ما الجديد في حملة الإيباك لإدراج حزب الله في قائمة الإرهاب الأوروبية؟

23-06-2007

ما الجديد في حملة الإيباك لإدراج حزب الله في قائمة الإرهاب الأوروبية؟

الجمل:    عناصر اللوبي الإسرائيلي، (بالتنسيق مع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومنظمة الإيباك) بدأت تحركاتها (العملية) الهادفة إلى دفع الإدارة الامريكية باتجاه استغلال علاقات عبر الأطلنطي، والضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل وضع وإدراج (حزب الله اللبناني) ضمن قائمة الإرهاب الأوروبية.
• طبيعة تحركات اللوبي الإسرائيلي:
سعت الإدارة الأمريكية من قبل بواسطة بريطانيا لإدراج اسم حزب الله ضمن قائمة الإرهاب الأوروبية، وقد عارضت فرنسا الأمر على أساس اعتبارات أن حزب الله إضافة إلى كونه منظمة عسكرية، فهو حزب سياسي يملك وزناً لا يُستهان به في الشارع اللبناني، وله نواب ووزراء ضمن الحكومة اللبنانية، وبالتالي فإن إدراجه ضمن هذه القائمة سوف يلزم الاتحاد الأوروبي بعدم التعامل مع الحكومة اللبنانية لأنها تضم وزراء (إرهابيين) بين صفوفها، وإضافة لذلك فإن دول الاتحاد الأوروبي وبالذات فرنسا سوف تجد صعوبة بالغة في التعامل مع الحكومة اللبنانية.
ثم ترك ملف حزب الله معلقاً في أروقة الاتحاد الأوروبي طوال الفترة الماضية، وبرغم ذلك فقد ظلت منظمات وجماعات اللوبي الإسرائيلي تمارس ضغطاً على مستويين، ففي أمريكا ظلت منظمة الإيباك تمارس مطالباتها ومناشداتها للإدارة الأمريكية بمواصلة الضغوط على دول الاتحاد الأوروبي وبالذات فرنسا، وفي الدول الأوروبية وبالذات في فرنسا حيث واصلت منظمات اللوبي الإسرائيلي والجمعيات اليهودية مطالباتها بضرورة إدراج حزب الله ضمن قائمة الإرهاب الأوروبي.
• محاولة الإدراج الثانية.. والفرصة الجديدة:
كانت دول الاتحاد الأوروبي ترفض الطلب الأمريكي متذرعة بالرفض الفرنسي، ولكن بعد قدوم رئيس الجمهورية الجديد نيكولاس ساركوزي إلى قصر الاليزيه، لاحت الفرصة الجديدة أمام إسرائيل ومنظمات اللوبي الإسرائيلي لتحقيق الهدف الذي لم يكن ممكناً في الماضي.
الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي كان بالأساس قد أدرج ضمن برنامج حملته الانتخابية وعداً بأن تقوم فرنسا بحظر حزب الله اللبناني والمطالبة بإدراجه ضمن قائمة الاتحاد الأوروبي للحركات الإرهابية.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن ساركوزي وكبار مساعديه قاموا خلال الحملة الانتخابية بتوجيه الكثير من الانتقادات الشديدة اللهجة للمرشحة الاشتراكية سيغولين رويال بسبب مقابلتها واستقبالها لبعض أعضاء حزب الله اللبناني.
من المعلوم أن منظمة الإيباك (AIPAC)، (أو ما يعرف باللجنة الأمريكية- الإسرائيلية للشؤون العامة) ينحصر تحركها حصراً في مجال الكونغرس الأمريكي (مجلسي النواب والشيوخ)، وذلك فيما يختص بمتابعة إعداد وإصدار القوانين والتشريعات الأمريكية التي تهدف لدعم وتعزيز المصالح الإسرائيلية.
• الخطوات الجديدة:
بدأ اللوبي الإسرائيلي هذه المرة بخطوتين دفعة واحدة، ويمكن استعراضهما على النحو الآتي:
- التحرك في مجلس النواب الأمريكي:
رتبت منظمة الإيباك جلسة استماع في اللجنة الفرعية الخاصة بالشؤون الأوروبية للجنة مجلس النواب الأمريكي المختصة بالشؤون الخارجية، وذلك للتقرير الذي ألقاه أمام اللجنة ميشيل جاكوبسون خبير معهد واشنطن، والمتخصص في شؤون الإرهاب والاستخبارات.
أشار ميشيل جاكوبسون في تقريره إلى النقاط الآتية:
* إن عدم  إدراج اسم حزب الله في قائمة الإرهاب الأوروبية، يعزى بقدر كبير إلى الطبيعة البيروقراطية التي تسيطر على دولاب العمل الإجرائي في مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
* صعوبة الحصول على الموافقة الأوروبية وذلك لأن القرارات تصدر فيا لاتحاد الأوروبي عن طريق الإجماع، (أي تأييد أعضاء الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27 دولة).
* وجود جنود أوروبيين من بلجيكا، فرنسا، اسبانيا، وغيرها ضمن قوات اليونيفيل في جنوب لبنان الذي يسيطر عليه الشيعة، قد جعل هذه الدول الأوروبية تعارض القرار على أساس اعتبارات أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة العداء ضد الأوروبيين في جنوب لبنان.
كذلك حاول ميشيل جاكوبوسون إقناع لجنة مجلس النواب بأهمية إقناع الأوروبيين بإدراج حزب الله اللبناني ضمن قائمة الإرهاب وحظره، وركز على النقاط الآتية التي لم يمكن أن تترتب على حظر حزب الله اللبناني أوروبيا:
* التأثير الرمزي: وذلك لأن الحظر سوف يؤدي إلى نقل رسالة رمزية قوية إلى حزب الله بأن عليه أن لا يمارس أي نشاط عسكري وإلا فسوف يواجه العقاب الأوروبي.. كذلك سوف يؤدي القرار إلى ردع المنظمات الأخرى بأن لا تحاول حذو حزب الله، وأيضاً إلى ردع الأطراف التي تقوم بمساندة ودعم حزب الله.
* التأثير المالي: الحظر سوف يغلق القنوات التي يتم عبرها نقل الأموال التي يستخدمها، كذلك سوف يدفع المؤسسات المالية المصرفية والشركات المالية إلى إجراء المزيد من التدقيق الفاحص للأوراق والمستندات الخاصة بالمعاملات المالية من وإلى لبنان، وإضافة لذلك فإن القرار سوف يردع الكثير من الأفراد والمؤسسات والشركات التي ظلت تقدم تبرعاتها المالية لحزب الله من مغبة التمادي في إرسال التحويلات المالية لحزب الله.
* حظر حزب الله سوف يدعم الجهود الدولية الهادفة لمعاقبة إيران.
* إن حظر حزب الله سوف يعطي المصداقية والموثوقية والدعم لأجهزة الشرطة والأمن والمخابرات الأوروبية.
وفي نهاية تقريره أمام لجنة مجلس النواب الأمريكي طالب ميشيل جاكوبسون اللجنة بالعمل لدفع النواب لإصدار قانون خاص بحظر ومحاسبة حزب الله اللبناني.
- مجلس النواب الأمريكي:
تقدم ماتيو ليفيت، خبير معهد واشنطن، بدعم ومساندة منظمة الإيباك، إلى لجنة أوروبا الفرعية التابعة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي بتقرير حول ضرورة إدراج حزب الله اللبناني ضمن قائمة الإرهاب الأوروبية.
أشار ماتيو ليفيت إلى النقاط الآتية:
* ان حزب الله كان سبباً في إشعال حرب مدمرة بين إسرائيل ولبنان خلال الصيف الماضي، وبرغم انتهاء الحرب، فإن حزب الله مازال يتمسك بأسلحته ويقوم بتخزين وبناء ترسانته العسكرية بشكل يمكن أن يؤدي إلى اندلاع المزيد من الأعمال الإرهابية التي سوف تؤدي إلى إشعال الحرب مرة أخرى.
* ان حزب الله اللبناني يقوم بدعم حركة حماس وجماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتان.
* ان نشاط حزب الله لا يقتصر على الأراضي اللبنانية فقط، بل له وجود في كل قارات العالم، وعلى وجه الخصوص القارة الأوروبية، والتي ظل حزب الله يدير من داخلها شبكة واسعة من أنشطته المالية والتجارية واللوجستية.. كذلك فإن حزب الله يستخدم القارة الأوروبية كنقطة انطلاق للقيام بتنفيذ بعض عملياته في المناطق الأخرى.
* ان حزب الله يقوم بعمليات وأنشطة إرهابية بالوكالة عن سورية وإيران.
واختتم ماتيو ليفيت تقريره أمام لجنة مجلس النواب الأمريكي قائلاً بأن قيام مجلس النواب الأمريكي بالتحرك لإدراج حزب الله ضمن قائمة الإرهاب الأوروبية يمثل في حد ذاته عملاً ضرورياً للضغط على إيران وتشديد العقوبات الدولية التي تقودها أمريكا ضدها.
وعموماً، التوقعات تشير إلى أن مجلس النواب الأمريكي سوف يمضي قدماً في إصدار قانون حظر حزب الله، وذلك ضمن نصوص وبنود تلزم الإدارة الأمريكية بالقيام بتحرك دولي من أجل الضغط على الدول الأخرى لكي تقوم بحظر حزب الله.
كذلك من المتوقع أن يتضمن القانون بنوداً تلزم الإدارة الأمريكية بتقديم المساعدات اللازمة للحكومة اللبنانية من  أجل دفعها للمواجهة ضد حزب الله، وربما يمتد الأمر إلى مطالبة الحكومة الأمريكية والدول الأوروبية بمقاطعة أي حكومة لبنانية يشارك فيها حزب الله.. وهذا معناه ردع الأطراف اللبنانية الأخرى من مغبة التحالف مع حزب الله.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...