لافروف سيلتقي الجربا
يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الاثنين رئيس «تيار الغد» أحمد الجربا، وذلك وسط معلومات تحدثت عن قرب انضمام الأخير إلى «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض لقوى المعارضة السياسية والتنظيمات العسكرية.
والجربا، الرئيس السابق للائتلاف المعارض، هو عضو في «لجنة متابعة مؤتمر القاهرة». وأكد القرار الدولي (2254) والخاص بخارطة طريق حل الأزمة السورية، على تمثيل المعارضة في المحادثات «أوسع تمثيل»، ويلحظ جدوى مؤتمر الرياض إضافة إلى «منتدى موسكو واجتماع القاهرة للمعارضة السورية». ورفضت الهيئة العليا للمفاوضات وجود طرف معارض آخر على طاولة المحادثات بجنيف باستثناء وفدها ومن تقرر هي إضافته من شخصيات إليه. وردت موسكو بأن موقف الهيئة يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي. واتهمت الدبلوماسية الروسية الهيئة بعرقلة المباحثات جراء تمسكها بشروطها المسبقة، وشددت على أن الانتقال إلى المحادثات المباشرة ما بين الوفدين الحكومي والمعارض يتطلب تنفيذ القرار الدولي بالكامل فيما يتعلق بتركيبة الوفد المعارض. وإلى الآن، عقدت الأمم المتحدة ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة، بين الوفد الحكومي ووفد «الهيئة العليا». وأخيراً علقت الهيئة العليا مشاركتها في المحادثات.
ووصل الجربا على رأس وفد من «تيار الغد»، إلى العاصمة الروسية أمس في زيارة تستمر ثلاثة أيام. وأوضح المتحدث باسم التيار منذر آقبيق أن الجربا سيلتقي لافروف اليوم. وتوقع، حسب ما نقلت عنه وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، أن يبحث الجربا في موسكو القرارات التي جرى اتخاذها في فيينا وجنيف، من قبل مجموعة الدعم الدولية لسورية، والتي تلعب روسيا دوراً كبيراً في توجيه تحركاتها. وأشار آقبيق إلى أن الجربا سيبحث «مسألة عبور قوافل المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة، فضلاً عن عملية الانتقال السياسي».
من جهة أخرى، قال عضو الأمانة العامة لـ«تيار الغد السوري» قاسم الخطيب إن التيار تلقى دعوة من الخارجية الروسية لبحث سبل حل الأزمة السياسية في البلاد، ونوه إلى «أهمية تواصل المعارضة السورية مع الجانب الروسي لأن بيده الكثير من مفاتيح الحل للأزمة السورية».
وتابع الخطيب، العضو أيضاً في «لجنة مؤتمر القاهرة»، أن عدة ملفات مهمة ستطرح على بساط البحث في موسكو منها تجنيب المدنيين القتل وويلات الحرب وسبل مكافحة الإرهاب، معرباً عن أمله في أن يفتح الروس ممرات آمنة لوصول المساعدات للبلدات والمدن السورية والشعب السوري المحاصر عبر الضغط على النظام.
وبالترافق، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة لأبناء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، عن مصادر سورية وصفتها بـ«المطلعة» أن الجربا، حصل أخيراً على توافق روسي أميركي بشأن انضمامه إلى الهيئة العليا للمفاوضات.
ورجحت المصادر أن «تشهد الأيام المقبلة بعض الخطوات لتعديل مسار التفاوض وتركيبة وفد» الهيئة المشارك في محادثات جنيف برعاية الأمم المتحدة. ولدى إطلاقه الجولة الأولى لمحادثات جنيف، وجه المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الدعوة إلى الهيئة العليا للمفاوضات بصفتها الاعتبارية كي ترسل وفدها المفاوض إلى جنيف. وبخلاف ذلك أرسل دي ميستورا دعوة إلى عشرات الشخصيات السورية من منصات موسكو والقاهرة ودمشق وحميميم، لحضور المباحثات، لكن بصفة شخصية وكمستشارين للمبعوث الأممي.
والتقى أعضاء من منصتي موسكو والقاهرة على هامش الجولة الأولى للمحادثات أواخر شهر كانون الثاني من العام 2016 الجاري، وشكلوا «الوفد الديمقراطي العلماني». وبينما اقترح مجلس سورية الديمقراطية المنبثق عن مؤتمر الرميلان، في رسالة بعثها رئيسه المشارك هيثم مناع في حينه، للأمم المتحدة، فكرة تشكيل وفدين للمعارضة يتساويان في الصلاحيات، أكد أمين حزب الإرادة الشعبية قدري جميل عدم ممانعته «الاندماج» مع وفد «الهيئة العليا» بشرط أن يتم على قاعدة المساواة في التمثيل والصلاحيات، وامتنعت الأمم المتحدة عن دعوة ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى المشاركة في محادثات جنيف سواء في الوفد المفاوض أو الوفد الاستشاري، بعد أن هددت تركيا بمقاطعة عملية فيينا بأكملها إذا ما تمثل هذا الحزب الذي تعتبره إرهابياً بذريعة أنه امتداد لحزب العمال الكردستاني. وتشدد موسكو على ضرورة دعوة الأكراد إلى محادثات جنيف.
وكالات
إضافة تعليق جديد