فوز الكرامة السورية وسقوط جمهور القادسية

19-10-2006

فوز الكرامة السورية وسقوط جمهور القادسية

الجمل – حمص – بهيج وردة :  لم يكن الحمامصة بانتظار صافرة النهاية لإطلاق المفرقعات , و إرخاء العنان لزمامير سياراتهم , التي جابت شوارع حمص  , بعد فوز فريقهم الأزرق ( الكرامة ) على الأصفر ( القادسية ) الكويتي على ملعبه في  الكويت , في المبارة ما قبل النهائية على بطولة أندية آسيا . الدبلان الذي اجتاحه المشجعون بهتافاتهم تجمعوا عند مدخله الغربي  و بدأت الأهازيج  , في الوقت الذي تجمعت فيه السيارات بما ناءت من أحمال , في ساحة حي الحمراء القريب من الملعب البلدي حيث مقر نادي الكرامة , فاشتعلت الأسهم النارية لتضيء ليل الأربعاء الدافئ , لتغطي مع الأزرق و البرتقالي ( ألوان النسر الأزرق ) شوارع المدينة , و مرت السيارات العابرة في الدبلان و الغوطة و الحمرا ,  تحت الأعلام الكبيرة التي حملها المشجعون .  
حواف البركة الصناعية التي تتوسط دوار الحمرا , ناءت  بالمشجعين الذين اشتعل هتافهم مع وصول غزوان الحراكي بترومبيته  النحاسي , و بدا الجميع كأنهم بانتظار إيعاز الهتاف  و الغناء , رغم كل الصخب السابق , غزوان الذي تمنى أن ينصر الله ( الكرماوية ) على طول , لا مشكلة لديه في العزف حتى الصباح , و كله لعيون الكرامة , حيث أعاد ترومبيته هتافات الملعب إلى الشارع , الانتصار , الانتصار , الانتصار , كرااااااااااامة  .
تزداد السيارات و يزداد إطلاق الأسهم النارية ,  يأتي خال زياد ليخبره أن العراضة الحمصية شغالة الآن بالكويت و الجمهور لا تسعه الفرحة ,  في الوقت الذي يتلقى فيه تهاني صديقه صالح الذي يكلمه بالموبايل من الشام , فيطالبه زياد بعراضة نكاية بالوحداوية  .  شرطي السير أسقط في يده , و لم يعد يستطيع تنظيم السير ,  و آثر الانسحاب تاركا ً هذ المهمة للشباب الذين افترش بعضهم الأرض , و رقصوا في دوائر , دون أي انزعاج من سائقي السيارات الذين تمتعوا بالزمامير و فرحة الفوز , فهي أحلى فرحة كما يقول وسيم قباقيبو ( 18 سنة )  الذي رقص في الشارع , حيث توقع الفوز منذ اللحظة التي توقفت عندها المباراة بعد سقوط قنبلة دخانية على دكة اللاعبين الاحتياطيين لفريق الكرامة , أما وسيم الجندي المنهمك بإرسال مسيج لأخيه في بريطانيا الذي يتمنى مشاركة الفرحة  بتفاصيلها في حمص , فمنعه عدم معرفته بضرورة الحصول على فيزا لدخول الكويت رغم إقامته في أبو ظبي , من حضور المبارة شخصيا ً , ففضل حضور فرحة انتصارها بمدينته .
( مكتوب على نادينا , يا ويلو يلي يعادينا ) ,  تتوقف حركة السير الضعيفة أصلا ً من جديد , و تطل شاحنة تحمل شعار نادي الكرامة , يقول سائقها فادي مندو : " كنا نتوقع نتيجة اكبر , أنا شخصية خمنت نهايتها 3 مقابل لا شيء " , توقف الحديث عند هذه الجملة و تابع فادي تزميره , لأجل الإنجاز  الذي حققه  فريق سوري عموما ً , حمصي خصوصا ً , و بدأت الهتافات المتفاخرة و التي تتوعد الفريق الكوري  , ( ارفع إيدك كرامة تيشوفوك الحمصية , بدك تخسر يا كوري و اسآل القادسية  ) , منذ متى أصبح فداء كرماوي ؟ , يتساءل راكان و رفاقه , لكن فداء يرد " هذه فرحة لسوريا كلها " , على راسي و الله , فحتى الجمهور الوثباوي الجار اللدود للكرامة  لم يغب عن الفرحة , تتجاوز عقارب الساعة منتصف الليل و الناس في ازدياد ,  مقهى (  TRIO)  أحضر عدة صوت , و بدأت الدبكة على هدير الأغاني الكرماوية .
لم يعد الحديث عن توقف المباراة في دقيقتها ال (80) مجديا ً , و لا الحديث عن إهدار الكوايتة لضربة جزاء لم يشكك بها  المعلق إياد ناصر , الذي تعذب بالتنقل بين الميكروفون و سماعة الموبايل لنقل التعليق المباشر , و الذي يتفاءل الكرماويون بصوته مع زميله جوزيف بشور , فالهدوء الذي خيم على متابعي المباراة على متابعي المباراة في شارع الدبلان من خلال أحد محلات بيع الأجهزة الكهربائية , الذي وضع تلفزيوناته على الواجهة لنقل المباراة الحدث , كان تواطؤا ً ضمنيا ً مع صمت الزميل ناصر الذي لم يعلق على مدى صحة هذه الضربة ,  و لم تعد الغصة التي أغمضت عيون بعض ضعاف القلوب عن الكرة التي حلقت خارج جدران مرمى البلحوس واردة , فاليوم أربعاء و الكرامة لا يخسر يوم الأربعاء , حيث سبق له التغلب على الاتحاد السعودي , و سابا الإيراني , و الغرافة القطري , و الوحدة الإماراتي , و كله في أيام الأربعاء التي ستستمر مع الحماصنة في اللقاء النهائي , ف (1)  تشرين الثاني يوم مباراة الذهاب التي ستقام على أرض الفريق الكوري هو يوم أربعاء , و كذلك (8) تشرين الثاني موعد الإياب للحصول على لقب بطل أندية آسيا . الأعداد الموجودة في ساحة الحمرا توحي أن المباراة في حمص , فكيف عندما يكون النهائي فيها , هل سيتسع ملعب النسر الأزرق لمشجعيه الذين بدؤا يعدون أنفسهم بالكأس في حمص ؟ .
ومن المتظر أن يصل فريق الكرامة مصار دمشق طهر اليوم الخميس قادماً من الكويت مع جمهور مشجعيه الذين تمكنوا من السفر الى الكويت بأعداد كبيرة بفضل مساعي محافظ حمص أياد غزال  وفرع الحزب في حمص بالتعاون مع مؤسسة الطيران السورية وشركة سياحية لتسيير رحلات خاصة الى الكويت بأسعار تشجيعية  لا تتجاوز الثمانية آلاف ليرة سورية ذهاب وأياب ولمدة اربع وعشرون ساعة، إلا ان المفاجأة التي انتظرت الجمهور الحمصي  وعلى رأسه السيد المحافظ وأعضاء قيادة فرع الحرب في الكويت أن بطاقات المباراة تم بيعها لجمهور فريق القادسية ، ولم يتمكن سوى الف حمص من دخول الملعب، ومع ذلك ورغم الغضب الذي أظهرعه الجمهور الكويتي  في الدقائق الأخيرة للمباراة وإلقاء قنابل دخانية باتجاه اللاعبين الاحتياط فاز الحماصنة  وعاد الكرماوية مظفرين  ومن المتوقع أن يشهد مطار دمشق تظاهرة كبيرة لاستقبال  النسر الأزرق .

 

الجمل

إلى الندوة

التعليقات

الكرامه ألى الابد

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...