دعوة أمريكية لمساعدة إسرائيل في صنع السلام مع سورية

03-12-2007

دعوة أمريكية لمساعدة إسرائيل في صنع السلام مع سورية

الجمل:   نشرت صحيفة «آنتي وار» الإلكترونية الأمريكية نقلاً عن موقع «ذا مورنينغ كول» الإلكتروني الأمريكي مقالاً من إعداد الكاتب الأمريكي ليون هادار، حمل عنوان "على الولايات المتحدة أن تساعد إسرائيل في صنع السلام مع سوريا".
يقول المقال:
لدى علماء وخبراء واشنطن أسلوب غريب في السخرية والاستهزاء بخطط إدارة بوش ذات الطموح الفخم إزاء توجهات "إعادة" صنع العراق، بينما في الوقت نفسه تسعى من أجل تنفيذ مخططات تهدف إلى تحقيق السلام في "الأرض المقدسة".
في الوقت الذي تقوم فيه العديد من الأطراف المهتمة الشرق أوسطية بحث الولايات المتحدة من أجل انتهاج أسلوب واقعي حذر إزاء تحقيق التسوية الإثنية والدينية في بلاد ما بين النهرين، فإن نفس هؤلاء السياسيين "الواقعيين" "يولدون" مرة أخرى في شكل سياسيين "مثاليين" يشددون بإلحاح على ضرورة أن يقوم الزعماء والقادة الأمريكيين بتقديم المساعدة في حل الصراع بين العرب واليهود.
وحالياً في العراق فقد ظلوا يقاتلون بمختلف الوسائل منذ وقوع الغزو البريطاني في الحرب العالمية الأولى. وحالياً، هل يا ترى يحتاج الأمريكيون إلى إظهار بعض الإيمان والورع من أجل دفع وتحريك عملية السلام إلى الأمام، وتوصيلها إلى أنابوليس وما بعد أنابوليس؟
إن الإيمان والاعتقاد بقدرة أمريكا على قيادة العرب والإسرائيليين باتجاه أرض السلام الموعودة هو أمر يقوم على واقعة تاريخية محددة هي: اتفاقية السلام التي تم توقيعها عام 1979م بين مصر وإسرائيل والتي تم إنجازها في كامب ديفيد عن طريق جهود الوساطة المكثفة التي قام بها الرئيس الأمريكي جيمي كارتر. ومنذ ذلك الحين فإن أجيالاً من الخبراء والمسؤولين الأمريكيين ما زالت تحاول ترقية الإرث التي خلفها دور الرئيس كارتر الوظيفي كـ"صانع للسلام" وصاحب فانتازيا «كامب ديفيد»، والتي حاول بعده آخرون بإقامة فانتازيا «كامب ديفيد – 2»
وبصرف النظر عن التزام وتعهد الرئيس كارتر، النجاح في تحقيق السلام المصري – الإسرائيلي، فإن الرئيس كارتر لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتباره "صانعاً للسلام". فكارتر ومعاونوه، ساعدوا على تسهيل الاتفاق الذي أنهى 30 عاماً من الحرب بين المصريين والإسرائيليين وعكس توازن القوى الإقليمي القائم، وما كان ينظر إليه الطرفان باعتباره معبراً عن مصالحهم الوطنية.
وفي الحقيقة، فقد اتفق الزعيمان المصري والإسرائيلي على اللقاء في كامب ديفيد وذلك فقط بعد أن قام مسؤولون من الجانبين بالاتفاق على الصيغة الدبلوماسية التي يمكن استخدامها كأساس للمفاوضات: أن تقوم إسرائيل بإعادة كل سيناء المحتلة إلى مصر مقابل اعتراف المصريين بإسرائيل وما كان يرغب المصريون والإسرائيليون في كامب ديفيد هو الالتزامات الأمنية الأمريكية والمساعدات الاقتصادية الأمريكية مقابل توقيع اتفاقية السلام التي تم الاتفاق مقدماً على قبول خطوطها العريضة.
«كامب ديفيد – 2» في عام 2000م التي سعى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إليها انتهت بدون أن تنجح مهارات كلينتون الدبلوماسية في صنع السلام وذلك لأن كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين كان قد توصل إلى أن تقديم التنازلات والتضحيات المؤلمة حول المسائل الجوهرية ومصالح الوجود الوطني –تقسيم مواقع القدس، حق عودة اللاجئين العرب، مصير المستوطنات الإسرائيلية- سوف لن تكون أمراً مفيداًَ بالنسبة إليهم، وقد حسب كل طرف أن استخدام العنف قد ينتهي بإجبار الطرف الآخر المخاصم له على التنازل والقبول بمطالبه.
تزايدت القناعات في عام 2000م على النحو الذي أدى إلى تزايد التوقعات بأن الأمريكيين يستطيعون صنع السلام في الشرق الأوسط، وأن فشل كلينتون قد أدى إلى زيادة مشاعر العداء لأمريكا في أوساط العرب والمسلمين –والتي تزايدت بعد التاسع من أيلول- ومن ثم بدأ معسكر السلام يفقد الدعم والتأييد في داخل إسرائيل.
وانطلاقاً من ذلك المنظور فقد بدا أن الرئيس جورج دبليو بوش ومعاونوه قد تعلموا واستفادوا من دروس كامب ديفيد الأولى والثانية، عندما قرروا بأنهم يحتاجون إلى توقعات منخفضة السقف في أنابوليس هذه المرة. ومن ثم فقد كان تشديدهم على أن ينحصر دور الأمريكيين على القيام بدور الوسطاء والمسهلين لإنجاز اتفاقية السلام المحتملة والتي يمكن إنجازها والتوصل إليها حصراً إذا توصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى إدراك أن تكاليف الاستمرار في الحرب والصراع سوف تكون عالية جداً وبأنه يتوجب عليهم تقديم التنازلات وموضوع اللاجئين والمستوطنات الإسرائيلية.
وحالياً، فإن من ينظر بواقعية يمكن أن لا يرى إشارة تفيد بأن الإسرائيليين والفلسطينيين قد وصلوا إلى هذه المرحلة وإنه لا يوجد القدر الكافي من الدبلوماسية الأمريكية القادر على دفع الأطراف لإنجاز ذلك. ومن الممكن لمن هو واقعي أن يكتشف أن هناك بعض الفرص التي يمكن أن تؤدي للاتفاق بين إسرائيل وسوريا –وبقدر كبير على خط صيغة "الأرض مقابل السلام" وهي الصيغة التي سبق أن تم تطبيقها على كامب ديفيد الأصلية- إذا توصل الطرفان بأن في مصلحتهما التوصل إلى ذلك وكما في حالة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فإن الولايات المتحدة لا يمكن أن تجعل ذلك يحدث وإنما بالأحرى يمكنها تقديم مجرد المساعدة على ذلك.
(انتهى مقال ليون هادار)

عموماً، نشير إلى أن ليون هادار هو باحث في شؤون السياسة الخارجية ويعمل بمعهد «كاتو»، وسبق أن عمل مسؤولاً عن مكتب الأمم المتحدة في القدس، وحالياً يهتم بتوجيه الانتقادات لجماعة المحافظين الجدد وإدارة بوش، ويكشف انتمائه لمعهد «كاتو» عن انتمائه لجناح المحافظين التقليديين في الحزب الجمهوري الأمريكي والمعارضين لجماعة المحافظين الجدد بقيادة بوش وديك تشيني على هذا الحزب.
اعتقادات هادار بأن على الإدارة الأمريكية أن تمضي قدماً من أجل دعم سوريا وإسرائيل للتوصل إلى اتفاقية سلام وفقاً لمبدأ "الأرض مقابل السلام" يمثل في حد ذاته اعتقاداً واقعياً ولكنه يختلف تماماً عن اعتقادات إدارة بوش "المثالية" والتي تتصرف إزاء سوريا على غرار ما ورد في حديث رئيس الوزراء البريطاني الساخر ونستون تشرشل الذي علق قائلاً بأن الأمريكيين يعرفون ويدركون تماماً ما هو الخيار الصحيح وما هي الخيارات الخاطئة، ولكنهم لا يلجأون عادةً إلى الخيار الصحيح إلا بعد أن يكونوا قد جربوا كل الخيارات الخاطئة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...