كيف يتآمر «غوغل» مع العنصرية الإسرائيلية

06-11-2018

كيف يتآمر «غوغل» مع العنصرية الإسرائيلية

تحدث مقال نشره موقع «ميدل إيست مونيتور» عن عمق التضامن الذي يبديه محرك البحث «غوغل» مع الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أن «غوغل»، كبقية شركات وادي السيليكون الاحتكارية، أي الشركات المنتجة للتقنيات الموجودة في وادي السيليكون على الساحل الغربي لولاية كاليفورنيا الأمريكية، ينحاز بشكل روتيني إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحرب التي يرتكبها ضد الفلسطينيين، حيث ألغى تسمية «فلسطين» من تطبيق الخرائط الخاص به.

وأكد المقال استناداً إلى تقرير جديد أعده المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي «حملة»، وهي مجموعة فلسطينية لحقوق الإنسان، أن تسمية فلسطين لأكثر من 3200 سنة، هي التسمية الوحيدة المستخدمة بشكل دائم للدلالة على كامل أراضي البلاد الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.

وقال المقال: وعلى الرغم من أن «فلسطين» هو المصطلح الأكثر دقة من الناحية التاريخية، فإنه منذ عام 1948، عندما طردت الميليشيات الصهيونية أغلبية السكان الفلسطينيين الأصليين من البلاد بالقوة، تم تأسيس «دولة» على أرض فلسطين التاريخية هي «إسرائيل»، وتلك «الدولة» لم تعلن حدودها أبداً، ونتيجة لذلك، وعند الحديث عن «إسرائيل»، يبقى من غير الواضح بالضبط ما هي المنطقة المشار إليها، لكن الصهاينة من كل من اليمين و«اليسار» يزعمون عموماً أن الأرض التاريخية لفلسطين هي «أرض إسرائيل».

وأوضح المقال أن التقرير الجديد لـ«حملة»، يشرح بالتفصيل كيف أن «غوغل» يقضي على واقع الحياة الفلسطينية، ففي عام 2016، كان تعرض لهجوم إلكتروني من حسابات لفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي عندما أزال المحرك البحثي تسميات «الضفة الغربية» و«غزة» عن خرائطه، متذرعاً بأن إزالة هذه المصطلحات كانت نتيجة خلل تقني، وأنه أساساً لم يستخدم كلمة «فلسطين» في خرائطه بالسابق.

وأكد المقال أن الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر هما من المناطق الفلسطينية المهمة، لأنهما يمثلان بقية الأراضي الفلسطينية التي فشلت «إسرائيل» في احتلالها عام 1948، لافتاً إلى أنه يمكن للمرء أن يستنتج أن «غوغل»، من خلال رسم الخرائط ووضع العلامات، يعترف بوجود «إسرائيل»، ويجعل عاصمتها القدس المحتلة، بينما ينكر وجود فلسطين.

وتابع المقال: وهناك جوانب أخرى للطريقة التي يطمس بها «غوغل» الحياة الفلسطينية، فالقرى الفلسطينية في صحراء النقب التي ترفض «إسرائيل» الاعتراف بها منذ عام 1948 لا يتم تعيينها بشكل صحيح على خرائط «غوغل»، وتظهر هذه القرى فقط عند التكبير عن كثب، لتبدو، فيما عد ذلك، كأنها غير موجودة، علماً أن معظم القرى البدوية غير المعترف بها في النقب، مجموعها 46 قرية، كانت موجودة حتى قبل إنشاء الكيان الإسرائيلي في عام 1948، ويذكر البعض أنها موجودة منذ القرن السابع الميلادي.

وأكد المقال أن تضامن «غوغل» مع العنصرية الإسرائيلية، من خلال موقفه الداعم لإخراج «إسرائيل» لفلسطين عن الخريطة، يمتد إلى حدود الرابع من حزيران لعام 1967، فالقرى الفلسطينية حتى داخل الضفة الغربية في غور الأردن لا تحددها خرائط «غوغل» بشكل صحيح أيضاً، وعلى حين أن المستوطنات الإسرائيلية يمكن رؤيتها عند النظر إلى المساحة الأكبر من الخريطة، فإن بعض القرى الفلسطينية لا يمكن رؤيتها إلا عند التكبير، وحتى هذا، فهو نتيجة الضغط، الذي تفرضه منظمات حقوق الإنسان ليس إلا.

وأوضح المقال أن خرائط «غوغل» باعتبارها تقدم أكبر خدمة لرسم الخرائط والمسارات العالمية، لديها القدرة على التأثير في الرأي العام العالمي، وتالياً تتحمل مسؤولية الالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان وتقديم خدمة تعكس الواقع الفلسطيني كما هو، لذا يجب إجبار محرك البحث هذا على إنهاء تواطئه مع العنصرية الإسرائيلية وسياسة الفصل العنصري.

 

 


ترجمة : راشيل الذيب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...