فرق المسرح المستقلة تسعى لتقديم رؤية معاصرة لمسرح جديد في سورية
تشهد اليوم الثقافة السورية نوعاً جديداً من التجمعات المسرحية التي أسسها خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق حيث أصبحت هذه الفرق التي يزيد عددها اليوم على العشرين معلماً بارزاً من معالم الحراك الثقافي والفني حيث أنها تدأب لتقديم رؤيتها المعاصرة لمسرح جديد في سورية والتساؤل هنا ما هو دور مديرية المسارح والموسيقا كمؤسسة مسؤولة عن توفير فرص العرض لهذه الفرق والاعتراف بها كبذور لحداثة مسرحية لاسيما أن الموسم المسرحي السوري يشكو اليوم من تراجع واضح في عدد العروض المنتجة.
بعد صدور المرسوم التشريعي رقم 32 لعام 1973 الذي منح الفنانين السوريين حقوقاً ومزايا تساعدهم على المزيد من الطمأنينة والتفرغ لعملهم الفني كان من ثماره ظهور فرق عدة كانت أولها فرقة الرصيف التي تأسست عام 1996 والتي جاءت رداً على ما يقدم في المسرح القومي كونه يعامل الفرق الخاصة وكأنها من خارج الصيغة الثقافية المحلية كما يسميها المخرج التونسي حكيم مرزوقي فذهنية القطاع العام تعتبر عروض المديرية الأكثر شرعية أما الخاص فهو مشبوه دائماً ففي المسرح الرسمي تقدم العروض بالفصحى المترجمة والمعلبة لذلك كان خيار العامية لفرقة الرصيف لأنها ترى الفصحى ليست صالحة درامياً كلغة إلا في الأعمال التاريخية.
يقول مدير فرقة الرصيف.. المسرح اليوم بالنسبة للجميع عبارة عن سفينة تغرق ورغم ذلك استطعت تقديم تسعة أعمال مسرحية وبدون أي تواضع كاذب مع أن هناك مسرحيين ليس لديهم أكثر من ثلاثة أعمال في أحسن الأحوال.
يصف المرزوقي التجارب المسرحية السورية بالمهمة والطموحة لكنه يقول بأن وزارة الثقافة في تونس تشتري العروض المسرحية من الفرق الخاصة أي ما يقارب 20 عرضاً سنوياً في حين أن وزارة الثقافة في سورية غير معنية بعروض هذه الفرق.
وعند سؤال المرزوقي عما ينقص التجربة السورية لتنافس التجربة التونسية يقول.. إن التجربة الدرامية السورية عززت الدراما التلفزيونية واقتربت من السلطة أما المسرح فهو يشبه حالة كرة القدم حالة تحتاج إلى قرار من مستوى عالٍ لضرب البيروقراطية وبالتالي إنشاء فضاءات وأماكن تشجع على المسرح رغم أن هناك صالات سينما قديمة موجودة في دمشق قابلة لأن تكون أماكن تدريب ومسارح عرض للفرق المسرحية.
الحكاية إذاً تحتاج إلى قرار سياسي لأن المسرح ليس كالتلفزيون له سوق فهو في النهاية فن نبيل أما الفرق المسرحية الخاصة في سورية تدعمها أحياناً شركات أوروبية وتشجيع الشركات الخاصة لدعم المسرح يتطلب إعفاء هذه الشركات من جزء من الضرائب كما يحصل في دول عدة كأفضل طريقة للإعلان عن أسماء هذه الشركات وهذا غير وارد في سورية حتى الآن.
وبالنسبة للفرق المسرحية الخاصة في سورية فإنها تحتاج إلى حماية خاصة لأنها تستثمر من قبل شركات أجنبية بتراب النقود وذلك كي لا يكونوا فريسة أطماع استعمارية وتبعية ثقافية يتبعون عبرها لأجندات فرنسية وإنكليزية فتصبح الحكاية أقرب إلى باب الحارة التي يمولها المال النفطي.
الأوروبيون يطالبون الفرق السورية الشابة في أغلب الأحيان بملفات معينة كاضطهاد المرأة والعادات الاجتماعية البالية والدين وغيرها، لذلك تصبح هذه الفرق فريسة لأطماع ثقافية، ويقف شبابها وشاباتها على عتبات المراكز الثقافية الأجنبية للحصول على فرصة تمويل لعروضهم.
وتضم الفرق المسرحية الخاصة مجموعة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية بأقسامه المختلفة من تمثيل ونقد وسينوغرافيا، ما وطد مناخاً ديمقراطياً في العملية المسرحية وساهم في تطوير الشغل على الخشبة وتشجيع بعض الشباب والشابات على الكتابة للمسرح كما يحدث اليوم في ورشة الشارع للكتابة المسرحية التي يرعاها المركز الثقافي البريطاني بدمشق أو كما حدث مع عرضي المرود والمكحلة لكاتبها عدنان عودة ومخرجها عمر أبو سعدة وعرضي الشريط الأخير وحدث ذلك غداً لأسامة غنم الذين أنتجهما المعهد السويدي بدمشق.
يقول الدكتور أسامة غنم مدرس مادة المسرح الحديث في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.. إن هذه الفرق تجسد مسألة الإحساس الجماعي عند الشباب الذي يشتغل المجتمع ضده، فالناس في سورية بدأت تميل أكثر نحو الفردانية وانعدام الثقة، وما يزيد الطين بلة هو الهم الاقتصادي الذي يقلص حجم التعاون الجماعي بين أفراد المجتمع لذلك تأتي تجربة الفرق ديمقراطية من حيث أنهم يقدمون رؤيتهم للجمهور على تباين هذه الرؤية والمستويات الفنية والتقنية عند هؤلاء الشباب.
ويوضح غنم بأن عملية التراكم بين الأجيال المسرحية اختفت ويعزو ذلك إلى الفورة التلفزيونية في سورية بداية التسعينيات لافتاً إلى أن التجارب المسرحية ستكون قادرة على ردم الهوة وتلافي القطيعة وتعزيز التواصل بين الأجيال المسرحية.
إن دور الفرق الشبابية لا يمكنه أن ينهض لوحده بواقع المسرح السوري، لأن الدولة مطالبة بدعم هؤلاء والأخذ بيدهم إلا أن تقصيراً يقع على عاتق الدولة إزاء المسرح فمديرية المسارح والموسيقا هي ملك لجيل الشباب وليست حكراً على عدة أشخاص في حين يتوجب على المسرح القومي أن يوفر دخلاً جيداً لفناني المسرح يجعلهم يعيشون بكرامة ويحميهم من سطوة التلفزيون واستوديوهات الدوبلاج واستهلاكيته.
من هنا يجب على الدولة أن توجد صيغة قانونية جديدة لعلاقة الفرق المستقلة بالمسرح القومي، فهذه الفرق ليست بديلاً عن المسرح الوطني في سورية وإنما رافد له وداعم لمسيرته ويبدو أن دور وزارة الثقافة جوهري في هذا الاتجاه فالمسرح ليس ترفاً والدولة تقدم النقود والدعم الكبير للتلفزيون السوري وتنفق ملايين الليرات على المسلسلات وحين تصل الحكاية إلى المسرح تتذرع بعدم وجود التمويل.
وزارة الثقافة السورية تقيم المهرجانات وتدفع عليها أموالاً طائلة، في حين انها لو خصصت هذا المال لإنتاج مسرحي لكانت النتائج أهم بكثير ويستذكر هنا الدكتور غنم تجربته كمبرمج لعروض احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية استطعنا أن نستقدم عروضاً عالمية ذات شهرة وتقنية فنية عالية وهذا أمر غير مكلف واستطاع الجمهور السوري أن يتفاعل مع هذه العروض من بيتر بروك حتى فيليب جانتيه، الأمر الآخر هو الموسم الذي استطاعت الاحتفالية أن توفره في دمشق بوجود عدة عروض من مدارس ومشارب فنية متعددة في الوقت نفسه في العاصمة السورية بمعنى أنه لدينا البنية التحتية التي تستطيع أن تستقبل أهم العروض العالمية وأكثرها إبهاراً في العالم.
فرقة كون المسرحية تأسست عام 2002 وقدمت أول عرض شارع في ساحة باب توما بعنوان ع طريقك ثم أعقبته بعرض فقاعة سنة 2003 وحكاية علاء الدين 2006 كما قدمت عام2007 عملاً بعنوان جثة على الرصيف في نفق ساحة العباسيين بدمشق وفي مدرسة بحصين البحر ضمن احتفالية دمشق قدمت احتفاء بالكاتب سعد الله ونوس.
يقول أسامة حلال مدير الفرقة انه اعتمد في تمويله على شركات تجارية خاصة لكنه في عرض جثة على الرصيف تعاون مع المركز الثقافي البريطاني وفي عرض الدونكيشوت الذي نال جائزة أفضل عرض في مهرجان القاهرة التجريبي2008 تعاونت كون مع الأمانة العامة لدمشق عاصمة الثقافة العربية لكنه أعاد عرضه مؤخراً على حسابه الشخصي، وقدمت له مديرية المسارح والموسيقا تذكرة السفر إلى مهرجان القاهرة التجريبي فهم غير قادرين كفرقة على تمويل العرض أما برنامج المراكز الثقافية الأجنبية غير مسؤولة عن تمويل العروض المسرحية، والشركات الخاصة ليس لديها دائماً الرغبة في دعم مشاريع الشباب؛ إذ لديهم إستراتيجية خاصة بهم.
يوضح حلال بأن المسؤول الأول عن هذا الأمر هو وزارة الثقافة ومديرية المسارح التي تملك وجهة نظر خاصة في الفرق الجديدة إذ يعتقدون أن هذه الفرق تجد النقود على قارعة الطريق لذلك رفضوا التعامل معنا مع أن الشيء الوحيد الذي نريده هو دعم بسيط لعروضنا.
ويطالب مدير فرقة كون بتشكيل صندوق لدعم الفرق وليس لعرض واحد فقط؛ بل لمدة سنة أو سنتين؛ إضافة إلى إقامة ورشات عمل تستفيد من وجود المراكز الثقافية العربية التابعة للوزارة.
ويعلق أسامة.. نحن شباب سوريون وخريجو جامعات سورية حققنا جوائز هامة في مهرجانات دولية ومن المفروض أن يتجاوبوا معنا كشباب سوريين؛ فنحن لا نطمح بأرباح مالية بل إلى خطة لإدارة المشاريع الثقافية.
من جهة أخرى هناك من يعاني من الاستفادة من خشبات مسارحنا القومية ف باسم عيسى مؤسس فرقة مسرح الدائرة لم يعط خشبة القباني إلا في الوقت الضائع من مديرية المسارح حيث تنتهي عروض الموسم المسرحي في عدة شهور من شتاء السنة.
يسرد عيسى قصته.. رغم أن المديرية لم تقدم لنا أي نوع من الدعم بعد أن رفع مدير المسرح القومي وقتها كميل أبو صعب تقريراً يقول فيه ان عرضنا غير لائق فنياً ولا يحق لنا المشاركة مع أن صعب كان نائماً في عرض المشاهدة رغم ذلك حزمنا أمرنا وسافرنا إلى القاهرة على حسابنا الشخصي وأخذ العرض جائزة أفضل ممثلة للفنانة راما العيسى وبعد أن عدنا إلى سورية بهذه الجائزة وما لقيه العرض من إعجاب سواء من الصحافة أو النقاد وعدتنا المديرية بأنها ستدرج مسرحيتنا في موسمها القادم ومضى أكثر من ثلاث سنوات ونحن ننتظر لكن شيئاً لم يحدث بعد.. لذلك اعمل كمخرج منفذ في عمل تلفزيوني كي أتمكن من تمويل عروض مسرح الدائرة.
الفنان بسام داود مدير فرقة خطا وورك شوب تكاتف مع زميله الممثل المسرحي شادي مقرش بعد أن أعلن هذا الأخير على موقع الفيس بوك دعوة مجايليه من الفنانين الشباب بمقاطعة المديرية التي حذفت ما يقارب أربعين بالمئة من أجور الممثلين المشتغلين في الموسم قبل الماضي، وكانت ذريعة المديرية العجز الذي تعاني منه في ميزانيتها وبذلك حرم المشتغلون في عروض تيامو لرغدا شعراني، الدون كيشوت لمانويل جيجي، غرفة سورية لعلا الخطيب، الشوكة لمنصور السلطي وغيرها من أجورهم كاملة.
يقول بسام داود.. الأجور ليست المشكلة الأساس، بل هو القانون الذي يعوض لنا عن أجر نستحقه بمكافأة، هذا كان سارياً منذ سنين طويلة على الممثلين الموظفين في مديرية المسارح، أما نحن فلسنا موظفين ولا نتقاضى راتباً، نحن نريد أجراً يحترم جهدنا في بروفات طويلة وعروض تكسر الظهر، نريد إبرام عقد معنا وعلى أساسه نقرر الشغل مع المديرية أو نعتذر عن هذا الحلم.
وهذا كان وراء رفض نورا مراد مديرة فرقة ليش للتعامل مع مديرية المسارح ولجوئها إلى جهات أجنبية لتمويل مشروعها هويات إذ تقول ان البيروقراطية والفن لا يتفقان مطلقاً فالاحتياجات الفنية.. أماكن التمرين.. الساعات المخصصة للعمل.. كلها آلية من المفروض ألا تتدخل بها المديرية عند التعامل مع الفرق الخاصة.
تضيف مراد.. إن المديرية كانت تخصص ثلاث ساعات للتمرين في حين أن هذا الوقت لا يكفي حتى للإحماء ناهيك عن أنها غير ملزمة بتنفيذ الديكور والإضاءة فهي لا تتعامل مع مطابع واستوديوهات تسجيل الموسيقا الجيدة لأنهم يعتمدون على التوفير ولا يقدمون عملاً احترافياً.
مرد كان خيارها التعامل مع المراكز الثقافية الأجنبية أيضاً إلا أن هذه المراكز محكومة بميزانيات صغيرة؛ لذا كان على فرقة ليش أن تقدم أعمالها عبر مشاريع مسرحية كبرى فكان عرض مومو للأطفال المأخوذ عن رواية الألماني مايكل إيندي مع معهد غوته بدمشق 2003-2005 حيث أنتج المركز الثقافي الألماني هذا العمل إضافة إلى فيلم كرتون ضمن مشروع حوار مع العالم العربي جزء من مشروع ثقافي ألماني كبير.
اليوم دخلت ليش عامها الثالث مع مشروع هويات الذي مولته مؤسسة الإليزيه الألمانية الفرنسية؛ كمشروع ثقافي بين فرنسا وألمانيا ودول الشرق الأوسط تقول مراد.. الميزانية هنا جيدة وعندما نسألها عن الأجندة توضح أن كل تمويل وراءه أجندة، فنحن كمسرحيين شباب ليس أمامنا خيارات مع المؤسسات الحكومية التي تتبع نظاماً بيروقراطياً معيناً كون كل آلية رسمية هي آلية غير محترفة في العمل على العروض.
وتستذكر مديرة فرقة ليش تعاونها الوحيد مع المؤسسة الرسمية وتصفه بأنه كان تجربة قاسية؛ حيث أبرم اتفاق بين مديرية المسارح والموسيقا وليش لإنتاج عمل مسرحي حركي بعنوان إذا ماتوا انتبهوا وكانت الفترة المحددة للتعاون شهرين إلا أنه وبعد دراسة الميزانية والشغل لمدة شهرين انسحبت مديرية المسارح قبل يومين من العرض بلا أي سبب يذكر؛ وكانت الحجة وقتذاك كما أوردها المدير العام للمسارح والموسيقا الدكتور عجاج سليم بأن المديرية ليس لديها قانون للشراكة مع الفرق الخاصة.
النوايا الحسنة عند مديرية المسارح تبقى مجرد نوايا حسنة ولا تثمر في التعاون والمبالغ التي كانت مترتبة على المديرية دفعتها نورا من جيبها الخاص واللجوء إلى الراعي السبونسر يكون دائماً كما تقول المخرجة الشابة بشكل شخصي، والمطلوب من المديرية اليوم أن يكون المسرح جزءاً كبيراً من التنمية على الأقل هي ليس لديها مانع من فرض الشروط لكن هناك تجارب مريرة تمنعها اليوم من التعامل مع المديرية.
لم تشعر مي سعيفان مديرة فرقة ميوسوتس في أي لحظة أثناء وجودها في ألمانيا أن سورية لا تعنيها بل كانت مصرة أن يكون هناك فرقة ألمانية سورية تقدم عروضها في ألمانيا وفي سورية في الوقت ذاته، فبعد عرض عواقب2006 قدمت فرقتها مسرحية كونتراكت مع الراقصة الألمانية بيترا يافورسكي حيث شاركت في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية بعد شغلها على قصائد للشاعر أدونيس من ديوانه تاريخ يتمزق في جسد امرأة إذ حاولت سعيفان بعد عودتها إلى بلدها أن تستفيد من التجربة التي زاولتها في ألمانيا في تدريس الرقص.
تقول سعيفان بأن توقعاتها عن العمل في سورية كانت مطابقة للواقع إلى حد كبير لكنه كان لديها الأمل بتقديم عرض بدعم من دار الأوبرا السورية لتشكيل فرقة صغيرة تابعة لتلك الدار؛ لكن ذلك لم يتحقق كونه غير وارد اصلاً حتى الآن في توجه دار الأوبرا حيث كان في أولويات الدار إنشاء فرقة موسيقية خاصة بها ومن ثم التطلع إلى فرق أخرى.
وتروي خريجة المعهد العالي للباليه في فرانكفورت 2003 قصتها مع مديرية المسارح وتقول.. التعاون مع المديرية لم يكن ضمن توقعاتي بسبب الروتين والبيروقراطية التي تحكم قوانينها وعدم الوضوح في التعاون مع الفرق الخاصة، وما فوجئت به أن موظفي المديرية لا يعرفون مسؤولياتهم وعلي أن أعيد إرسال الكتاب الذي أخاطب به المديرية أكثر من ثلاث مرات حيث تضيع الأوراق بين موظف وآخر، وتتوه طلبات لجان المشاهدة مع طلبات استقبال الوفود وطباعة الأفيشات والبطاقات وتضيع أوراق المكافآت ورعاية الوزارة بين هؤلاء الموظفين.
أنشأت سعيفان تجمع تنوين للمسرح الراقص عام 2008 لكنها لم تحصل حتى اليوم على ترخيص من نقابة الفنانين لعدم معادلة شهادتها.
سامر إسماعيل وبديع صنيج
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد