لا تهملوا الشحوم الثلاثية
الجميع يهابون الكوليسترول كونه أحد أهم المتورطين في الأمراض القلبية الوعائية. وقد لعبت شركات الأدوية دوراً في تخويف الناس منه ليس محبة بهم ولا خوفاً على قلوبهم، بل رغبة في بيع المزيد من العقاقير الخافضة للكوليسترول التي لا طائل لها إذا لم يكن لها مبرر في كثير من الحالات.
وأمام الهوس من الكوليسترول يتم نسيان، أو تناسي، الشحوم الثلاثية (أو التري غليسيريد) التي لا تملك الشهرة التي يتمتع بها الكوليسترول، إلا أن البحوث بينت بما لا يدع مجالاً للشك في أن ارتفاعها يشكل عامل خطر مهماً للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، كما الكوليسترول. وتزداد أهمية هذا العامل في حال وجود المتلازمة الاستقلابية التي تضم مجموعة من السمات هي: سمنة البطن، وزيادة الكوليسترول السيء، وانخفاض الكوليسترول الجيد، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة الأنسولين في الدم.
وتؤثر الشحوم الثلاثية سلباً على بطانة الشرايين، خصوصاً الشرايين التاجية القلبية مؤدية عاجلاً أم آجلاً إلى تصلبها وتضيقها وربما إلى انسدادها مسببة الأزمات القلبية.
وترتفع الشحوم الثلاثية لأسباب عدة، من أهمها قلة الحركة، وزيادة الوزن، والسمنة، والتدخين، والإكثار من تناول السكريات البسيطة، والداء السكري، وشرب الكحوليات، وقلة النشاط البدني، إضافة إلى عوامل وراثية وبعض الأدوية.
إن الحماية مـن خطر الشحوم الثلاثية تحتاج في الدرجة الأولى إلى تغيير نمط الحياة، وتجنب الدهون المشبعة، والابتعاد عن المآكل المقلية والوجبات السريعة، وخفض الوزن في حال السمنة، وعدم الإفراط في الأكل، وخفض استهلاك سكر الفواكه، وتقليص استهلاك المشروبات السكرية والحلويات، وممارسة النشاط الرياضي، فقد بينت الدراسات أن المشي 12 ميلاً في الأسبوع يمكن أن يساعد في خفض الشحوم الثلاثية بنسبة 25 في المئة.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد