دمشق: مكافحة الإرهاب أمر حاسم لنجاح أي حل وسوريا ليست قلقة من تدريب الغرب لمعارضين
أبرزت القنوات الرسمية السورية الإعلان عن موعد لمؤتمر «جنيف 2» بعد شهرين، ولكن من دون تعليق رسمي مباشر، فيما بدأ وفدان من المعارضة الداخلية والخارجية التدرّب على تقنيات التفاوض في مقرين منفصلين في ألمانيا وسويسرا، برعاية وزارتي خارجية البلدين.
وتصدر الإعلان عن موعد «جنيف 2» نشرة الأخبار الرسمية على التلفزيون السوري، ولكن من دون أي تعليق رسمي مباشر على الموعد الرسمي الأول للمؤتمر، وإن تبع الخبر آخر، عن رسالتين متطابقتين للخارجية السورية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، تعتبر فيهما أن «مكافحة الإرهاب الذي يستهدف المواطنين السوريين، هي أمر حاسم لنجاح أي حل سلمي للأزمة في سوريا، ولإعطاء العملية السياسية مصداقية في أعين الشعب السوري».
ورغم أن الرسالة بعثت قبل تأكيد الموعد المعلن، إلا أنه بات معروفاً أن كلاً من دمشق وموسكو وطهران يرغبون بإعلان صريح في المؤتمر، وإن أمكن قبله، «لتحالف دولي ضد الإرهاب»، وهو ما يبدو بعيداً حتى اللحظة. ورغم ذلك اتفقت موسكو مع دمشق على أن تبدي الأخيرة تجاوباً دائماً مع فكرة انعقاد المؤتمر «من دون شروط مسبقة» وفي أي موعد مقترح.
وتشارك سوريا، التي أعلمت الخارجية الروسية والدول الأخرى المعنية، بوفد سياسي وتقني يترأسه وزير الخارجية وليد المعلم، وإلى جانبه نائبه فيصل المقداد والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان، على أن يضم الوفد أيضاً قانونيين وديبلوماسيين آخرين، قد يكون بينهم سفراء على رأس عملهم.
واعتبرت وزارة الخارجية، في رسالتيها، أن «وقف العنف والإرهاب يتطلّب امتناع الدول المتورّطة في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة، وأبرزها السعودية وقطر وتركيا ودول أخرى معروفة على رأسها فرنسا، عن تقديم أي نوع من أنواع الدعم العسكري والمالي واللوجستي والإيواء والتدريب الذي توفره لهذه المجموعات».
من جهته، قال المتحدث باسم «هيئة التنسيق» منذر خدام، إن الهيئة أعلمت المعنيين في الأمم المتحدة أسماء وفدها إلى «جنيف 2»، ويرأسهم هيثم مناع ومسؤول الهيئة في الداخل حسن عبد العظيم. كما يفترض أن يضمّ وفد الهيئة الأحزاب الكردية التي سبق أن ضمتها الهيئة الكردية العليا، وذلك لاتجاه هذه الأحزاب إلى ترك التمثيل الكردي الرسمي لـ«المجلس الوطني الكردي» ضمن وفد «الائتلاف الوطني السوري»، وفق ما رجح خدام.
ويشارك في هذه الحالة كل من رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم و«الحزب الديموقراطي السوري الكردي» جمال ملا محمود بصفتهما الكردية، لكن ضمن وفد الهيئة. ووفقاً للمصدر ذاته، ثمة آخرون يشاركون الوفد، ولكن من دون أن يكونوا على طاولات التفاوض بالضرورة، بينهم قانونيون وعسكريون، والفئة الأخيرة لا يقصد بها مقاتلون من التنظيمات المتفرقة في سوريا، وإنما ضباط متقاعدون أو مسرحون يريدون تقديم خدماتهم.
كما يضمّ الوفد خدام، الذي لا زال ممنوعاً من السفر، وكلاً من مسؤول العلاقات الخارجية عبد العزيز الخير وأمين سر الهيئة رجاء الناصر، المختفين، والذين تخوّف خدام «من أن يكون مصيرهما متشابهاً»، متهماً السلطات باعتقالهما.
وفي هذا السياق، اعلن خدام أن وفداً من «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة وآخرين بدأ أمس ورشات تدريب على التفاوض تمهيداً لمؤتمر جنيف. كما أن وفداً من «الائتلاف»، يضم 25 شخصاً أيضاً، يحضر ورشة مماثلة يقودها مدربون ألمان وأتراك في ألمانيا. أما وفد الهيئة، فإضافة لمدربيهم من الخارجية السويسرية، يشارك مسؤول الخارج في الهيئة هيثم مناع كمدرب في هذه الورشة، التي تهدف لإطلاع وفد من 25 شخصاً أيضاً، بينهم الباحث الاقتصادي عارف دليلة والمحامي عبد المجيد منجونة، على فنون التفاوض.
وبين المتدربين 16 شخصاً من «هيئة التنسيق» وثمانية من الأكراد، سيجلس قسم منهم لاحقاً بمواجهة المعلم لبحث «مستقبل سوريا وأفق التسوية السياسية».
وتكشف مصادر حكومية موثوقة، أنها على اطلاع على تلك الدورات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، وتنفّذها خارجيات غربية. إلا أن هذه الورشات لا تثير قلقها، نظراً لترحيبها المبدئي بفكرة «عقد مؤتمر لتسوية سياسية أولاً»، وثانياً لأنه سبق «لوليد المعلم أن تفوق على المدربين».
لهجة التهكم الواضحة أيضاً تشير إلى أن تغيرات الواقع الميداني، وتقدم الجيش على جبهات مركزية، تشكل احد أسس عملية التفاوض. عدا ذلك، يفضل الخطاب الرسمي الحديث عن «حوار بين السوريين» و«تفاوض مع الغرباء»، في مستهلّ تحضير الأجواء للمؤتمر المزمع.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد