ظريف إلى دمشق لـ«تقديم المبادرة الإيرانية» رسمياً
يصل وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى دمشق في غضون اليومين المقبلين، لإبقاء «الزخم الديبلوماسي» في إطاره الهادف الى «تحقيق تقدم في العملية السياسية في سوريا»، والتي يمكن أن تكون محطتها المقبلة المؤتمر الذي تنوي موسكو تنظيمه في أيلول المقبل.
وسيلتقي «نجم الديبلوماسية الإيرانية، ومحركها في الاتفاق النووي» مع الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره وليد المعلم، كما يمكن أن يعقد لقاءات أخرى، في سياق رغبته «الاطلاع بعمق أكبر» على إمكانية «إطلاق المبادرة السياسية» التي قال الجانب الإيراني أنه يمتلكها، وتوقعت مصادر سورية أن يعرضها «رسميا» على السلطات السورية، على أن تأخذ «حاجتها من الدراسة والتدقيق».
وأشارت المصادر إلى أن سوريا «متحمسة دوما للمبادرات الرامية لتحقيق تسوية سياسية، ولا سيما حين تأتي ممن يمتلك وجهات نظر متقاربة مع الجانب السوري».
وفي هذا السياق، قال مسؤول سوري إن الجانب العماني من جانبه، لم يعرض مبادرات خاصة، وإنما أبدى «استعداداً أخوياً للمساهمة في أية مبادرات ايجابية لتحقيق تسوية سياسية». وشرح العمانيون لنظرائهم السوريين «سبل نجاح جهودهم السابقة للتوسط بين المتخاصمين والمتحاربين»، مبدين استعداداً مشابهاً اتجاه الأزمة السورية.
وحصل اللقاء بين وزيري خارجية سوريا وليد المعلم وسلطنة عمان يوسف بن علوي، بعد توجيه الثاني الدعوة، والتي يرى مسؤولون سوريون أنها جاءت «برضا سعودي - إيراني»، ونتيجة «إحساس عمان بإمكانية استثمار الأجواء الدولية والإقليمية لخدمة السلام الإقليمي».
ووفقاً لمسؤولين سوريين فقد أبدى الجانب العماني «عدم ارتياحه للطريقة لتي تم بها التعاطي مع سوريا» خلال السنوات الأربع التي مضت، معتبرين أن قرار «المقاطعة العربية للحكومة السورية كان في غير محله».
ومعروف أن عمان سبق وحاولت في العام 2012 التوسط بين سوريا والسعودية، من دون جدوى، حيث انسحب المفاوض العماني مبكراً من التحدي الأول.
ووفقاً للمعلومات فإن هناك عدة اقتراحات متداولة، يمكن أن يتم البناء عليها لاحقاً، وإن كانت كلها تنتهي إلى سياق تفسير بيان «جنيف 1» وسبل تداول السلطة في سوريا وعبر أية آلية زمنية. من جهة أخرى بات موضوع مكافحة الإرهاب أولوية، لكنه أولوية تتطلب أيجاد صيغة سياسية هي بمثابة مخرج ديبلوماسي لكافة الأطراف.
ويسعى الروس حالياً لتأمين فرصة انعقاد مؤتمر سياسي، لازال في إطار تسمية «موسكو 3»، يساهم في ما يمكن أن يتم انجازه في الأسابيع المتبقية من شهري آب وأيلول، ولا سيما أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على الأبواب أيضاً، والتي سيشارك بها المعلم، ونائبه فيصل المقداد في نيويورك.
ووسع الروس دائرة علاقاتهم قبيل الموعد المحتمل. وأعلن أمس أن وفداً من «لجنة المتابعة» المنبثقة عن «مؤتمر المعارضة السورية» في القاهرة، سيقوم بزيارة إلى روسيا الاتحادية في الفترة بين 12 إلى 14 آب الحالي، لبحث تداعيات الأزمة السورية وسبل التوصل لحل سياسي.
وقال مصدر سوري واسع الاطلاع، إن سوريا «لا تعارض توسيع الحضور والمشاركة في المؤتمر المزمع»، مشيراً إلى أن احتمال حضور «الائتلاف الوطني» المعارض و«جماعة القاهرة»، يعني أن «ثمة توجيهات لهم من إداراتهم الدولية والإقليمية للمشاركة». ورأى أن هذا كله «يساهم في تحسين الأجواء ولو بشكل نسبي».
ووضع مسؤول آخر خبر «تفقد مجموعة من الإداريين الإماراتيين سفارتهم في دمشق في إطار مشابه، من تحسن هذه الأجواء، لكن دون إعطاء المسألة أكثر من هذا البعد في الوقت الراهن».
ونفى مسؤول في الخارجية أمس وجود طلب زيارة إلى دمشق من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية الأميركي جيفري فيلتمان. ومعروف أن المسؤولين السوريين غالبا ما يتحدثون عن فيلتمان، السفير الأميركي الأسبق في لبنان، باعتباره «شخصاً غير مرغوب به» في البلاد.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد