رأس التكريتي يجدد الفتنة والعالم "المتحضر"يدين الإعدام

16-01-2007

رأس التكريتي يجدد الفتنة والعالم "المتحضر"يدين الإعدام

لم تنتهِ بعد فصول عملية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مع ما حملت من نتائج كارثية بالنسبة للوحدة العراقية، حتى أطلق مشهد رأس برزان التكريتي ــ الأخ غير الشقيق لصدام ــ المنفصل عن الجسد، العنان لموجة أخرى من التوتر المذهبي، تمثّلت في حملة تشكيك سنية بعملية الاعدام، وشملت أيضاً رئيس المحاكم الثورية في عهد النظام السابق عواد البندر، في مقابل ابتهاج في مدينة الصدر.
وشيع أهالي بلدة العوجة (قرب تكريت) جثماني برزان التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والرئيس السابق لمحكمة الثورة عواد حمد البندر. ودفن برزان والبندر في حديقة خارج القاعة التي دفن فيها صدام.
وكان عبد الله جبارة نائب محافظ صلاح الدين قد تسلم الجثمانين بالقاعدة العسكرية الأميركية بتكريت بعد إعدامهما فجر الاثنين. ونقل الجثمانان في نعشين ملفوفين بالعلم العراقي بسيارة إلى العوجة حيث شيعهما أهالي البلدة والمناطق المحيطة بها.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في مؤتمر صحفي ببغداد إن رأس برزان انفصل عن جسده لدى شنقه، وأضاف أن ذلك أمر نادر الحدوث. وأكد الدباغ أنه لم يسجل أي خرق أو هتاف أو تعرض المدانين لأي نوع من الإهانة.
ودخلت الادارة الأميركية على خط إذكاء نار الفتنة، بإعراب وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عن «خيبة» أملها جرّاء الحادث، فيما كان قادة الاحتلال مشغولين في معالجة انعكاسات الاستراتيجية الجديدة في العراق، وقد عرض مسؤولون بالحكومة على الصحفيين فيلما يظهر عملية الإعدام ظهر فيه التكريتي والبندر يقفان جنبا إلى جنب بملابس السجن، قبل أن يقوم خمسة حراس ملثمين بلف حبل المشنقة حول رقبتيهما.
وبعد ذلك أظهر الشريط جثة البندر متدلية من حبل المشنقة، فيما ظهر رأس برزان مفصولا وعلى بعد عدة أمتار من الجثة.
وتعقيبا على ذلك اعتبر طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي أن إعدام برزان وعواد يسيء إلى مشروع المصالحة الوطنية. وقال سليم الجبوري النائب بالبرلمان إن مرض السرطان الذي كان يعاني منه برزان ربما أضعف جسمه. لكنه أكد أن لديهم شكوكا ويريدون سؤال خبراء وأطباء ما إذا كان من الممكن أن ينفصل الرأس عن الجسم.
وقد اختلفت ردود فعل الشارع العراقي فبينما أعرب بعضهم عن فرحته بما حدث مثلما جرى في مدينة الصدر, رفض آخرون ذلك وأبدوا مخاوفهم من أن تكون له تداعيات سلبية.
وقوبل إعدام برزان والبندر بإدانة دولية وحقوقية، فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفه لتجاهل السلطات العراقية للنداء الذي وجهه والمفوضة العليا لحقوق الإنسان لويس أربور بعدم تنفيذ الحكم.
ولكن ميشيل مونتاس, المتحدثة بإسم الأمين العام، قالت إنها لا تتوقع صدور أي تصريحات إضافية بهذا الشأن من جانبه أو قيامه بإجراء مزيد من الاتصالات مع الحكومة العراقية.
من جهته أكد السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد أن ذلك كان مسألة عراقية بحتة لم يكن للأميركيين دور فيها. أما وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، وأثناء تصريحات بالأقصر في مصر، تجنبت التعليق واكتفت بالقول فقط إن إعدام صدام حسين كان يمكن أن يكون بطريقة أفضل وبشكل "أكثر صونا للكرامة".
وأعرب متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني عن أسف بلاده، معتبرا أن التنفيذ لم يتم بشكل لائق. كما أدان رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو ورئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي الإعدام عقب محادثاتهما في روما. وأيد باروسو مساعي روما لاستصدار قرار أممي بحظر عقوبة الإعدام.
وأكد متحدث باسم الخارجية الفرنسية أن بلاده ستعمل مع شركائها الأوروبيين لفرض حظر دولي على هذه العقوبة.
وسارعت المنظمات الحقوقية للتنديد بالإعدام، وقال مدير قسم الشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية مالكوم سمارتس للجزيرة إن التنفيذ ما كان يجب أن يتم في هذا الظرف بالذات "لأن الرجلين لم ينالا محاكمة عادلة".
وذكر ريد برودي، المستشار القانوني لدى هيومن رايتس ووتش، أن المنظمة تعارض أصلا عقوبة الإعدام. وأضاف أن التنفيذ سيساعد على تكرار هذا الخطأ في المستقبل، مشيرا مجددا إلى أن صدام ومعاونيه لم يحصلوا على محاكمة عادلة ونزيهة مما أدى لزيادة التعاطف معهم.

 

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...