توجه لتمديد مهمة المراقبين وقطر تواصل تسويق «القوات»
أعلنت جامعة الدول العربية أمس أن رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية الفريق أول محمد أحمد الدابي سلم الأمين العام للجامعة نبيل العربي تقريره حول الوضع في سورية.
يأتي ذلك عشية اجتماعين لبحث مستقبل البعثة وسط توجه لتمديد مهمتها مدة شهر، في صفعة لقطر التي طالبت بإرسال قوات عربية إلى سورية، وأيضاً لما يسمى «المجلس الوطني السوري» المعلن في اسطنبول والذي ضغط على الجامعة لتحويل الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي إن العربي تسلم تقرير الدابي أمس، وتم تعميمه على الدول العربية ولمناقشته في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسورية اليوم تمهيداً لعرضه على مجلس الجامعة على المستوى الوزاري مساء اليوم نفسه.
ونقلت وكالة الأنباء العربية السورية «سانا» عن بن حلي قوله: إن «التقرير هو خلاصة عمل بعثة مراقبي الجامعة العربية في الفترة من 14 كانون الأول وحتى 18 من الشهر الجاري، مبيناً أن وزراء الخارجية العرب سيتخذون القرار المناسب في ضوء هذا التقرير وتقرير آخر سيصدره الأمين العام للجامعة العربية، معرباً عن اعتقاده أن الاتجاه هو التجديد للبعثة العربية في سورية.
وقال مساعد رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية المكلفة متابعة مهمة المراقبين علي الجاروش أول أمس «كل المؤشرات تدل على التمديد مدة شهر لبعثة المراقبين العرب في سورية إذ لم يكف الشهر الأول لأداء المهمة بسبب تخصيص جزء كبير منه للتحضيرات اللوجستية».
وأكد مسؤول آخر رفض الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية أن «عدد المراقبين قد يرفع إلى نحو 300»، أي تقريباً ضعف عددهم الحالي»، وأضاف إن «العديد من الدول العربية رفضت فكرة إرسال قوات عربية إلى سورية» وهو اقتراح طرحه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. كما أعلنت دمشق رفضها كذلك.
ولم تتلق الأمانة العامة للجامعة العربية أي طلب رسمي بإدراج الاقتراح القطري في جدول أعمال الاجتماعين الوزاريين.
وكشف مصدر دبلوماسي عربي واسع الاطلاع لـصحيفة الأهرام المصرية أمس أن الدول الكبرى لا ترغب في المشاركة في التدخل العسكري في سورية أو حتى دفع مجلس الأمن إلى إقرار مشروعية التدخل العسكري علي غرار النموذج الليبي وذلك استناداً إلى ما يمكن أن يعكسه هذا التدخل من تأثيرات سلبية على إسرائيل حيث يمكن أن يوفر ذريعة لشن هجوم عليها سواء من داخل سورية أو من قبل منظمات متحالفة معها مثل حزب اللـه في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة فضلا عن إمكانية دخول إيران علي خط المواجهة سواء للقوات الدولية أو شن الهجوم على إسرائيل، على حد تعبيره. وأكد المصدر أن البديل الذي سيتم التركيز عليه في الاجتماعين الوزاريين العربيين القادمين هو تفعيل المبادرة العربية بعيداً عن اخترال الأزمة السورية في بعثة مراقبي الجامعة العربية والحرص علي الإطار العربي لإيجاد حلول سياسية.
وفي القاهرة، التقى العربي وفداً من مجلس اسطنبول المعارض برئاسة برهان غليون، الذي زعم أن «الظروف التي رافقت عمل بعثة المراقبين لا تؤهلها لتقدم تقريرا موضوعيا» عن الوضع في سورية.
وأبلغ غليون الصحفيين بعد الاجتماع أنه قال: «للأمين العام أنه إذا جاء التقرير غير موضوعي فإن المجلس الوطني السوري سوف يرفضه شكلاً ومضموناً».
بدورها قالت المتحدثة باسم المجلس بسمة قضماني: «طلبنا من الأمين العام للجامعة العربية بنقل الملف السوري من الجامعة العربية للأمم المتحدة لأننا نرى أن الجامعة العربية عندما تحيل الملف للأمم المتحدة ومجلس الأمن سيكون الوضع مختلفاً»، بحسب وكالة رويترز.
وعندما سئلت بشأن المعارضة الصينية والروسية لأي تدخل لمجلس الأمن قالت قضماني: «عندما تنقل الجامعة الملف للأمم المتحدة ويتأكد العالم من عدم تعاون النظام السوري مع الجامعة العربية ستضطر كل الدول لاتخاذ مواقف جديدة».
كما أجرى العربي مشاورات منفردة أمس مع وزيري خارجية تونس رفيق عبد السلام والجزائر مراد مدلسي كلاً على حدة بمقر الجامعة العربية، تركزت على التحضيرات الخاصة بانعقاد الاجتماعين العربيين حول سورية، وتناول اللقاءان الرؤى العربية المطروحة حالياً للتعامل مع تطورات الأوضاع في سورية على ضوء ما رصده تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب.
وناقش العربي عدداً من الخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع الأزمة السورية بما يضمن تعزيز فرق المراقبين العرب والدفع باتجاه الضغط على الحكومة السورية لاستكمال تنفيذ البنود الرئيسية في البرتوكول الموقع مع الجامعة العربية بالإضافة إلى خطة العمل العربية.
ولم يدل الوزيران بأي تصريحات للصحفيين عقب لقائهما الأمين العام للجامعة العربية تجنبا لاستباق ما ستسفر عنه اجتماعات اللجنة الوزارية ووزراء الخارجية العرب بحسب مصادر دبلوماسية داخل الجامعة العربية.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد