رقابة التلفونات المحمولة في الشرق الأوسط

الجمل ـ بييريك ماريسال ـ صحيفة لومانيتيه الأربعاء، 13 أيّار 2015  ـ ترجمة أزدشير علي:
قدّم ادوارد سنودن وثائق تصف كيفية عمل الذكاء الصنعي الذي يراقب الاتصالات الجوّالة: سكاي نت. هذا هو بشكل خاص البرنامج الذي يحدد هويّات الإرهابيين المفترضين في الشرق الأوسط، والذي يسبق قصف الطائرات بدون طيّار.
إنّها أيضاً فرصة لفهم أفضل لكيفية عمل شقيقته الخوارزمية الفرنسية والتي ستراقب معطيات اتّصال الفرنسيين بعد قانون الاستعلامات الجديد.
سكاي نت هو برنامج الذكاء الصنعي الذي يهتم بمعطيات الهواتف النقّالة. على سبيل المثال، وحسب وثائق سنودن المنشورة على ذي انترسبت، فإنّه يراقب 55 مليون مشترك باكستاني بحثاً عن مسلكيات مشبوهة.
يمتلك سكاي نت العديد من الأدوات ويركز بوجه خاص على ثلاثة مفاهيم: مخططات وعادات استخدام الهاتف، شبكة المعارف، خطوط سير مالكي الهواتف،  القابلة لمعرفة تموضعها الجغرافي عبر شريحة الجي بي اس الحاضرة شريحة للجوّال.
المسلكيات المشبهوة المرصودة
من بين الاستخدامات التي تدخل في حيّز المشبوه، هناك مثلاً الأشخاص الذين لا يستخدمون هواتفهم، إلّا لأجل استقبال المكالمات. أولئك الذين يغيرون بشكل منتظم من شرائحهم أو يطفئون هواتفهم وينزعون بكثرة بطارياتها ...
سكاي نت قوي جداً في تحليل المسارات. الخوارزمية تشمل على أمكنة مشبوهة وتفهرس الأشخاص الذين يزورونها بشكل منتظم، أو أولئك الذين كانوا حاضرين بها في أوقات محددة، الخوارزمية أيضاً تشتبه بالأشخاص الذين لا يسافرون إلّا ليلاً. أولئك الذين في تنقل دائم، أولئك الذين يسلكون طرقاً قريبة من المطارات... أو أولئك الذين يسافرون بصحبة أناس مشبوهين أو يلتقونهم بشكل منتظم. لأنه لا يكفي الاتصال بشخص مشبوه كي تصبح مشبوهاً، بينما رصد تموضع الجوّال في نفس المكان مع ارهابي مفترض تكفي.
على هذا النحو يحاول سكاي نت رصد أماكن اجتماعات منتظمة للمشبوهين، ويقترح على وكالة الأمن القومي وضع لاقط، هذه الهوائيات التي تسمح باعتراض كل المحادثات والمحتويات المتبادلة حولها (بدلاً من ان يتصل الهاتف ببرج الخدمة مبارشة يتصل به عن طريق هذا الهوائي الذي يصبح ممراً لكل المعطيات المتبادلة).
ذكاء خطير
وكما أنّ سكاي نت ذكاء صنعي راقي، فهو قادر عندما يرصد ارهابياً مفترضاً، أن يذهب ويبحث عن مخططات وظيفية مثيلة (أشخاص لهم نفس البروفيل أي أنّه قادر على الاستنتاج والتعميم بعبارة اخرى التعلم). وهذا ما يفعله عندما يبتعد مستخدم عن –الـ نمط- الذي تشكله عادات الـ 55 مليون باكستاني المتجسس عليهم. بشكل واضح وبالرغم من اأن الصّنعة في سكاي نت تدهش، فإنّه وكما كل هذه الأدوات يخطئ. نتخيل جيداً أن سائقي التكسي الباكستانيين، والذين يتنقلون كثيراً، بما في ذلك ليلاً، وقريباً من المطارات، لهم جميعا ملفات.  مايثير القلق اكثر، أن سكاي نت وضع على رأس قائمة الارهابيين المرصودين، المنتمي إلى القاعدة وإلى الإخوان المسلمين، صحفي من الجزيرة يعمل في إسلام آباد، ومتخصص في تغطية أوساط طالبان والإرهابيين.
سيكون هناك أكثر من مليون شخص في العالم، مرصودين من قبل الخوارزميات، لأنهم على صلة بالإرهاب ...
(إننا نقتل أناساً اعتماداً على هذه المعلومات) يشرح ميشيل هايدن، الرئيس السابق لوكالة الأمن القومي - أيّار 2014. يسير سكاي نت جنباً إلى جنب مع الطائرات بدون طيّار القاتلة الأمريكية، لأنّه ليس فقط هذا الذكاء الصنعي يفيد في تعيين المشبوهين، بل هو أيضاً من يشير بالبنان إلى الهدف عندما يتّخذ قرار التصفية. بإرسال احداثيات الجي بي اس  لشريحة  الإرهابي المفترض إلى الطائرة بدون طيّار.

مسارات مشتبه به بين اسلام اباد ولاهور، في باكستان، مقدمة من سكاي نت. أماكن اجتماعات في كل مدينة تم تعيينها، وكذلك معارف والاحداثيات التلفونية للناس الذين التقاهم،الصورة مأخوذه من انترسبت

سكاي نت وترمنيتر. سكاي نت كان اسم برنامج الذكاء الصنعي المستخدم من قبل وزير الدفاع الأمريكي في أفلام ترمينيتر. من المستحيل أن يكون هذا مصادفة، إنّه على الأغلب سماجة. في الأفلام، سكاي نت هو الذكاء الصنعي المتطور للغاية والمسؤول عن حماية الأراضي الأمريكية. البرنامج استقلّ وأشعل حرباً نووية بهدف تدمير البشرية، قبل أن ينشئ جيشاً من الروبوتات، الترمينيترز،  للإجهاز على الناجين. الطائرات من دون طيار القاتلة الأمريكية تدعي بريداتور، فيلم آخر متخم بالتوسترون من أفلام ارنولد شفاردزينيغر ...

المصدر:
http://www.humanite.fr/skynet-lalgorithme-de-surveillance-de-la-nsa-574027