دبلوماسي أوروبي: المنطقة الى تقسيم والأنظمة الى زوال؟

14-07-2011

دبلوماسي أوروبي: المنطقة الى تقسيم والأنظمة الى زوال؟

في وقت يشتد فيه الكباش بين الولايات المتحدة وفرنسا من جهة، وسوريا من جهة ثانية، يكشف دبلوماسي غربي عن نية واشنطن بالانتقال الى المرحلة الثانية من مشروع الشرق الاوسط الجديد القائم على تقسيم المنطقة العربية برمتها. كما يعرب عن اعتقاده بان المواقف الاخيرة لبعض الدول على غرار الموقف الفرنسي تثبت ان الامور لا تسير في الاتجاه الصحيح، خصوصا ان تضارب المصالح الاميركية – الاوروبية بدأ يتنامى في ظل التقاطعات المفصلية التي تتحكم بمسار الاحداث وتداعياتها.
وينقل الدبلوماسي عن خارجية بلاده ان واشنطن لم تصنع الحدث ولا الثورات في بعض الدول العربية، انما هي ركبت الموجة، خصوصا ان مشروعها الاساسي يقوم على تقسيم المنطقة العربية عموما والدول النفطية خصوصا، وهو يبدأ من السودان وينتهي في لبنان مرورا بسوريا والخليج العربي، وليس على الانظمة الديمقراطية التي يمكن ان تؤجج الصراع العربي – الاسرائيلي، لاسيما في حال نجاح الثورات العربية التي ترتكز بمكوناتها الاساسية على الحركات الاسلامية على غرار الاخوان المسلمين في مصر وسوريا او تنظيم القاعدة والقبائل في اليمن وبعض المناطق العراقية.
وفي هذا السياق يعرب عن اعتقاده بان ليبيا دخلت مسار تقسيمي حقيقي. ففي حين عجز المجتمع الغربي الذي شارك في العمليات العسكرية ضد الزعيم الليبي معمر القذافي عن ايجاد البدائل المقبولة. سارعت بعض الدول الاوروبية الى الاعتراف بالثورة من دون ان تسحب اعترافها بالرئيس القذافي، بل على العكس فانها سارعت الى تبني نظرية الاتصال الدبلوماسي ببعض مكونات حكمه على امل ايجاد تسويات تساعد على اقتسام النفط بعد ان كادت القارة العجوز تخرج من المعادلة لمصلحة واشنطن. وبالتالي فان المشهد الراهن يوحي بان الحلول المفروضة على ليبيا لحل نزاعاتها تقتصر على رسم خريطة جعرافية قائمة على دولة ضعيفة تحتاج الى حماية دائمة، واخرى نفطية مشرذمة الولاءات.
والصورة لن تختلف كثيرا بحسب الدبلوماسي في اليمن حيث لم تستقر الاحداث على حسم مفترض، بل على مشروع قبائل ودويلات تتصارع في ما بينها وتتقاسم العداء مع تنظيم القاعدة الذي يشكل الهدف الاول والاكبر للواشنطن، اما الخليج العربي فمن المقدر ان يكون الهدف الاكبر باعتباره الخزان النفطي العالمي والاستراتيجي في الوقت عينه.
اما سوريا ووفق الدبلوماسي فان هدف واشنطن يكمن في تقسيمها الى دويلات واحدة درزية متاخمة لاسرائيل، وثانية علوية تكرس حكم الاقليات في المنطقة وثالثة دولة اسلامية بعيدة عن الحدود مع اسرائيل بينما تتقاسمه مع تركيا. غير ان التطورات لا توحي كثيرا بنجاح المشروع الاميركي اقله في المدى المنظور، خصوصا ان مكونات النجاح لم تكن مكتملة قبل بدء الربيع العربي، فغياب البدائل المفترضة دفع بالامور الى مزيد من التعقيدات التي سمحت لبعض الانظمة باعادة حساباتها على غرار النظام السوري الذي يبدو انه على طريق النجاح في امتصاص النقمة والثورة في آن واحد، وذلك من خلال تعاطيه مع الشأنين الاصلاحي والامني بالتوازي. النظام الملكي في السعودية الذي بدأ بفتح قنوات دبلوماسية مع ايران من شأنها ان تكرس الموقف السوري في حال تمكنت ايران من طمأنة المملكة بالنسبة لدورها في العراق والعالم الاسلامي.

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة اللالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...