ربع مواليد باكستان يموتون على يد القابلة
تجاوزت نسبة وفيات المواليد الجدد في باكستان المقاييس المعهودة في جنوب آسيا، والسبب أن 70% من عمليات الولادة في البلاد تتم على يد قابلات غير مؤهلات مما يرفع نسبة الوفيات والإعاقة. واقع دفع وزراة الصحة إلى عقد دورات تدريبية للقابلات لمعالجة الظاهرة.
وتتصدر اليوم باكستان قائمة دول جنوب آسيا من حيث ارتفاع نسبة الوفيات بين المواليد الجدد إذا استثنينا أفغانستان، في حين تتقدم دول مثل بنغلاديش وسريلانكا والهند على باكستان في هذا الإطار.
ويموت ما يقارب 27 طفلا باكستانيا من أصل مائة أثناء عمليات الولادة معظمهم في القرى التي لا تزال تعتمد القابلة الأمية في إجراء هذا النوع من العمليات.
هذه النسبة أكدتها مديرة مؤسسة "باكستان ميدوايفري" امتياز جل المعنية بشؤون القابلات والحفاظ على حياة المواليد الجدد.
وأشارت إلى أن نسب الإعاقة التي تسبب بها القابلات غير المدربات تتجاوز نسبة الوفيات بكثير، وهو أمر حسب اعتقادها مفزع ولم يلق ذلك الصدى لدى المسؤولين المعنيين إلا في وقت متأخر.
ولا يقتصر خطر القابلة غير المدربة على حياة المواليد الجدد وإنما يتعداه إلى الأمهات. وحسب جل فإن 2760 أما تتوفى أثناء عمليات الولادة من أصل 20 ألف حالة.
وعن أسباب ذلك تقول جل إن الظاهرة تعود لنقص الخبرة لدى القابلة وعدم قدرتها على التعامل مع الحالات الحرجة غير الطبيعية، فضلا عن عدم توفر المكان والأدوية المناسبة لمعالجة أي نزيف أو اختناق أو غير ذلك من حالات الطوارئ التي قد تصاحب عمليات الولادة.
وتقوم مؤسسة "ميدوايفري" الطوعية بمحاولة الوصول إلى القابلات في القرى لإقناعهن بتلقي دورات تدريبية تشرف عليها المؤسسة من أجل حماية أرواح الأمهات والأطفال الجدد. وبما أن الدورة تتطلب مصاحبة القابلة طبيبا مختصا أثناء إجرائه عشر عمليات ولادة وهو ما يتطلب وقتا، فإن تجاوب القابلات في العموم ضعيف مع المؤسسة.
- أما وزارة الصحة الباكستانية فقد بدأت لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول المنصرم بإجراء دورات تدريبية لمجموعة من القابلات الجدد أو ممن يمارسن المهنة من قبل في 12 مقاطعة في مختلف أنحاء البلاد بحيث تقوم القابلة المتخرجة بخدمة قطاع سكاني لا يقل عن 5 آلاف شخص، في حين تأمل الوزارة بتوسيع خطتها لاحقا.
ارتفاع الأمية في باكستان ودخول أكثر من 40% من سكان البلاد تحت خط الفقر عوامل تجعل سكان القرى خاصة يتمسكون بالقابلة رغم ما تسببه من مخاطر، فضلا عن ضعف بنية الطرق التحتية في المناطق الجبلية وصعوبة نقل الحامل إلى مستشفى قريب في الوقت المناسب.
وتأسف القابلة شاهسة أحمد في إسلام آباد قادمة من بيشاور لعدم حضورها من قبل دورة وزارة الصحة للتدريب بعد وفاة ثلاثة أطفال بين يديها وأم واحدة أثناء ممارستها هذه المهنة منذ 15 عاما. وتقول إنها قررت الالتحاق بالدورة من أجل تجاوز أخطاء الماضي والحصول على تأهيل أفضل.
وتروي شاهسة قصة طفل توفي بين يديها بسبب اختناقه بعد ابتلاعه الماء وخلاصة الرحم. كما تحدثت عن زميلة لها أجرت عملية ولادة لامرأة ينتظر زوجها مولودا ذكرا بعد ست بنات وعقب أن مات المولود الذي كان ذكرا أثناء الولادة أصيب الزوج بالجنون.
ميهوب خضر
المصدر: الجزيرة نت
إضافة تعليق جديد