حاملات وسفن وطائرات ووحدات برمائية أمريكية باتجاه الخليج الآن
الجمل: ظلت جماعة المحافظين الجدد تخطط لفترة طويلة من أجل تطبيق وإنفاذ ما أطلق عليه اليهودي الأمريكي ايليوت إبراهام تسمية السياسة الخارجية الريغانية الجديدة وهي سياسة تقوم على توجيه الضربات العسكرية والتي قام بتطويرها عراب جماعة المحافظين الجدد اليهودي بول وولفوفتز وريتشارد بيرل وغيرهم في اتجاه ما أطلقت عليه تسمية استراتيجيه توجيه الضربة الاستباقية من أجل حماية المصالح الحيوية الأمريكية من خطر الإرهاب.
تم تحديد المسرح المبدئي للحرب الأمريكية ضد الإرهاب بحيث يشمل أربعة مسارح فرعية تتكون من:
- المنطقة الفرعية الأولى: الجزيرة العربية.
- المنطقة الفرعية الثانية: العراق.
- المنطقة الفرعية الثالثة: إيران.
- المنطقة الفرعية الرابعة: أفغانستان.
بالنسبة للمنطقة الأولى (الجزيرة العربية) أصبحت كل المعطيات الأولية تؤكد بأن أمريكا قد استطاعت السيطرة على كامل منقطة الجزيرة العربية دون خوض مواجهة عسكرية وذلك بسبب شبكة القواعد العسكرية الأمريكية التي سمحت حكومات دول هذه المنطقة لأمريكا ببنائها وذلك على النحو الذي أدى لانقلاب توازن القوى العسكرية بحيث أصبحت القوات الأجنبية – الأمريكية- الموجودة تتفوق استراتيجياً كقوة مستوطنة على القوات المسلحة الوطنية ومن ثم فقد أصبح القرار الوطني السيادي المستقل في هذه البلدان حلماً مستحيلاً في ظل هذا الوجود العسكري الأمريكي المتفوق.
بالنسبة للمنطقة الثانية (العراق): استطاعت الإدارة الأمريكية بفضل مساعدة ومساندة الحكومات الخليجية وأيضاً مساعدة المعارضة العراقية بما في ذلك الميلشيات الكردية أن تقوم بعملية غزو واحتلال كامل التراب الوطني العراقي وذلك على النحو الذي وضع كامل العراق تحت الاحتلال الأمريكي والذي اعترفت به الأمم المتحدة وبقية دول العالم على أساس اعتبارات الأمر الواقع..
بالنسبة للمنطقة الثالثة (إيران) وهي منطقة شديدة الأهمية للمخطط الأمريكي وذلك لان عدم السيطرة على إيران يؤدي إلى جعل قوام السيطرة والهيمنة الأمريكية مقطع الأوصال باعتبار أن إيران تمثل الجسد الجيوبوليتيكي الذي يربط عدد من الدوائر الفرعية دون الأقليمية وذلك لانها سوف تمثل نقطة المركز في الدائرة التي تضم الجزيرة العربية والعراق وشرق المتوسط وحوض بحر قزوين وأفغانستان والهند.. وعلى خلفية ما نصت عليه كل الاطروحات النظرية في السيطرة الإستراتيجية (نظريات ماهان، ماكبندر، وغيرهم) فإن من يسيطر على هذه الدوائر يسيطر بالضرورة على العالم..
المنطقة الرابعة (أفغانستان): وقد بدأت أمريكا أول تحركات حربها ضد الإرهاب من هذه المنطقة وقد استطاعت بنجاح احتلال أفغانستان وتشكيل حكومة أفغانية موالية إضافة إلى توريط معظم حلفاءها في القيام بحرب وكالة دفاعاً عن المصالح الأمريكية في أفغانستان.
بعد اكتمال عملية غزو واحتلال المنطقة الفرعية الثانية (العراق) والمنطقة الفرعية الرابعة (أفغانستان) عن طريق القوة العسكرية ووقوع المنطقة الفرعية الأولى (الجزيرة العربية) دون استخدام القوة العسكرية بسبب إذعان حكوماتها للإدارة الأمريكية أصبح الموقف الذي تواجهه الإدارة الأمريكية يتمثل في الآتي:
• تنامي وتزايد المقاومة المسلحة للاحتلال الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان وذلك على النحو الذي ترتبت عليه الكثير من الخسائر المالية والبشرية وحالياً أصبح الموقف يبشر وينذر بأن أرقام الخسائر الأمريكية في طريقها إلى أن تصبح أرقاماً فلكية تتجاوز مكوناتها التسعة أصفار.
• عدم السيطرة على إيران معناه أن الوجود الأمريكي في هذه المنطقة فاقداً للمعنى خاصة وأن إيران أصبحت تمثل المؤشر الرئيسي الذي يحدد بشكل حام مسار مؤشر الهيمنة الأمريكية: التقدم أم التراجع.
إزاء كل هذه الحقائق أصبحت الإدارة الأمريكية أمام خيارين:
الانسحاب من العراق وأفغانستان وهذا معناه خسارة النفقات المالية وسقوط ايدولودجية الحرب ضد الإرهاب.
إضافة إلى تراجع مؤشر الهيمنة الأمريكية والانكسار النهائي لنظام القطبية الواحدة الذي تحاول أمريكا فرضه كأمر واقع على بنيان النظام الدولي المعاصر.
الهروب إلى الأمام وذلك بتصعيد النزاع وتوسيع دائرة الحرب وقد فشلت المحاولة الأولى التي بدأتها إسرائيل في شهر أغسطس الماضي بمحاولة غزو لبنان واستدراج سورية وإيران لدائرة الحرب والصراع ولكن فشلت المحاولة بسبب وعي سورية وإيران بالمخطط الإسرائيلي وتصدي مقاتلي حزب الله للقوات الإسرائيلية وإنزالهم هزيمة ميدانية بالجيش الإسرائيلي..
الآن تقول المعطيات الميدانية الآتي:
• برغم انتهاء المناورات العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج العربي فإن عملية حشد القوات الأمريكية في المنطقة المحيطة بإيران في تزايد مستمر وفي هذا الصدد اشار ميشيل خوسودوفسكي إلى الآتي:
1- بالنسبة للسفن الحربية:
عدد سفن القتال الكلي المطلوب نشرها في منطقة الخليج يبلغ 280 سفينة حربية منها 37% منها موجودة في المنطقة (حوالي 104 سفينة) وحالياً هناك 133 (تمثل 74) سفينة تم تحريكها من الموانئ والقواعد العسكرية الأمريكية باتجاه منطقة الخليج وبالتالي يكون النقص فقط في حدود 02%.
2- بالنسبة لغواصات الهجوم:
هناك 22 غواصة في طريقها حالياً إلى منطقة الخليج (تمثل 40%) من العدد الكلي المطلوب أما الغواصات الموجودة في منطقة الخليج حالياً فهو 11 غواصة (بنسبة 20%) ومن ثم يكون النقص في عدد الغواصات المطلوب حوالي 04%.
تشير المعلومات أيضاً إلى أن ابرز حاملات الطائرات المتحركة حالياً باتجاه الخليج وبحر العرب تتمثل في الآتي:
الحاملة كيني هاوك تحركت من منطقة تمركزها ببحر الفيلبين، الحاملة إنتربرايس على وشك أن تصبح ضمن منطقة تمركزها في مياه الخليج، الحاملة ينميتش وتحركت باتجاه الجليج من منطقة تمركزها في المحيط الباسيفيكي، الحاملة دوايت دي ايزنهاور وتحركت من منطقة تمركزها في البحر الأبيض المتوسط ومرت عن طريق قناة السويس واجتازت البحر الأحمر وأصبحت حالياً على مشارف الخليج العربي، الحاملة رونالد ريغان وتحركت من المحيط الباسيفيكي باتجاه منطقة الخليج.
بالنسبة لمجموعات الهجوم وتوجيه الضربات، فقد تم حشدها على النحو الآتي:
• مجموعة أيوو جيما:
وتتمركز في مياه الخليج وتتكون من ثلاث سفن حربية، هي: أيووجيما، ناشفيل، ويدبي.
• مجموعة بوكسر:
وتتمركز في مياه المحيط الهندي، وتتكون من ثلاث سفن حربية هي: بوكسر ، دوبيوك، كومستوك.
• مجموعة إيسيكس: وتتكون من ثلاث سفن حربية، هي: إيسيكس، جونووه، هارير فيري.
بالنسبة للوحدات البرمائية، نجد حالياً السفن الآتية:
• وحدات تحركت من المحيط الباسفيكي وفي طريقها إلى مياه الخليج وبحر العرب وهي: تاروا، كليفلاند، بيرل هاربور.
• وحدات تحركت من المحيط الاطلنطي وفي طريقها إلى مياه الخليج وبحر العربي وهي: كبارسارجي، شريفبورت، سان انطونيو، اشلاند.
وهناك وحدات إضافية تتمثل في سايبان الموجودة على مياه الخليج بالاساس إضافة إلى واسب المتحركة والتي قامت بانهاء وقطع زيارتها لميناء كوبنهاجن الدانماركي وتحركت إلى منطقة الخليج تنفيذا للمعلومات الصادرة.
أما بالنسبة للطائرات، فحالياً قامت وزارة الدفاع الأمريكية بتخصيص 4 آلاف طائرة تم وضعها جميعاً تحت الخدمة الميدانية الفعلية تتضمن المقاتلات والقاذفات الإستراتيجية بعيدة المدى.
وأخيراً نقول تشير المعطيات إلى أن هناك بعض الاتهامات التي بدأت تظهر وتبرز حول قيام روسيا بدور مزدوج في إدارة الأزمة الأمريكية فهناك رأي نشرته صحيفة آسيا تايمز يقول بان الدور الروسي أصبح يتسم بالثنائية فهي تدعم إيران عن طريقة معارضة وعرقلة العقوبات وبرغم ذلك يقال بإنها قدمت وعداً بالصمت في حال قيام أمريكا أو أحد حلفاءها بمهاجمة إيران.
كذلك بالنسبة للسؤال القائل من هو الطرف الذي سوف يقوم بتوجيه الضربة ضد إيران تقول التكهنات الحالية بأن إسرائيل هي التي سوف تقوم بمهاجمة إيران أما الحشد الأمريكي العسكري فمهمته ردع إيران بعدم الرد على الضربة الإسرائيلية بشكل أساسي وإذا حاولت إيران القيام بتوجيه ضربة انتقامية فإن القوة العسكرية الأمريكية التي يتم حشدها سوف يتم استخدامها من أجل حسم المعركة بشكل نهائي ضد إيران...
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد