عودة أفغانستان إلى قبضة أمراء الحرب

15-10-2006

عودة أفغانستان إلى قبضة أمراء الحرب

الجمل:   تشير التقارير الواردة حالياً، إلى أن أفغانستان أصبحت بعد خمسة سنوات من احتلال القوات الأمريكية والغربية، واقعة تماماً كل محافظاتها الإقليمية –ماعدا العاصمة كابول- في قبضة أمراء الحرب وتجار المخدرات، إضافة إلى تزايد عدد الضحايا والقتلى بين صفوف القوات الأمريكية والغربية، والقوات الحكومية الأفغانية الموالية لأمريكا.
كذلك أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى الوضع المعيشي في أفغانستان باعتباره من بين الأكثر سوءاً في العالم، إضافة إلى انخفاض معدل الاعمار، وارتفاع نسبة الوفيات المبكرة، وتزايد معدل المواليد.. كذلك أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن معدل الدخل السنوي للفرد قد انحدر وأصبح بحدود 200 دولار سنوياً، (أي بواقع أقل من دولار في اليوم) وأصبحت الكثير من الأسر الأفغانية تعتمد إما على تجارة الأفيون، أو على التحويلات المالية التي تأتي إليهم من 5 ملايين أفغاني يعيشون في المهجر حالياً. وإزاء هذه الأوضاع المتردية، حدث الآتي:
- تزايدت المعارضة الشعبية للوجود الأمريكي والغربي في أفغانستان.
- فقدت حكومة كرزاي المدعومة أمريكيا وغربياً لمصداقيتها، وأصبح الأفغان يطالبون بالقضاء عليها.
- تزايدت شعبية حركة طالبان والتي أصبحت تسيطر على مناطق واسعة من أفغانستان.
- تزايد مخاوف الدول المجاورة لأفغانستان من انتقال عدوى الصراع الأفغاني إلى داخل أراضيها، وبالذات باكستان والتي أصبحت تواجه صراعاً أهلياً داخلياً متزايداً في منطقتي وزيرستان وبلوشستان المجاورتان لحدودها مع أفغانستان.
- أصبحت حركة القاعدة أكثر قوة في الكثير من المناطق الأفغانية الجنوبية.
أبرز التوجهات الحالية تقول:
• في أمريكا: يقول المحلل ستيفن زيتوس: إن السياسة الأمريكية هي وحدها المسؤولة عن المشاكل العديدة التي أدت إلى انحراف الأوضاع عن مسارها الطبيعي في أفغانستان، ويتهم الإدارة الأمريكية بأنها قد ارتكبت خطأ دعم أمراء الحرب الأفغان، والتعاون مع أمراء وبارونات المخدرات باعتبارهم حلفاء للوجود الأمريكي، وذلك على خلفية عدائهم السابق لحكومة طالبان التي حاربت أنشطتهم وقضت على عدد كبير منهم، ويضيف المحلل زيتوس بأن الفساد الذي مارسه المسؤولون الأمريكيون في أفغانستان قد لعب دوراً كبيراً في سوء الأوضاع الماثل حالياً.
هناك اقتراحات داخل الإدارة الأمريكية تقول بالآتي:
- تطوير استراتيجية جديدة لمكافحة التمرد، بحيث يتم التقليل من الاعتماد على استخدام القوة الجوية، التي تؤدي إلى وقوع المزيد من الضحايا المدنيين الأبرياء.
- توسيع القوات المتعددة الجنسيات التي تقاتل في أفغانستان، وذلك عن طريق تقليل القوات الأمريكية من جهة، وزيادة قوات الاحتلال الأخرى من الجهة الأخرى، مع ضرورة التركيز على العمل بقدر أكبر من أجل الاعتماد على قوات الدول الإسلامية الحليفة لأمريكا.. وحالياً تعمل الإدارة الأمريكية في ممارسة الضغوط على حلفائها في البلدان الإسلامية مثل (مصر، الأردن، السعودية...) للموافقة على إرسال قواتهم إلى أفغانستان، طالما أنهم حلفاء لأمريكا في حربها ضد الإرهاب.
- الضغط على باكستان من أجل التوسع في حملاتها العسكرية من أجل القضاء بشكل نهائي على تمرد إقليمي وزيرستان وبلوشستان، وإلغاء حق الحكم الذاتي الممنوح لهذين الإقليمين بوساطة الدستور الباكستاني.
- الضغط على الدول الحليفة لأمريكا مثل اليابان والسعودية والكويت وقطر وألمانيا وبعض الدول الغربية الأخرى من أجل تقديم المزيد من المساعدات المالية لحكومة كرازاي، ولصندوق الأمم المتحدة المختص بدعم أفغانستان.
- الضغط على نظام حامد كرزاي، للقيام بعملية القضاء على الفساد وإجراء عملية تطهير واسعة في حكومته، ومحاكمة مجرمي الحرب، ومكافحة تجارة المخدرات، وإصدار قوانين جديدة تدعم حقوق الإنسان في أفغانستان.
• في حلف الناتو: يدور حالياً الحديث من قبل الدول الغربية المشتركة في عمليات الناتو العسكرية في أفغانستان، حول ضرورة إجراء اتفاقية سلام مع حركة طالبان، وقد كشف الجنرال ديفيد ريشاردز، قائد قوات حلف الناتو التي تحارب في أفغانستان عن وجود مخطط مفصل تقوم بإعداده السلطات الباكستانية، وذلك م أجل عقد صفقة سلام بين باكستان وحركة طالبان.. وهناك حديث أخر يقول: إن الباكستانيين يريدون عقد صفقة مزدوجة مع طالبان والقاعدة، وقد كشفت بعض التقارير الواردة من باكستان بأن حكومة مشرف الباكستانية قد تلقت ضوءاً أخضر من الولايات المتحدة وبريطانيا لإجراء صفقة سلام مع حركة طالبان، وقد استغلت الحكومة الباكستانية وجهاز مخابراتها العسكرية هذا الضوء الأخضر كغطاء لإقامة صفقة مع طالبان، ومع القاعدة.. كذلك يقال: إن العرض الرئيس المقدم من قبل الحكومة الباكستانية لحركة طالبان يتمثل في أن لا تقوم حركة طالبان بدعم قبائل وزيرستان وبلوشستان، وأن تتخلى عن حماية وإيواء تنظيم القاعدة، مقابل أن تتم عملية اقتسام للسلطة في كابول بين حكومة كرزاي وحركة طالبان.
وعموماً، يمكن القول: إن الرئيس الأفغاني المدعوم أمريكيا يكون قد خسر معركته تماماً أمام الرئيس الباكستاني برويز مشرف، بعدما ظل زمناً يرفض صفقة الاتفاق مع طالبان.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...