قضية السفير الإيراني تتفاعل: طهران تتجه لرفع دعوى ضد واشنطن
تستمر قضية السفير الإيراني المعين لدى الأمم المتحدة حميد أبو طالبي بالتفاعل، مع إعلان الجمهورية الإسلامية عدم تسمية ديبلوماسي آخر لشغل المنصب.
القرار الإيراني يأتي بعد رفض واشنطن إصدار تأشيرة سفر تخول أبو طالبي الدخول إلى نيويورك حيث مقر المنظمة الدولية، التي لم يسمع لها حتى الآن موقف واضح وصريح من الخطوة الأميركية، لاسيما أن اتفاقية العام 1947 تفرض على دولة المقر، أي الولايات المتحدة، توفير تأشيرة دخول لضيوف الأمم المتحدة وموظفيها.
بالنسبة إلى إيران، فالقضية ينظر إليها على أنها تدخل أميركي في شأن ديبلوماسي إيراني، فلطهران حرية اختيار من تشاء ليمثلها، لاسيما وأن الأمم المتحدة منظمة مستقلة ولا علاقة لها بخصومات الدول وصداقاتها.
وفي طهران يقال أكثر من ذلك، ويستغرب أكثر غياب الأمم المتحدة عن السجال وعدم تدخلها لحسم الأمر كما كانت فعلت في مناسبات سابقة، تحديداً عندما قررت الولايات المتحدة عدم منح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تأشيرة دخول لمنعه من إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار، قرر مجلس الشورى الإسلامي إمهال الحكومة الإيرانية عشرة أيام لرفع شكوى ضد الولايات المتحدة في المحافل الدولية بسبب عدم منح التأشيرة لأبو طالبي.
وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني محمد حسن أصفري إن «على الحكومة الإيرانية متابعة هذه القضية، وأن ترفع شكوى ضد الولايات المتحدة، وألا تكتفي بمسألة أننا نصر على حضور ممثلنا في الأمم المتحدة».
وأضاف أصفري أن «على الحكومة الأميركية أيضاً تحمل المسؤولية تجاه هذا الإجراء الذي قامت به، وأن يتم التصرف معهم بحيث لا يسمحوا لأنفسهم بعد الآن للقيام بمثل هذه الممارسات»، محذراً من أن عدم متابعة القضية ستعني استدعاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى البرلمان للاستجواب.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن في وقت سابق أن أبو طالبي سيكون المرشح الوحيد لوزارة الخارجية الإيرانية لتولي منصب سفير البلاد في الأمم المتحدة، وأن التكهنات الإعلامية بالتراجع عن التعيين «غير دقيقة».
ويشغل أبو طالبي حالياً منصب معاون مدير ديوان رئاسة الجمهورية، وهو تولى سابقاً مهمة تمثيل إيران في كل من إيطاليا وبلجيكا وأستراليا والاتحاد الأوروبي، وهو يحمل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع التاريخي من جامعة ليون الفرنسية، والماجستير في علم الاجتماع السياسي من جامعة السوربون الفرنسية.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة «فارس» الإيرانية أمس، أن إيران ألغت خطة لإرسال سفن حربية إلى المحيط الأطلسي، لتتراجع بذلك عن محاولة لاقتراب سفنها من الحدود البحرية للولايات المتحدة رداً على وجود الأسطول الأميركي في الخليج.
ونقلت الوكالة الإيرانية عن قائد البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري قوله إنه «بسبب تغيير في الجدول، لن تتجه المجموعة الحربية 29 التابعة لسلاح البحر إلى المياه المفتوحة في المحيط الأطلسي ومن المرجح إسناد المهمة إلى مجموعة أخرى».
وكالات
إضافة تعليق جديد