصيل على حساب الفصيل الآخر.

في النهاية و للأمانة لا يسعنا إلا أن نخاطب فلسطيني الداخل والشتات عما حصل لمخيم اليرموك :

" حماس هي من جنى عليكم يا أهل المخيمات والسوريون لم يجنوا على أحد " ..... ودعوا مخيم اليرموك فهو بات من أطلال الماضي ..



الجمل: Nicolas Zahr

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...