صحيفة اسبانية: بوش هدد معارضي غزو العراق
طلب وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس من الكونجرس أمس (الأربعاء) إقرار مبلغ إضافي يقرب من 190 مليار دولار لتمويل الحربين في العراق وأفغانستان، رافعاً بذلك تقديرات التكلفة التي سبق أن طلبها البيت الأبيض مطلع العام الجاري، فيما كشفت صحيفة اسبانية ان الرئيس الامريكي جورج بوش هدد معارضي الغزو، وأكد لهم أنه سيجتاح العراق حتى لو استخدم أحد “الفيتو”. وفي تلميح إلى بقاء أطول للاحتلال في بغداد صرح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء، أن الطريق لا يزال طويلاً أمام تحقيق عراق مستقر، وحذر جيرانه من عواقب وخيمة لأي اتساع لنطاق العنف واستمرار فيض الأسلحة والمال والمفجرين الانتحاريين ونشر الفتاوى التي تحرض على الكراهية والقتل. واتهم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أطرافاً عراقية ودولية بمحاولة إجهاض دور الجامعة في العراق من خلال عدم التجاوب مع جهودها الرامية لتحقيق الوفاق الوطني، وأطلق الحزب الإسلامي العراقي مشروعاً سماه “العقد الوطني” لوضع حد للتدهور المستمر في البلاد، وأقر المشروع بالعراق “الفيدرالي الموحد” وبمشروعية المقاومة الوطنية ضد الاحتلال. وأظهر تقرير نشرته منظمة “الشفافية الدولية” أن الاحتلال والفساد يعيقان انتعاش العراق، بينما هزت موجة من التفجيرات العنيفة أنحاء واسعة من البلد المحتل قتل وجرح خلالها مئات العراقيين، ولقي جندي أمريكي مصرعه شرق بغداد في حادث إطلاق نار.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيتس في إفادة معدة سلفا أمام إحدى لجان مجلس الشيوخ إن إدارة الرئيس جورج بوش تطلب المبلغ لتمويل مزيد من التدريب للقوات الأمريكية وتزويدها بمزيد من المعدات، بما في ذلك عربات مدرعة توفر حماية إضافية للجنود من تفجيرات القنابل. وطلب المبلغ للسنة المالية 2008 التي تبدأ في أول أكتوبر/تشرين الأول.
أضاف جيتس: إن ثمة حاجة إلى مزيد من المال كذلك تدريب قوات الأمن العراقية وتجهيزها بالمعدات، فضلا عن تحسين المنشآت الأمريكية في المنطقة و”تعزيز قاعدتنا في العراق”.
وكشفت صحيفة “الباييس” الاسبانية أمس الأربعاء أن الرئيس الأمريكي جورج بوش هدد المكسيك وتشيلي باتخاذ إجراءات ضدهما إذا لم تصوتا لصالح قرار في الأمم المتحدة يدعم اجتياح العراق في مارس/آذار ،2003 خلال لقاء مع رئيس الوزراء الاسباني السابق خوسيه ماريا أزنار.
ونشرت الصحيفة مضمون حديث دار بين بوش وأزنار في 22 فبراير/شباط 2003 في تكساس قبل الاجتياح الامريكي للعراق بشهر، وفي وقت كانت واشنطن تأمل بصدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بدعم التدخل العسكري ضد العراق، وهو ما لم يحصل في نهاية الأمر لعدم الحصول على تأييد الغالبية للنص.
وقال الرئيس الامريكي بحسب ملخص سري عن الحديث وضعه السفير الاسباني في واشنطن آنذاك خافيير روبيريث “على بلدان مثل المكسيك وتشيلي وانغولا والكاميرون “اعضاء في مجلس الأمن في تلك الفترة” ان تدرك ان المسألة تطاول أمن الولايات المتحدة”، على ما ذكرت الصحيفة.
وحذر بوش من ان “موقفاً سلبياً من سانتياغو قد ينعكس على عملية المصادقة على اتفاق تجاري مع تشيلي في مجلس الشيوخ الامريكي، كما حذر بالتوقف عن دفع أموال إلى انجولا.
واكد بوش لأزنار خلال اللقاء، بحسب الصحيفة ان القوات الامريكية ستكون “في بغداد نهاية مارس/آذار” من السنة ذاتها سواء بقرار دولي او من دونه.
وقال “سنذهب” حتى لو استخدم احد الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن حق الفيتو ضد القرار، وهو تهديد لوحت به فرنسا.
وشدد أزنار الذي كان يواجه في اسبانيا تظاهرات ضخمة ضد الحرب، في حين كان يدعم واشنطن، في محادثاته مع بوش على ضرورة استصدار القرار بغالبية اعضاء مجلس الأمن.
ونقلت “الباييس” عن المسؤول الاسباني السابق قوله “إنه أمر بالغ الاهمية.
نحتاج إلى أن تساعدونا حيال الرأي العام لدينا. نحن نبدل السياسة التي انتهجتها اسبانيا منذ مئتي عام”.
وابدى أزنار، بحسب الملخص، “قلقه” حيال “تفاؤل” الرئيس الامريكي، فرد بوش “انني متفائل لأنني اعتقد انني على حق”، مضيفا “يمكننا تحقيق النصر من دون إلحاق دمار”.
وقال بوش “باشرنا الاعداد لعراق ما بعد صدام واعتقد ان ثمة قواعد جيدة لمستقبل افضل. العراق يتمتع بإدارة جيدة ومجتمع مدني قوي نسبياً”.
واشار أيضا خلال الحديث إلى أن صدام حسين “ابدى استعداده لمغادرة العراق في حال السماح له بذلك حاملا مليار دولار وكل المعلومات حول اسلحة الدمار الشامل”.
ولم يشكك البيت الابيض في صحة مضمون الحديث بين بوش وأزنار فيما رفض المتحدث لشؤون الأمن القومي غوردن جوندرو التعليق على الموضوع.
من ناحية أخرى، جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في رسالة بعث بها إلى رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، عزم الجامعة على استئناف جهودها للعمل على الاستقرار والتقدم في البلد المحتل، من خلال التعاون مع “كافة المخلصين من أبناء العراق”.
وأوضح في رسالته أن جهود الجامعة لتحقيق الوفاق الوطني في العراق حققت “اختراقاً مبدئياً” على طريق المصالحة الوطنية، إلا أنها لم تلق الدعم من الأطراف العراقية والدولية المعنية “الأمر الذي كاد يودي بهذا الجهد الكبير” للجامعة.
وأشار الأمين العام للجامعة العربية في الرسالة إلى أن وزراء الخارجية العرب قد اتخذوا قراراً في اجتماعهم الأخير بتاريخ 5/9/،2007 بدعم الجهود المبذولة “لمراجعة قانون هيئة اجتثاث البعث بما يعزز جهود المصالحة الوطنية، ورحبوا بتوسيع دور الأمم المتحدة في مختلف مجالات الدعم والمساعدة”.
أضاف موسى أن وزراء الخارجية العرب طالبوا أيضاً خلال الاجتماع، بتعزيز دور الأمم المتحدة في مساعدة العراق، وأكدوا أهمية تعاونها مع الجامعة العربية لإنجاح تلك الجهود.
كما أوضح أن وزراء الخارجية اتخذوا قراراً آخر يتعلق بدعم أوضاع المهاجرين العراقيين في الدول العربية المضيفة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد