جدول أعمال منظمة الصحة العالمية في سوريا
تقوم منظمة الصحة العالمية بجهود مميزة في سورية من خلال البرامج الصحية والاجتماعية التي تنفذها بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات الحكومية والأهلية والخاصة الأخرى..
وقد تجلى هذا التعاون بأفضل صورة عندما أعلن فريق المنظمة بعد جولة قام بها في معظم المحافظات ان سورية خالية تماماً من أية اصابة بشرية أو حيوانية بانفلونزا الطيور.. في الوقت الذي كنا نسمع فيه من وسائل الاعلام عن قيام دول الجوار بإحراق آلاف الطيور يومياً عندما تظهر حالة على أرضيها..
وطبعاً هذا العمل والتعاون القائم ما كان ليتم بهذا الشكل لولا الاندفاع القوي الذي يبديه الدكتور فؤاد مجلد ممثل المنظمة في سورية.. حول هذا التعاون والبرامج المنفذة ورحلة المهندس سليمان معصراني أجرينا مع د. مجلد الحوار الآتي:
الوضع مستقر
ہ كيف تقوم منظمة الصحة العالمية الواقع الصحي في سورية؟..
ہہ الواقع الصحي في سورية مطمئن الى حد ما، ولكن المنظمة وجميع الجهات الدولية العاملة في القطاع الخاص دائماً ترغب في الكثير لان هدفنا الوصول الى مجتمع صحي قوي يعطي الفرصة للمستقبل..
فمثلاً على مستوى الأمراض السرطانية فإن الوضع مستقر وبالعمل مع وزارة الصحة يرتقي المستوى الى درجة أعلى..
صحيح ان هناك بعض المشاكل تواجهنا كمنظمة في هذا المجال لكن بالعمل مع وزارة الصحة يمكن حلها..
وإن حملات التلقيح التي قامت بها سورية جيدة جداً وتعتبر الأفضل بالنسبة للدول المجاورة حيث تخطينا المستويات العالمية..
إلا أن وزارة الصحة تحتاج لدعم في البرامج الصحية ومن ضمنها برنامج طب الأسرة وبعض التخصصات الطبية وأيضاً الاستمرارية في الاهتمام ببرامج الرعاية الصحية الأولية.
لا حياة لمن تنادي
ہ لكن هناك مرض «اللايشمانيا» اكتسح سورية من شمالها الى جنوبها.. أين دور المنظمة في الحد منه؟..
ہہ نعم.. من المشاكل الصحية التي تعرضنا لها هي «اللايشمانيا» لكن نحن حذرنا وزير الصحة السابق عندما كان المرض على أبواب حلب من جهة باب الهوى لكن السيد الوزير كان يقول: ان عدد الاصابات فقط ألفا حالة في حين الأخبار تشير الى ان عدد الحالات بحدود /100/ ألف حالة.. هنا زاد الوزير وقال: ان عدد الحالات هي فقط /24/ ألف حالة بينما الخبر العاجل قال: إن عدد الإصابات تجاوز الـ 250 ألف حالة!!..
وحول السبب الرئيس لانتشار مرض اللايشمانيا بهذه السرعة قال د. مجلد: السبب هوالنفايات والصرف الصحي المكشوف وعدم الاهتمام بجمع القمامة من بين البيوت.. هذه العوامل تشكل بيئة خصبة لانتشار اللايشمانيا..
مشغوذون تحت يافطة الطب البديل
ہ في الفترة الأخيرة انتشرت ظاهرة الطب البديل ما مدى دعم المنظمة لهذا النوع من العلاج؟..
ہہ المنظمة لا تمانع هذا النوع من الطب في حال وجود ضوابط علمية له تتوافق مع احتياجات جسم الانسان..
ولكن ما يحصل ان هناك اختراقات تتم في هذا المجال من قبل المشغوذين وبعض الأشخاص الذين يجهلون التكوينات الخاصة بالمواد العشبية المستخدمة في العلاج.. لافتاً الى ان بعض الدول قد اتجهت لوضع آليات للطب البديل ويجب ان نرى هذا الأمر يتم في سورية حيث ان هناك جهات تعليمية افتتحت كليات خاصة لتعليم الطب البديل..
برنامج الطفل السكري
ہ وماذا عن برنامجكم الخاص بالأطفال المصابين بالسكري؟..
ہہ هناك برنامج كبير يقام في سورية كل عام يتجلى بإقامة مخيم يضم /60/ طفلاً سكرياً تتراوح أعمارهم ما بين /6 ـ 11/ سنة..
وقد حضرت مخيمين اقيما في طرطوس والرقة واتمنى ان تقدم المنظمة ووزارة الصحة الدعم اللازم لاقامة مخيم إقليمي للأطفال المصابين بالسكرى يضم حوالي /60/ طفلاً من جميع دول الأقليم ويسمى «مخيم سورية السكرى الإقليمي»..
أرقام مخيفة
ہ هل السوريون شعب مدخن من الصنف الأول أم لا؟..
ہہ سورية إحدى الدول النشيطة والتي تبذل جهوداً كبيرة للحد من انتشار التدخين ولكن المنظمة ترى ان هناك أرقاماً مخيفة بين الأطفال والنساء وهذا يتطلب تفاعلاً أكبر مع البرنامج الوطني الخاص بالتبغ من قبل جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية، خاصة اننا نعلم ان سورية من الدول السباقة التي منعت الاعلان عن أصناف التبغ في وسائل الاعلام /المرئية و المسموعة والمكتوبة/ وذلك بناء على المرسوم الذي أصدره السيد الرئيس الراحل حافظ الأسد وما صدر لاحقاً من قرارات تمنع التدخين في الأماكن العامة ووسائل النقل الجماعية والمشافي والمؤسسات والشركات العامة..
الايدز يغزو الشرق الأوسط
ہ نعلم ان المنظمة تشارك في توعية المواطنين بطرق الوقاية من مرض الايدز لكن ما هي طرق ومجالات عملكم؟..
ہہ فيما يخص مرض الايدز هناك العديد من البرامج التثقيفية التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية لإعطاء المعلومات الجيدة حيث تعتبر الايدز أحد الأهداف الثمانية التي تصبو منظمة الأمم المتحدة للقضاء عليها في العام /2015/ لأن إقليم الشرق الأوسط أصبح ثاني دول العالم في النمو لهذا المرض.. لذلك علينا ان نتفاعل مع الأرقام المخيفة الموجودة وان نكون واقعيين بالنسبة لمرض الايدز..
لا للشلل.. لا للإعاقة
ہ ما الرسالة التي تريد المنظمة توجيهها الى جمهور المعوقين من خلال رعايتها لرحلة المهندس سليمان المعصراني؟..
ہہ الرحالة سليمان هو أحد المصابين بشلل الأطفال وشفي منه.. لكن وجود بعض آثار الإعاقة على الجهة اليسرى من وجهه جعلته يتبنى أفكار الإعاقة الخاصة بالأطفال والكبار.. هذه الفكرة تبلورت في سورية وتم تبنيها من قبل دول الجوار..
ومنظمة الصحة العالمية تبنت هذه الفكرة ورعت رحلتي المهندس معصراني الأولى الى دول الخليج والثانية الى ايران واللتين تمتا تحت شعار «لاللشلل ولا للإعاقة» وقطع فيهما مسافة تتجاوز عشرة كيلو مترات والمنظمة مستمرة في دعم معصراني وغيره ممن لديهم الأفكار النيرة خاصة اننا نتوقع ان يأخذ معصراني موقعاً كبيراً بالنسبة لتمثيل سورية والمنظمة في المحافل الدولية حيث وردنا العديد من الطلبات من بعض المنظمات الخيرية والأهلية التي تطالب بانضمام معصراني اليها ولكن ما نتمناه ان يلقى الدعم الكامل من قبل المسؤولين والحكومة لأنه يقوم بعمله من أجل سورية والصحة والشلل فقط.. وقد حذرناه منذ البداية من استخدام الأسلوب المادي في الموضوع..
ہ إذا لم يكن هدف معصراني جمع المال فما هي الرسالة التي جسدها على أرض الواقع؟..
ہہ الرسالة التي قدمها هي لا للشلل ولا للإعاقة والمنظمة تقول: رغم ان هناك بعض المشاكل الصحية التي تؤدي الى الإعاقة فإن الشخص الذي يحمل هذه الإعاقة يجب ان لا يكون منبوذاً من المجتمع..
والرحالة معصراني ادى هذه الرسالة الانسانية السامية والتي هدفها بث الأمل في نفوس المعوقين وضرورة ان يتحلوا بالصبر من أجل الوصول الى تحقيق أهدافهم في الحياة كجزء من المجتمع..
وأشار الى ان هناك قافلة توعية للحد من انتشار الايدز سوف تشترك فيها /25/ دولة عربية وأجنبية ويكون المهندس معصراني القائد الخاص لها وهي خير تهنئة نرفعها للسفير السوري معصراني في مجال التعاون القائم بين المنظمة العالمية والحكومة السورية والشعب السوري..
ثنائيات التعاون
ہ ماهي مجالات هذا التعاون القائم؟..
ہہ لديناً /44/ برنامجاً تسمى الثنائية للتعاون للسنتين القادمتين وقعت على شكل اتفاقية بين المنظمة والحكومة السورية وبعض الجهات الأخرى كالجامعات..
ونظراً الى تنوع البرامج الصحية التي تغطي منظومة واسعة تمتد من النظام الصحي الى بيئة الأمراض نفسها جرى تقسيم ثنائية التعاون الى أحد عشر قطاعاً بحيث يندرج تحت كل قطاع من هذه القطاعات عدد من البرامج الفرعية منها: برامج الأمراض المراقبة وغير المراقبة، برامج خاصة بجودة المستشفيات والأدوية وأخرى خاصة بالايدز وصحة الأمومة والطفل..
إضافة الى إقامة العديد من الدورات التي يحاضر فيها مستشارون تم جلبهم من دول مختلفة من أجل رفع مستوى التمريض وطب الأسرة والرعاية الصحية الأولية.. وفيما يتعلق بالضمان الصحي فنحن وفي ضوء العلاقة مع وزارة الصحة نعمل لوضع تشريعات خاصة بالضمان الصحي.
وأوضح ان هناك اتفاقية مع المنظمة الدولية الداعمة وألمانيا لرفع مستوى جودة مصانع الأدوية في سورية وأيضاً هناك اتفاقية أخرى على وشك التوقيع مع المنظمة والحكومة الاسبانية لرفع مستوى التمريض في سورية سوف تشترك فيها بعض الجامعات الدولية والمكتب الاقليمي للمنظمة في القاهرة مع وزارتي الصحة والتعليم العالي في سورية..
طارق الحسنية
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد