فلسطينيو سوريا يرحبون بالحكومة ويراهنون على المستقبل

19-03-2007

فلسطينيو سوريا يرحبون بالحكومة ويراهنون على المستقبل

رحب الفلسطينيون في سوريا بالإعلان عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وأملوا أن تشكل بداية لحل القضايا الضاغطة على الفلسطينيين وإصلاح منظمة التحرير. 
 في المقابل فضلت بعض الفصائل التريث في الحكم على أداء الحكومة وأبدت أخرى تحفظاتها عما ورد في خطاب رئيسها إسماعيل هنية. 
 ورأى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد أن الجبهة لها وجهة نظر مختلفة فيما يتعلق بكتاب التكليف الموجه لرئيس الحكومة، وبالاتفاق الثنائي بين حركتي فتح وحماس وخاصة البند المتعلق باحترام الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل. 
 وأضاف فؤاد أن الاتفاقيات فيها انتقاص كبير من حقوق الشعب الفلسطيني الأمر الذي دفع الجبهة إلى الامتناع عن المشاركة في تلك الحكومة. 
 بدوره قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية -القيادة العامة- الدكتور فضل شرور، إن حماس طلبت من الجبهة منذ بدء المشاورات لتشكيل الحكومة أن تكون داخل المشاورات ووافقت الجبهة على أساس أن الاشتراك في الحكومة عامل مساعد. 
 وأضاف أن القيادة العامة أبلغت يوم الثلاثاء أن وجودها داخل الحكومة سيصعب أمر رفع الحصار فضلا عن وجود ضغوط باتجاه عدم إشراكها، ففضلت القيادة العامة البقاء خارج الحكومة.
إلا أن فؤاد وشرور أكدا أن عدم المشاركة لا يعني ابتعاد الجبهة الشعبية أو القيادة العامة عن هموم الشعب الفلسطيني. 
 وقال فؤاد إن الجبهة تتمنى للحكومة النجاح في تحقيق أهدافها وتلبية طموحات الفلسطينيين وخاصة الامتناع الكامل عن اللجوء للسلاح في حل الخلافات الداخلية. 
 ودعا فؤاد إلى العمل على وضع ميثاق شرف بين كافة القوى والفصائل يمنع استخدام السلاح، ودعم وتأييد المقاومة وبذل جهد حقيقي لإطلاق سراح الأسرى. إضافة إلى إعادة بناء منظمة التحرير وفق الاتفاقات التي تمت بين الفصائل في القاهرة عام 2005.
 ورأى شرور بدوره أن مقياس نجاح الحكومة المقبلة سيكون بالخطوة التالية للتأسيس التي يجب أن تعمل على الإسراع في تشكيل ورشة عمل لتشكيل مجلس وطني جديد تمهيدا لإحياء وبناء وترميم مؤسسات منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
 وأضاف القيادي الفلسطيني أن الشارع الفلسطيني في سوريا يؤيد كل عمل يؤدي إلى رفع الحصار الظالم عن أشقائه في الداخل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القضية الفلسطينية ليست قضية خبز وتحويل أموال بل هي قضية مقاومة المغتصب الاستيطاني. 
 وأكد شرور أن القيادة العامة مستمرة في نضالها مع حلفائها خارج الحكومة كالجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وكافة الفصائل المقاومة الأخرى. 
 في المقابل أكد فؤاد أن الجبهة الشعبية ستشكل معارضة داخل المجلس التشريعي وستطرح رأيها في كل السياسات بكل وضوح وشفافية وهذا لا يمنع دعمها للمواقف السياسية القريبة من خطها السياسي.
وفيما يبدي الفلسطينيون في سوريا تفاؤلا بتشكيل الحكومة والبدء في مواجهة العناوين الكبرى كرفع الحصار وضبط الأمن وإعادة بناء منظمة التحرير، يشكك بعض المحللين في قدرة تلك الحكومة على الوفاء ببرنامجها. 
 وفي هذا السياق قال المحلل مأمون كيوان إن احترام الاتفاقات الواردة ضمن برنامج الحكومة السياسي يتطلب الالتقاء مع الإسرائيليين، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل: هل سيقوم وزراء فتح بالتفاوض مع الإسرائيليين فيما يمتنع وزراء حماس عن ذلك؟! 
 وأبدى كيوان تشاؤمه حيال مستقبل هذه الحكومة التي تحمل معها عوامل فشلها. وأوضح أن التحدي الرئيسي يكمن في مطالب اللجنة الرباعية الدولية وتحديدا المفاوضات مع إسرائيل. 
 واستدرك قائلا إن حل هذه المعضلة يبدو صعبا ما لم يكن هناك تحول في البرنامج السياسي لحركة حماس.
 وخلص كيوان إلى أنه وفق تلك المعطيات لا يمكن بناء آمال كبيرة على الحكومة بل هي أقرب إلى حكومة تمرير لحظة وتصريف أعمال، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الضغط العربي ممثلا بالسعودية قبل أيام قليلة من عقد مؤتمر القمة العربية.
 وأضاف المحلل الفلسطيني أن تسمية حكومة وحدة وطنية بعيد تماما عن تشكيلة الحكومة الحالية التي تضم فتح وحماس ووزيرا واحدا من الديمقراطية ومستقلين، فيما غابت الفصائل الأخرى جميعها لحسابات وتكتيكات داخلية أو لضغوط خارجية. 
 يذكر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يبلغ نحو نصف مليون نسمة يعيش أكثر من نصفهم في مخيمي اليرموك وفلسطين جنوب العاصمة دمشق. 
 كما توجد على الأراضي السورية أيضا قيادات الفصائل الفلسطينية العشر وهي الفصائل التي عارضت اتفاق أوسلو.

محمد الخضر

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...